تليجراف: دارفور تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب انتهاكات الدعم السريع
أكد تقرير بريطاني، اليوم الثلاثاء، انتشار المجاعة والأمراض في السودان، وذلك جراء استمرار الحرب منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مشيرا إلى أنه بعد 20 عامًا من الإبادة الجماعية في دارفور عام 2003، يكرر التاريخ نفسه في هذه المنطقة مجددا والتي تشهد فظائع وانتهاكات مروعة.
وأوضحت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن دارفور تشهد الآن أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومشابهة لما حدث عام 2003، مشيرا إلى أنه منذ بدء الصراع في 15 أبريل 2023، عبر أكثر من 640 ألف شخص الحدود السودانية إلى تشاد، 89 % منهم من النساء والأطفال.
مأساة جديدة في دارفور
وقالت "تليجراف، إنه بعد 20 عامًا من الإبادة الجماعية في دارفور عام 2003، يكرر التاريخ نفسه، ففي مدينة أدري الحدودية، على بعد 5 كيلومترات فقط من الحدود السودانية التشادية، وصلت الأزمة إلى نقطة تحول فخلال حوالي عام فقط زاد عدد السكان ستة أضعاف مسجلا 240 ألف شخص، يعيش أغلبهم في ملاجئ مؤقتة.
وأشار التقرير إلى أن النازحين من دارفور إلى منطقة أدري يعيشون في مخيمات مؤقتة غير رسمية، ويواجهون صعوبة في الوصول إلى الغذاء وتلقي الخدمات الصحية، أو الحصول على عمل.
وكشف التقرير عن الفارين من دارفور مصابين بإصابات جسدية بالإضافة إلى صدمات نفسية، وهم ضحايا للعنف العشوائي الواسع النطاق على أيدي قوات الدعم السريع التي سبق واتُهمت بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد السكان في غرب دارفور في عام 2003.
معاناة غير مسبوقة
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الآلاف من النازحين يصلون إلى تشاد مصابين بطلقات نارية في الساقين، وهي سمة مميزة لعنف قوات الدعم السريع، فيما يتلقى المصابون بجروح خطيرة العلاج العاجل في المستشفى الميداني التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، لكن الرعاية اللاحقة محدودة للغاية فبمجرد خروج المرضى من المستشفى، يحتاجون بشكل عاجل إلى أطراف اصطناعية، ووسائل مساعدة على الحركة، وعلاج طبيعي، ودعم نفسي واجتماعي.
وقالت الصحيفة إن المنظمات الإنسانية تبذل كل ما في وسعها للاستجابة للعدد الهائل من الوافدين الجدد، ولكن مع التركيز العالمي على أوكرانيا والشرق الأوسط، فإنها تعاني من نقص التمويل بشكل كبير.
وبحسب بيانات تتبع التمويل التي أصدرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن خطة الاستجابة للاجئين بين الوكالات (بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية) في تشاد لا تتلقى سوى 25% من التمويل، وهو ما يعني عجزًا قدره 472.25 مليون دولار.
وأكد التقرير أن الغذاء شحيح للغاية في مخيم أدري، حيث يعتمد من لا يتمتعون بوضع لاجئ رسمي على المساعدات بشكل شبه حصري، فيما ينتظر الافراد من الساعة الـ6 صباحا حتى بعد الظهر للحصول فقط على طبق من العدس يوزع على أسرته وفي أحيان كثيرة لا يحصلون على الطعام.
وارتفعت التوترات بشأن الحصول على الغذاء في الأسابيع الأخيرة، حيث تسبب الجوع والملل في حدوث اشتباكات بين المنتظرين للمساعدات.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا في السودان، وتوقعت الحكومة التشادية أن يرتفع عدد الوافدين إلى تشاد إلى 910 آلاف بحلول نهاية عام 2024.