الهدف من الشائعات
تعمدت التمهل فى الحديث عن النزلات المعوية التى أصابت عددًا من المواطنين فى محافظة أسوان حتى تتكشف الحقائق كاملة فى هذا الشأن. وقد تبين بعد الحملات المغرضة التى انتشرت على السوشيال ميديا فيما يتعلق بتلوث مياه الشرب أنها سليمة وصالحة للشرب مائة فى المائة، وأن النزلات المعوية، كما أعلنت الجهات المختصة، فى المعدل الطبيعى للإصابات مقارنة بذات المدة فى العام الماضى.
لكن يبقى السؤال: لماذا انتشرت الأقاويل والشائعات فى هذا الشأن وفى هذا التوقيت؟ ومَن وراءها؟ وما الهدف منها؟ فى البداية لا أحد ينكر على الإطلاق أن هناك مصابين داخل المستشفيات يتلقون العلاج. وطبقًا لتقارير وزارة الصحة فإن المصابين قد تعرضوا لعدوى أو فيروس أو ما شابه ذلك. لكن الأمر الخطير هو الشائعات التى انتشرت بشكل مخيف بشأن تلوث مياه الشرب فى محافظة أسوان. وهذا بالتبعية يجعلنا نسأل: لماذا قرية أبوالريش تحديدًا التى أصيب أهلها؟ ولماذا لم تنتشر الحالات فى باقى المحافظة؟ الأمر باختصار شديد أن هناك نفرًا ما زالوا يستخدمون حروب الجيل الرابع فى الحرب على مصر من خلال نشر الشائعات. والأهداف واضحة للعيان، وهى أن مصر تستقبل موسمًا سياحيًا جديدًا، وأسوان تحديدًا والأقصر تزداد إليهما الرحلات فى هذا التوقيت من كل عام. ولذلك تعمد المغرضون نشر هذه الشائعة بشكل بشع وخطير من أجل ضرب الموسم السياحى المقبل. ولذلك يجب التنبه والتسلح بالوعى ضد كل هذه المخططات التى تصر على النيل من البلاد. هؤلاء الذين ينشرون هذه الشائعات، سواء من جماعة الإخوان الإرهابية أو من الذين يمولونهم أو من يعملون لصالحهم هدفهم واضح وصريح، وهو فرض حصار اقتصادى بشع على مصر. ولم يكفهم ما يحدث من اشتعال فى المنطقة حاليًا من حرب إسرائيلية غاشمة، سواء على الفلسطينيين أو لبنان أو سوريا.
هناك شائعات كثيرة تحاك بشكل منظم ومرتب من أجل إلهاء الحكومة وتعطيل مسيرة البناء التى تتم حاليًا. حرب الشائعات لم تكن عشوائية أو فجائية، وإنما من خلال خطط منظمة بهدف فرض حصار اقتصادى على الوطن، والنيل منه بأى شكل.
والحقيقة أن الشائعات سلاح فتاك أشد من المدافع والقنابل، لأنه يشغل الشعب فى أمور كثيرة فرعية تصيبه باليأس والإحباط. والواجب علينا جميعًا أن نتسلح بالوعى فهو المضاد الوحيد لكل الشائعات فى ظل تنوع الأكاذيب والأقاويل. فمثلًا شائعة مثل تلوث مياه الشرب فى قرية ما فى أسوان لم تأت من فراغ ولا صدفة، إنما وراءها هدف محدد وهو ضرب الموسم السياحى على وجه التحديد. فالمعنى هنا هو السياحة وليس تلوث المياه. لو دققنا النظر فى كل شائعة سنجد أن وراءها هدفًا من أجل تحقيق جرم فى حق الوطن والمواطن. ومثلًا شائعة تلوث المياه تسعى أولًا لتعطيل الحكومة عن أداء عملها، وثانيًا فى انشغالها فى إثبات الحقيقة، وثالثها لمنع قدوم السائحين إلى أسوان والأقصر.
المهم أيضًا لمقاومة الشائعات إلى جوار الوعى أن تكون هناك ردود أفعال من داخل السوشيال ميديا المصرية للرد على الكتائب المنتشرة بيننا التى تزرع الفتنة وتنشر الشائعات والأكاذيب من أجل إصابة المواطنين باليأس والإحباط. وهو سلاح خطير جدًا كفيل بالنيل من أى شعب. لكن من نعمة الله على المصريين أنهم بلغوا الفطام السياسى ولديهم كياسة وفطنة ويدركون كل ما حولهم من تحديات جسام على جميع الأصعدة والمستويات. وبالتالى بات من المهم على المواطنين، خاصة الذين يستخدمون السوشيال ميديا أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى لمواجهة كل هذه الأمور التى تهدف فى نهاية الأمر إلى الدعوة إلى الفوضى والاضطراب داخل البلاد.. بعدما عجز أهل الشر عن النيل من مصر رغم كل التحديات والظروف الصعبة، راحوا يسعون إلى إرهاق الحكومة فى إثبات الحقائق ونفى الشائعات التى تعطل كثيرًا عن أداء دور الحكومة المنوط بها. وبالتالى لا يجوز بأى حال من الأحوال أن نترك الأمر للدولة بمفردها تواجه الشائعات. بل هناك دور مهم للمواطن المصرى للتصدى لهذه الشائعات، أولًا من خلال التثبت من حقيقة كل شائعة قبل ترويجها وإذاعتها ونشرها. وثانيًا الرد على كل مروجى هذه الشائعات بالحكمة والعقل والتسلح بالوعى الشديد، لأن الهدف ليس فى نشر شائعة تمر وانتهى الأمر، إنما الهدف كبير وهو مخطط لتدمير مصر والقضاء على شعبها. ولا أعتقد أبدًا أن المصريين يسمحون بأى حال من الأحوال لمروجى الشائعات أن ينالوا من وطنهم الغالى.