رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاميلا زاريتشتا لـ"الدستور": إسرائيل لن تكتفي باغتيال قادة حزب الله..ومصر ركيزة الاستقرار بالمنطقة

كاميلا زاريتشتا
كاميلا زاريتشتا

قالت كاميلا زاريتشتا المستشارة السابقة بالاتحاد الأوروبي، إن هناك تعويل على الدور المصري لإحلال الهدوء في لبنان خاصة في ظل تصعيد إسرائيل واعتزامها تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان بعد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

وأوضحت في “كاميلا” حوار خاص مع “الدستور”، أن هناك مخاطر من اندلاع حرب إقليمية شاملة يلوح في الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى، وإلى نص الحوار:

لماذا لا تكتفي إسرائيل بتصفية حسن نصر الله وتصر على مهاجمة لبنان ؟

قد تنظر إسرائيل إلى اغتيال نصر الله باعتباره انتصارًا استراتيجيًا، لكن من غير المرجح أن تتوقف العمليات العسكرية في الأمد القريب. تظل المنطقة شديدة التقلب، وقد تؤدي الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة في لبنان إلى تفاقم التوترات. يجب على المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والكويت أن تقود بشكل عاجل الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد، بهدف تسهيل العودة إلى طاولة المفاوضات.

والوضع الإنساني مزرٍ بالفعل، ولن يؤدي بداية الشتاء إلا لتفاقم محنة اللاجئين والنازحين. وقد دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير فورية للسلام والأمن، مع التركيز بشكل خاص على معالجة الأزمة الإنسانية. إن الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية لمنع الصراع من الانتشار إلى حوض البحر الأحمر والساحل، حيث يمكن أن يخلف دمارًا لا يوصف للأمن العالمي والاستقرار الاقتصادي.

و رد فعل إيران على مقتل نصر الله، إلى جانب الوضع الهش في لبنان، يرفع من مخاطر اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقًا. لذلك، يجب على المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والكويت أن تتولى دورًا قياديًا، وتدعو إلى خفض التصعيد مع دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية واستعادة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. كما أن مجلس برودوم مع الدول المحايدة - ربما من أمريكا الجنوبية أو آسيا - سيكون مفيدًا أيضًا لتسهيل عملية السلام.

هل من الممكن التوصل إلى اتفاقيات تهدئة بين اسرائيل ولبنان؟

إعادة الهدوء إلى لبنان ستكون مهمة شاقة، وهي مرهونة بالمشاركة النشطة من جانب اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية وقطر، لأن المملكة،التي تتمتع بنفوذ ديني وسياسي كبير، يسمح لها بالتوسط بين الفصائل في لبنان. ويمكن لمجلس الدول العربية، أن يكون أداة فعالة في التوسط لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، فإن أي اتفاق لابد أن يتناول عدة قضايا وهي أن الطيف الأوسع من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة ومبدأ تقرير المصير.

يجب الاعتراف أيضًا بتورط إيران في الديناميكيات السياسية بلبنان، حيث أن نفوذها على حزب الله يشكل عاملًا رئيسيًا في أي تسوية سلمية. يجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل بشكل وثيق مع هذه القوى الإقليمية لضمان أن يكون أي اتفاق شاملًا، ويعالج الأبعاد الأمنية والإنسانية. إن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى توسع الصراع إلى البحر الأحمر وحتى منطقة الساحل، حيث ستكون العواقب كارثية.

كيف ترين مصير الشرق الأوسط بعد اغتيال نصر الله؟

 اغتيال حسن نصر الله، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المتجددة على حزب الله في لبنان، ينذر بأزمة عميقة مع إمكانية زعزعة استقرار المنطقة بأكملها. 

ومع سقوط مئات القتل ونزوح عشرات الآلاف من اللبنانين، فإن خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة يلوح في الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى. 

كذلك إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن "لبنان على وشك الانهيار" يؤكد على الحاجة الملحة، ولكن يجب أن يتبع هذه التصريحات العمل - فالناس بحاجة إلى المساعدة. إن العلاقات الوثيقة بين حزب الله وإيران وحماس تثير شبح المزيد من التصعيد، خاصة في ظل الوضع الداخلي الهش في إيران، والذي قد يتحول إلى اضطرابات إقليمية أوسع نطاقًا. وقد يؤدي هذا بسهولة إلى إشعال الاضطرابات، حيث أن العمل يتحدث بصوت أعلى من الصوت - هناك حاجة إلى المساعدة في مسألة الحاجة الملحة.

كيف يمكن لدول المنطقة لعب دورا في منع تفاقم الصراعات؟

في هذا المشهد المتقلب، يجب على مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت، إلى جانب تركيا ربما أيضًا، أن تتولى أدوارًا محورية لأن نفوذهم الدبلوماسي داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنطقة ككل لا غنى عنه لأي جهود تهدف إلى خفض التصعيد.

 وتتمتع هذه الدول، وخاصة مصر والسعودية، بموقع فريد يسمح لها بالتوسط في السلام واستقرار الوضع. وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى امتداد الصراع إلى حوض البحر الأحمر أو منطقة الساحل، وهو السيناريو الذي من شأنه أن يعجل بكارثة إنسانية غير مسبوقة النطاق.

ومع تدهور الوضع في لبنان بشكل أكبر، فمن الضروري ألا تكثف الجهات الفاعلة الدولية الإغاثة الإنسانية فحسب، بل وأن تعمل أيضا على تعزيز مبادرات الاستقرار. وسوف يكون التقارب بين تبادل المعلومات الاستخباراتية والقنوات الدبلوماسية والتعاون الإقليمي حاسما في منع الانهيار الكامل للنظام في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ما رؤيتك لمستقبل حزب الله بعد اغتيال قادته؟

ترك موت نصر الله حزب الله عند مفترق طرق خطير. وفي حين سيظهر بلا شك خليفة من داخل التسلسل الهرمي القائم، لا يزال هناك خطر يتمثل في أن تغتنم الفصائل الأكثر تطرفا أو التأثيرات الخارجية الفرصة لتأكيد السيطرة. إن هذا الفراغ القيادي قد يشجع جهات فاعلة جديدة أكثر تطرفا، مع إمكانية استفادة المقاتلين الأجانب والشبكات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية من موقف حزب الله الضعيف.

ويصبح دور مصر والسعودية والكويت أكثر أهمية. فمن خلال المشاركة الدبلوماسية والنفوذ الاستراتيجي، يمكن لهذه الجهات المساعدة في توجيه انتقال القيادة في اتجاه يتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. وعلاوة على ذلك، ونظرا لنفوذ إيران على حزب الله، فإن رد فعل طهران على اغتيال نصر الله قد يؤدي إلى تفاقم التوترات. إن احتمال انتشار الصراع عبر الشرق الأوسط ومنطقة الساحل يشكل مصدر قلق حقيقي للغاية، مما يستلزم جهودا دولية متضافرة لتجنب مثل هذه النتيجة.

وفي هذا السياق، يتعين على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إعادة تقييم استراتيجياتهما لحفظ السلام. فقد يؤدي خليفة أكثر تطرفا لنصر الله إلى إعادة إشعال التطرف، ليس فقط داخل المنطقة ولكن على مستوى العالم، مع عواقب مباشرة على الأمن الأوروبي.

هل تشهد حرب غزة مسار مختلف بعد استهداف حزب الله؟

سيعقد اغتيال نصر الله مفاوضات غزة بالفعل، نظرا للعلاقات الوثيقة تاريخيا بين حزب الله وحماس.هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل في أن الجماعات الفلسطينية المسلحة قد ترى في موته إشارة لتصعيد الأعمال العدائية، وبالتالي تقويض أي تقدم هش قد يتم إحرازه في محادثات السلام. إن الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان، إلى جانب ارتفاع عدد القتلى، تزيد من احتمالات اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا.