ماذا بعد اغتيال نصرالله.. تحذيرات مصر التى لم يستمع لها العالم
السيد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات.. هكذا نعى نزار قبانى جمال عبدالناصر بعد موته فى مطلع قصيدة الهرم الرابع، وقد ينطبق الحال على كل محبى السيد حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبنانى بعد الإعلان الرسمى عن اغتياله فى الغارة الإسرائيلية على مقر قيادة حزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء وجود نصر الله.
تأتى حادثة اغتيال زعيم حزب الله ونحن على بعد أيام من اكتمال عام على عملية طوفان القدس، التى نفذتها حماس فى ٧ أكتوبر من العام الماضى، وبالتأكيد فإن تلك الحادثة الخطيرة سوف تكون نقطة فارقة وستعيد تشكيل المنطقة فيما هو مقبل من الأيام، وإما أن ندخل إلى حرب إقليمية من إيران وحلفائها بالمنطقة من جهة وإسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة من جهة أخرى أو تكتفى إيران بالصمت أو توجيه ضربة محدودة لا تثمن ولا تغنى على غرار ما حدث بعد اغتيال إسماعيل هنية ومن قبله قيادات الحرس الثورى الإيرانى فى سوريا.
ما يحدث الآن حذرت منه مصر مرارًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة عقب عملية طوفان الأقصى، حيث قالت فى بيانات عدة أن توسيع نطاق العدوان على عزة سوف يجر المنطقة كلها إلى حرب إقليمية، وبالفعل دخلت إيران على الخط من خلال حلفائها ووكلائها فى المنطقة- الحوثيين وحزب الله- وجاء الوقت بعد اغتيال نصرالله، لتقول إيران كلمتها بشكل مباشر.
السؤال الذى سيطرح نفسه، خلال الأيام المقبلة، هل ستبتلع إيران الإهانة حفاظًا على ما تبقى لها من حلفاء أم أنها ستشعل حربًا إقليمية قد تعرضها لخسائر أكبر، خاصة وفى الخلفية الولايات المتحدة الأمريكية التى تنتظر اللحظة لتقليم أظافر إيران وتقدم الدعم بلا حدود لإسرائيل وبارجاتها العملاقة وحاملة طائراتها أيزنهاور ترابض فى البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل المنطقة؟
إيران حتى اللحظة لم تصدر بيانًا رسميًا، بل وحتى الأخبار التى تأتى من هناك تعكس التخبط والصدمة، مثل خبر نقل المرشد الأعلى على خامنئى إلى مكان آمن.
لقد نجحت إسرائيل فى تنفيذ تهديداتها واحترقت أجهزة الـ«بيجر» اللبنانية والهواتف وكانت تلك الإشارة كفيلة بأخذ احتياطات أكثر فيما يتعلق بحسن نصر الله والتأكيد على أن عملية اختراق كبرى تمت لإيران وحزب الله على حد سواء.
لقد أثبتت الأيام أن رؤية مصر المبكرة لهذه الحرب منذ اندلاعها كانت صائبة، وأن المنطقة تتجه إلى حرب إقليمية سيخرج منها الجميع خاسرًا بسبب تعنت نتنياهو وطغمته الحاكمة فى إسرائيل، وعدم وعى حماس وحزب الله وإيران بالفخ الذى نصب للجميع لإنهاء أى مقاومة مسلحة لإسرائيل، سواء فى شمالها، حيث حزب الله أو جنوبها فى غزة.
المنطقة على فوهة بركان كبير قد ينفجر بين لحظة وضحاها ومصر تدفع ثمنًا كبيرًا من كل هذا سوف يؤثر على قناة السويس وغيرها، ونسأل الله أن يجنبنا ويلات حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.