رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المعدنية" بـ50 جنيهًا.. "تجار الأزمات" يطفون على "شائعة المياه" بأسوان

مياه الشرب في أسوان
مياه الشرب في أسوان

استغل عدد من "تجار الأزمات" الأزمة الأخيرة التي ربطت بين ظهور بعض حالات التسمم في محافظة أسوان وشائعة تلوث المياه، لتحقيق مكاسب كبيرة وتنمية مصالحهم الشخصية على حساب المواطنين، من خلال رفع أسعار زجاجات المياه المعدنية، ووصل بعضها إلى "أسعار فلكية" بعد زيادة الطلب.

ونشر العديد من المواطنين بمحافظة أسوان شكواهم على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، معبرين عن انزعاجهم من هذا الأمر، ومطالبين الحكومة بالتدخل، مستعرضين في الوقت ذاته أسعار بعض زجاجات المياه المعدنية.

مواطنون يتحدثون عن أزمة المياه المعدنية

المواطن هشام عبدالمنعم قال، عبر حسابه على "فيسبوك"، إن "أسعار المياه المعدنية في أسوان زادت بنسبة تصل إلى 100% بسبب إقبال الناس عليها"، موضحًا أن السبب في ذلك يرجع إلى استغلال بعض التجار هذه الأزمة، والتهويل منها بلا داع.

وأكد مواطن آخر أنه عقب تلك الأزمة انتهزت بعض شركات المياه الفرصة، ورفعت أسعار المياه، وبالأخص فى أسوان، حتى وصلت الزجاجة اللتر ونصف اللتر إلى ما يزيد على 50 جنيها، لافتًا إلى أن بعض هذه الشركات من الأساس ليست كما تدّعي تنتج المياه المعدنية، بل هي شركات تنتج فقط مياهًا معالجة من الأملاح الموجودة بها.

وناشدت مواطنة، من أهالي محافظة أسوان، جهاز حماية المستهلك ووزارة التموين التدخل للسيطرة والرقابة على هؤلاء التجار، مؤكدة أنه أصبح هناك حالة متزايدة من الطلب على المياه المعدنية في الفترة الحالية نتيجة الأزمة، متابعة أنها ذهبت لشراء زجاجة مياه معدنية فوجدت سعرها قد أصبح 15 جنيها، بعد أن كانت بخمسة جنيهات فقط، لافتة إلى أن ذلك يرجع إلى جشع وانعدام ضمير من قِبل بعض التجار.

بينما أعلنت إحدى الصفحات الخاصة بأخبار محافظة أسوان عن شكوى بعض المواطنين من ارتفاع سعر زجاجة المياه المعدنية لتصبح بـ7 جنيهات بدلًا من 5 جنيهات، وهو ما يوضح التضارب والتباين وكذا الارتفاع في أسعار زجاجات المياه المعدنية، الذي أكد الأهالي أنه أصبح متواجدًا في النوع الواحد منها.

وقال أحد المسئولين في محافظة أسوان، تحفّظ على ذكر اسمه، إنه بالفعل تم تداول أخبار عن ارتفاع أسعار زجاجات المياه المعدنية، مرجعًا ذلك الأمر إلى التهويل الذي قام به البعض للأزمة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على عكس ما كانت تستدعي، لافتًا إلى أن عددًا بسيطًا من المواطنين هو من تعرض للتسمم، ويجرى البحث والإفصاح عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الأمر.

كذلك قال نوح أحمد، أحد المتطوعين في جمعية غرب أسوان للأيتام، في حديثه لـ"الدستور": "مع الأسف يستغل بعض ضعاف النفوس الأزمات، ويرفعون من أسعار السلع على المواطنين، بدلًا من التخفيف عليهم".

في الوقت نفسه لفت "نوح" إلى أن هناك على الوجه الآخر الكثير من المشاهد الإيجابية التي تظهر وقت الأزمات، ضاربًا المثل ببعض المؤسسات وشركات المياه المعدنية التي قامت مؤخرًا بسبب هذه الأزمة بتوزيع زجاجات المياه المعدنية بشكل مجاني على المواطنين.

كانت قد رصدت وزارة الصحة، منذ يوم 11 سبتمبر الجاري وحتى الآن، إصابة 128 حالة من أبناء محافظة أسوان بنزلات معوية وإسهال، وتماثل للشفاء 22 حالة منهم، وخرجوا من المستشفيات.

بدوره، وجّه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأجهزة المعنية، بقيادة اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، للوصول إلى المسبب الأساسي لهذه الأعراض، والتعامل مع المرضى بشكل مناسب لتقديم الخدمة العلاجية.

كما أرسلت وزارة الصحة فريقا مركزيا من قطاع الطب الوقائي إلى محافظة أسوان، لكشف أسباب هذا المرض الغامض. وكشف الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، عن أنه جرى التنسيق بين وزارتي الصحة والإسكان ومحافظة أسوان لتحليل مياه الشرب بمحطات المحافظة، البالغ عددها 103 محطات، للتأكد من سلامة المياه، مضيفًا: "كما أجرينا جولات ترددية على مستشفيات المحافظة للتأكد من مدى جاهزيتها لاستقبال المصابين".

وأشار إلى أن الوضع الصحي بمحافظة أسوان مُطمئن، وأن الأزمة ستنتهي خلال أيام، موضحًا أن جميع الحالات المصابة من أبناء قريتي أبوالريش ودراو، وجرى التأكد من سلامة شبكة مياه الشرب بهما.