الحروب تدفع الذهب لمستويات قياسية.. وخبراء: "الأسعار ستزيد"
حالة من الاضطراب الشديد تشهدها سوق الذهب في الوقت الحالي، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية المحيطة بدول العالم الآن، وتؤثر بشكل كبير على الأسعار العالمية، بسبب توترات البنوك المركزية أيضًا في الدول الخارجية.
وخلال الفترة الماضية بسبب الحروب وشدتها تأثرت أسعار الذهب، ووصلت إلى مستويات تعد قياسية لم يصل لها من قبل، وسط توقعات باستمرار الارتفاع خلال الفترة المقبلة، بسبب الخوف من عدم وجود ملاذ آمن للاستثمار في الوقت الحالي سوى الذهب ما يزيد الطلب عليه.
ارتفاع أسعار الذهب
واتساقًا مع ذلك، واصلت أسعار الذهب الارتفاع، حيث ارتفع سعر الذهب عيار 21 مبلغ 35 جنيهًا ليسجل 3600 جنيه للجرام، أما عيار 24 فسجل 4114 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3086 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الذهب 28800 جنيه.
وبمقارنة أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي، حيث سجل عيار الذهب 21 مبلغ 3460 جنيهًا، ولكن سعره اليوم وصل إلى 3600 جنيه أي بزيادة 140 جنيهًا خلال أسبوع واحد من التعاملات.
بينما سجلت أونصة الذهب العالمية ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.25%، وهو أكبر ارتفاع أسبوعي منذ الأسبوع الأول من أبريل الماضي، ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2586 دولارًا للأونصة، وكان قد افتُتحت تداولات الأسبوع عند المستوى 2496 دولارًا للأونصة ليغلق عند 2578 دولارًا للأونصة.
فما الذي يحدث في سوق الذهب؟ وهل له علاقة بالحروب الحالية؟ «الدستور» سألت الخبراء في التقرير الآتي.
خبيرة اقتصادية تكشف سبب اضطراب سعر الذهب
هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أوضحت أنه من المنطقي مرور الذهب بحالة من عدم الاستقرار سواء محليًا أو عالميًا؛ نتيجة الحروب الدائرة في الوقت الحالي ولأن حدود الدول أصبحت ملتهبة للغاية.
ورأت أن الذهب يعد الملاذ الآمن في تلك الأوقات سواء الحروب أو الأزمات الاقتصادية، لذلك يلجأ له الأفراد أو المستثمرون من أجل حفظ وتأمين أموالهم: «العالم الآن يشهد حروبًا ضارية بدأت بروسيا وأوكرانيا ثم السودان وأخيرًا غزة ولبنان وكلها تؤثر على الاقتصاد والذهب».
وقالت لـ«الدستور»: «الشعور بعدم الآمان يدفع الناس للجوء إلى الذهب والاستثمار فيه ما يزيد الطلب عليه، ومن ثم يزيد سعره، لأن أي سلعة يزيد عليها الطلب يرتفع سعرها؛ والجميع الآن يبحث عن الادخار».
ويقترب الذهب من توقعات المؤسسات المالية العالمية التي أشار أغلبها إلى أنه يصل إلى المستوى 2600 دولار للأونصة بحلول عام 2024، على أن يستمر الصعود العنيف في أسعار الذهب حتى المستوى 3000 دولار للأونصة خلال النصف الثاني من عام 2025.
الملاح: مصر تحاول السيطرة على الأمر
وأضافت الملاح: «تحاول مصر السيطرة على الارتفاع المتزايد في أسعار الذهب، التي من المتوقع ارتفاعها أزيد خلال الأشهر المقبلة، لا سيما أن بعض التجار يستغلون تلك الأزمات ويرفعون الأسعار».
واختتمت: «الطلب في الوقت الحالي على الذهب أكثر من المعروض بكميات أضخم، لذلك فإن التجار لديهم علم بالتخوفات التي يمر بها البعض، ورغبتهم في اللجوء إلى الذهب والاستثمار الآمن فيه، لذلك يرفع البعض السعر».