اليساريون رفاق حسن نصرالله اليمينى
على ما يبدو أن اغتيال السيد حسن نصرالله قد جعل دائرة الصراع تتوسع وتتمدد لتصل مصر بالفعل، فعقب اغتيال سماحة السيد انطلقت حرب ضروس بين المصريين على ساحات السوشيال ميديا، اتهم خلالها اليساريون إخوانهم المصريين بالعمالة والخيانة والتصهين، لمجرد عدم حزنهم على وفاة سماحته.
وعلى ما يبدو أيضًا أن اليسار في مصر أراد أن يحذو حذو الإخوان في الإرهاب الفكري لمن هو مخالف له في الرأي، وامتدت المزايدات بين الطرفين إلى تبادل "الكوميكس" والاتهامات، ولكن تناسى اليساريون أن مصر والمصريين لا يقبلون المزايدة عليهم، ليس تكبرًا أو ضعفًا، ولكن لأن مصر والمصريين بالفعل أكثر من بذلوا الدماء من أجل تلك القضية.
فمصر يا رفاق هي الدولة الوحيدة التي خاضت 5 حروب ضد دولة إسرائيل، دفعت خلالها العديد من الشهداء والجرحى، بلغ عددهم أضعاف ما قدمه أصحاب القضية الأصليون، ولا يوجد بيت في مصر لا يوجد له جريح أو شهيد في تلك الحروب.
بل أزيدكم من الشعر بيتًا، فمصر دفعت ثمن تلك الحروب من اقتصادها ولا نزال نعاني من تلك الحروب اقتصاديًا حتى هذه اللحظة.
وأعتقد أنه كان ولا بد أن نوضح للرفاق أن المصريين يعرفون أن عدوهم الأول هو إسرائيل، كما نعرف أن الهدف الإسرائيلي الأساسي هو مصر لا لبنان ولا غزة ولا غيرها.
كما يعرف المصريون أن حزب الله بلبنان وغيره من ميليشيات الحوثي في اليمن، والعراق وسوريا، هم مجرد أتباع لسماحة المرشد الأعلى شاء من شاء وأبى من أبى، وبالتالي افتقدت تلك الميليشيات إلى أهم أسس المقاومة وهي الوطنية، فلا توجد مقاومة مسلحة ضد الاحتلال تتبع أجندات سياسية لدول أخرى، هذا لم يحدث في التاريخ في أي وقت من الأوقات.
وبالتالي غضب المصريون من سماحته ليس حبًا في إسرائيل، ولكن لأننا جميعًا نعرف ما الهدف الرئيسي من تواجد تلك الميليشيات في المنطقة، وما تفعله بالدول المتواجدة بها، وكيف يخدم ذلك الفكر التوسعي الإيراني.
وأعلم تمام العلم أن من حقك كرفيق أن ترى أن سماحته كان سيد المقاومة فتلك وجه نظر تخصك، فلا تحاول فرضها على المصريين، لأن المصريون ليسوا قطيعًا يُقاد، ولكم في سنوات الإخوان الغابرة عبرة.
ولا يجب أن يتناسى الرفاق أن إيران وتركيا يتصارعان على قيادة المنطقة بدلًا من مصر وهذا لن يحدث بالطبع، ولا يجب أن تنسيهم مؤتمرات وقنوات حزب الله وإيران التي تستضيف الرفاق طوال الوقت هذا الأمر.
ويجب أن يعرف الرفاق أن مبدأهم "عدو عدو صديقي" هو مبدأ خائب فعدو عدوي عدوي أيضًا ولن يكون يومًا صديقي.