رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية مصر مفتاح الحل

قدر مصر أن تتحمل كل المصائب والأزمات التى تتعرض لها المنطقة العربية، فمصر بصفتها عمود الخيمة العربية والإقليم وإفريقيا كتب الله عليها أن تتحمل كل المآسى وما يحدث فى المنطقة. لكن من نعمة الله على مصر أن وهبها قيادة رشيدة واعية تتفهم كل الأمور على حقيقتها، وتعمل فى هذا الإطار، ولا تتخاذل أبدًا عن تقديم كل الدعم وكل المشورة من أجل بقاء المنطقة آمنة، وهذا ما يحدث منذ سنوات من بعد ثورة ٣٠ يونيو. مصر التى تقع فى بؤرة مشتعلة من الأحداث حاليًا، تقوم بدور ثابت ومهم وحيوى لمنع الانفجار. فمصر بموقفها الثابت والرائع والرائد دائمًا ما توجه إلى الطرق الصحيحة، لكن لا حياة لمن تنادى. ودائمًا حريصة كل الحرص على أمر بالغ الأهمية وهو وحدة وسلامة الأراضى العربية ووقوفها بكل قوة ضد تقسيم أى دولة عربية.

وقد تجلى ذلك فى كل الأدوار المهمة التى لعبتها حتى كتابة هذه السطور من أجل سلامة ووحدة الدول العربية، سواء فى العراق أو فى ليبيا أو سوريا أو اليمن أو السودان، وكذلك مؤخرًا فى لبنان.

لقد لفت الأنظار الاتصال الذى قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نجيب ميقاتى، رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان. وجاء حديث الرئيس واضحًا وصريحًا وهو ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى اللبنانية من أجل استقرار لبنان، والنأى به عن كل الخلافات فى ظل حرب ضروس تقوم بتنفيذها إسرائيل الآن. الرئيس السيسى أعلن صراحة عن وقوف مصر إلى جوار شقيقها لبنان ورفضها القاطع كل هذه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الأراضى اللبنانية. وأكد الرئيس السيسى ضرورة وأهمية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان من أجل استقرار المنطقة وعودة الهدوء إليها، إضافة إلى أهمية أن يقوم المجتمع الدولى بدوره المنوط به، وتحمل مسئوليته الكاملة من أجل وقف هذه الحرب الغادرة التى ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة. وستضرب الجميع لو تم الانفجار، ما يؤكد أهمية وضرورة عودة الهدوء إلى المنطقة. وتحمل مصر مرارًا وتكرارًا المجتمع الدولى أهمية الوقف الفورى للحرب الإسرائيلية، بدلًا من حالة الخراب التى تتعرض لها المنطقة بسبب هذه الحرب على غزة ولبنان. وهذا يعرض السلم والأمن الدوليين إلى خطر فادح وبشع لن تتحمله الإنسانية على الإطلاق. وكعادة مصر وواجبها فى مثل هذه الأمور أعلن الرئيس السيسى عن تقديم كل المساعدات التى يحتاجها الأشقاء فى لبنان ودعمه على كل الأصعدة.

الرؤية المصرية فيما يحدث فى المنطقة حاليًا هى الحل الأمثل لوقف المهازل وكل الجرائم التى تتم فى المنطقة. وما زالت مصر عند موقفها الثابت من ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية والدخول فى مفاوضات مباشرة من أجل حل كل القضايا بعيدًا عن آلة الحرب العسكرية التى لا تجنى إلا الخراب والدمار، ولا تؤتى نتائج تنفع أى الأطراف مهما كانت.

وبالتالى هذه الرؤية المصرية قائمة على أمر آخر بالغ الأهمية كما قلت فى البداية، وهو أن القاهرة مع وحدة وسلامة كل أرض عربية بعيدًا عن أى تدخلات أجنبية وبعيدًا عن كل الإرهابيين وبعيدًا عن أى متورطين فى التدخل فى شأن هذه البلاد، لأن تلك هى الكارثة الحقيقية التى تتعرض لها كل الأقطار العربية التى سقطت فى بحور الفوضى والتقسيم وخلافه. النتائج ستكون وخيمة على الجميع بلا استثناء. وكل ذلك يؤدى فى نهاية المطاف إلى انفجار المنطقة. ولا قدر الله لو حدث ذلك ستكون العواقب وخيمة على الجميع وعلى رأس هؤلاء الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى بأسره، الذى ستتعرض مصالحه كلها إلى انتكاسات خطيرة.. الكل خاسر فى الحرب الإسرائيلية، ولن يفرط أى قطر عربى فى أرضه ولن تموت القضية الفلسطينية ولن تهنأ إسرائيل بالعيش فى سلام.