حزب الله يستهدف مقر الموساد.. وإسرائيل ترد بقصف عنيف على جنوب لبنان
أعلن «حزب الله» اللبنانى عن استهداف مقر الموساد الإسرائيلى فى تل أبيب بصاروخ من طراز «قادر 1» الباليستى لأول مرة منذ بداية التصعيد بين الجانبين.
وأطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلى دعوات لمواطنيها للبقاء فى الملاجئ، خوفًا من قصف آخر من الأراضى اللبنانية.
وتشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا كبيرًا جراء القصف الإسرائيلى على مدار يومين متتاليين، أسفر عن وقوع مئات الشهداء والجرحى.
وفى السياق، قال المحلل السياسى اللبنانى، أحمد سمير الشمعة، إن التطورات الجديدة على الجبهة الجنوبية للبنان بين الاحتلال الإسرائيلى و«حزب الله» تدخل مرحلة حساسة جدًا.
وأضاف الشمعة، لـ«الدستور»: «بعد استهداف حزب الله لمناطق عسكرية ومؤسسات اقتصادية شمال شرق حيفا، ليلة السبت الماضى، بصواريخ نوعية، حقق أهدافًا مهمة، مع إيقاع مئات الجرحى وعشرات القتلى».
وتابع: «قام العدو الإسرائيلى بالرد على تلك الضربات الصاروخية بشكل عبثى وهستيرى، نهار الأحد الماضى، موجهًا أكثر من ألف غارة على مختلف قرى الجنوب وبعمق كبير، حتى وصلت الضربات إلى شرق صيدا، موقعًا عددًا هائلًا من الشهداء».
واستطرد: «القصف الإسرائيلى أدى إلى نزوح عدد كبير جدًا من سكان القرى المستهدفة إلى قرى الجبل والإقليم والشمال، إضافة إلى العائلات المشردة على الطرقات، فالبعض ينام مع أولاده فى السيارة، والبعض الآخر تائه على الطرقات لا يعرف إلى أين سيلجأ».
وأكد: «الواقع مأساوى جدًا، ولكن كل القرى فى الشوف والجبل والشمال فتحت قلوبها وبيوتها لسكان الجنوب، وحتى المدارس الرسمية فتحت أبوابها لهم، بعد قرار وزير التربية بذلك، تحت إشراف البلديات والجمعيات الكشفية، أما مواقف الدول الكبرى، التى تتغنى بحقوق الإنسان، فلا نسمع سوى استنكارات لا قيمة لها، لأن العدو الإسرائيلى لا يقيم وزنًا لكل الأعراف والقوانين الدولية».
وحول الموقف الأمريكى، قال الشمعة: «ليس هناك موقف جدى يبنى عليه، إذ إن الأمريكى ماضٍ بتمثيل دور الدبلوماسى الداعى إلى وقف العنف، مع أن بصمته فى الحرب واضحة تمامًا».
وأردف: «العدو الإسرائيلى مستمر بالتصعيد، وحزب الله لن يستسلم بسهولة، وسيرد بكل قوة، ولذا أظن أننا ذاهبون إلى حرب مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا أتوقع أن العمل الدبلوماسى الغربى أو العربى سيغير شيئًا فى المشهد، وعلينا أن ننتظر التطورات فى الأيام المقبلة».
ومن فلسطين، قال الكاتب السياسى الفلسطينى عزيز العصا، إن ما تقوم به إسرائيل من قتل جماعى فى لبنان، إلى جانب القتل الجماعى، بلا هوادة، فى قطاع غزة، هو محاولة يائسة لاستعادة دورها الذى كانت تقوم به فى المنطقة قبل ٧ أكتوبر، عندما كانت توصف بأنها «شرطى المنطقة» أو الذراع الأمريكية الأقوى فى الشرق الأوسط.
وأضاف «العصا»، لـ«الدستور»، أن «إسرائيل وجدت نفسها فى وحل، كلما حاولت الخروج منه تغوص أكثر، وإذا ما استمرت تدير الأحداث بهذه العقلية فإنها ستدفع نفسها أولًا، والمنطقة ثانيًا، إلى هاوية سحيقة، لن تخرج منها إسرائيل سالمة، ولن تعود إلى حيث كانت قبل سنة من الآن، والأمريكيون يدركون ذلك جيدًا، وكثيرًا ما يظهرون قلقهم على مستقبل إسرائيل ومستقبل المنطقة برمتها».
فيما قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينية، إن إسرائيل تسعى، من خلال هذا العدوان الإسرائيلى على الأراضى اللبنانية، لتحقيق الهدف الذى تم الإعلان عنه من قبل الحكومة الإسرائيلية، والمتمثل فى عودة المستوطنين فى شمال فلسطين المحتلة إلى المستوطنات، بعد نزوحهم منها منذ نحو عام، بعد فتح حزب الله فى الثامن من أكتوبر الماضى جبهة إسناد غزة، وهذا الهدف لن يتحقق إلا إذا توقف الحزب عن إطلاق الصواريخ.
وأضاف أبولحية، لـ«الدستور»: «حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، أعلن عن رفضه توقف جبهة الإسناد طالما العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة مستمر، وبالتالى فإن السبيل لوقف هذه الهجمات الصاروخية من وجهة نظر الحزب هو بيد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى لا يريد وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة».
وتابع: «تشن إسرائيل عدوانها على لبنان فى نفس الوقت الذى يستمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى بجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى بقطاع غزة، وأيضًا العدوان الإسرائيلى على الضفة الغربية، حيث يرغب نتنياهو من تعدد الجبهات القتالية فى إرسال رسالة للجميع تفيد بأنه قادر على التعاطى والتعامل مع تعدد الجبهات، ولديه أهداف يرغب فى تحقيقها بالقوة الغاشمة، مع محاولة إعادة التصور عن القوة الإسرائيلية، التى تعرضت للضعف الكبير بفعل عملية السابع من أكتوبر وما تلاها».