الدعم على مائدة الحوار الوطنى
مجلس أمناء الحوار الوطنى سيعقد بعد غد الإثنين اجتماعًا مهمًا استعدادًا لبدء جلسات الحوار حول قضية الدعم، سواء كان نقديًا أو عينيًا، والمعروف أن إدارة الحوار تعمل بحيادية كاملة ونزاهة وشفافية واضحة، وتدعو جميع أصحاب الرؤى والأفكار لطرح ما يرونه فى هذا الإطار؛ من أجل الوصول إلى أفضل الوسائل والحلول لقضية الدعم، وفى الحقيقة إن قضية الدعم من أهم القضايا التى أحالتها الحكومة إلى الحوار الوطنى بصفته منصة ديمقراطية حقيقية نتجت عنها مخرجات ومحددات كثيرة فى العديد من القضايا، منها توصيات تنفيذية وأخرى تشريعية. وفى الحالتين تمت إحالة الأمر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتبدأ على الفور عملية التنفيذ الفورى من جانب الحكومة بتعديل قرارات سريعة أو إعداد مشروعات قوانين لكل الأطروحات والمحددات التى خرج بها الحوار فى كثير من القضايا التى ناقشها مؤخرًا.
ويأتى الدور على قضية بالغة الأهمية بشأن الدعم، الذى يعد من الملفات المسكوت عنها. وكون الحوار الوطنى يناقش هذه القضية فإن النتائج لها آثار إيجابية على جموع المصريين، إضافة إلى أن هذا الأمر له علاقة بالأمن القومى الداخلى بشكل واضح ومهم؛ لأنه يشغل بال كل الأسر المصرية بلا استثناء.
وفى الحقيقة الحكومة، خلال السنوات الماضية، لعبت أدوارًا مهمة من أجل الحماية المجتمعية لجميع المصريين، فى ظل برامج الإصلاح الاقتصادى التى تقوم بها الدولة، وفكرة مناقشة الدعم فى حد ذاتها داخل الحوار الوطنى تؤكد أن الدولة حريصة كل الحرص على الأسر الفقيرة والأكثر فقرًا، وهذا فى حد ذاته أكبر رد على كل الذين يروجون شائعات بأن مصر لا ترعى أبناءها أو أنها تفرط فى حقوقهم.
ومناقشة الحوار الوطنى قضية الدعم تعنى أن الحكومة لا تنفرد بها وحدها، وإنما ستكون مطروحة أمام الجميع من قوى سياسية واقتصادية وأحزاب سياسية، وشخصيات متخصصة وخلافها من أصحاب الرؤى والأفكار، وستخرج محددات ومخرجات بعد مناقشة هذه القضية. ودعنا لا نسبق الأحداث فنقول إن الدعم سيكون نقديًا أم عينيًا كما هو واقع بالفعل الآن، لكن الأمر المهم فى هذا هو أن الجميع سيشارك برأيه فى هذه القضية المجتمعية المهمة التى تشغل بال المصريين جميعًا، خاصة الأسر الأكثر احتياجًا والفقراء بكل مستوياتهم، وعلى كل حال فإن النتائج والمحددات التى سيخرج بها الحوار الوطنى ستكون بمثابة توصيات مهمة يتم رفعها إلى الرئيس لتبدأ مرحلة التنفيذ الحقيقى.
ولا بد أن ننوه إلى أمر بالغ الأهمية، هو أنه رغم كل الجهود التى قامت بها الحكومة، خلال السنوات الماضية، من تنقية المستحقين الدعم، فإنه ما زالت قوائم المستحقين تحتاج إلى الكثير من التنقية. فهناك كثيرون ليس من حقهم هذا الدعم، ومن المؤسف أنهم لا يتركونه لمن يستحقون، ويحصلون عليه بطرق ملتوية. وبالتالى لا بد من إثارة هذه القضية داخل جلسات الحوار الوطنى، وهى تنقية حقيقية لمستحقى الدعم، حتى نضمن توصيله لمن يستحقه. وأعتقد أن الحوار الوطنى لا يمكن أن يغفل هذا الأمر على الإطلاق، وهناك أشخاص كثر يحصلون على الدعم وهم ليسوا بحاجة إليه، رغم كل الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية؛ لذلك فإن عملية التنقية تعد فى حد ذاتها ضرورة ملحة جدًا لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، الذين يعانون الأمرّين بسبب ارتفاعات كثيرة فى الأسعار؛ وبسبب ضيق ذات اليد لديهم.
طرح مناقشة الدعم فى جلسات الحوار، من المؤكد ستخرج بنتائج تعود بالنفع العام على من يستحقون الدعم وليس من أجل فئة اعتادت أن تحصل لنفسها على ما ليس من حقها، وبالتالى سنجد محددات ومخرجات بالغة الأهمية تضمن حماية مجتمعية حقيقية للفقراء وأهل العوز، الذين ترعاهم الدولة وتحرص على تحقيق أكبر مكتسبات لهم.
وللحديث بقية.