واشنطن بوست: بايدن يخشى إثارة أزمات الشرق الأوسط فى الأمم المتحدة
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة ستمثل إحدى الفرص الأخيرة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، لعرض إنجازاته على المسرح العالمي، لكن الحلفاء والخبراء أكدوا أن المناقشات الجانبية حول الأزمة في الشرق الأوسط ستهيمن على الاجتماع الأممي، ما يعقد جهوده وعرض نجاحه، خاصة أنه فشل في إنهاء حرب غزة بجانب تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
فشل بايدن فى الشرق الأوسط يحرجه أمام العالم
وقال بروس ريدل، وهو زميل بارز في مؤسسة "بروكينجز" وعمل على قضايا الشرق الأوسط في عدة إدارات، إن لدى جو بايدن، أكثر من معظم الرؤساء، تاريخًا من النشاط والإنجازات في السياسة الخارجية، لكن قضية إسرائيل ولبنان ستجعل ذلك صعبًا للغاية بالنسبة له.
وأضاف "ريدل": "يمكن أن تصبح الجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة بما يجري في لبنان، وهو ما لا تريده الإدارة الأمريكية، وأنا متأكد من أن فريق بايدن يبذل قصارى جهده لمنع إثارة هذه الأزمة في الاجتماعات الأممية، لكن لا يبدو أن الاحتمالات في صالحهم".
وحسب الصحيفة الأمريكية، من المرجح أن يؤكد بايدن عمله في إعادة بناء التحالفات وقيادة التحالف الغربي لمساعدة أوكرانيا في أعقاب غزو روسيا عام 2022، كما أشاد مساعدو بايدن وزملاؤه الديمقراطيون بسياسته تجاه الصين، خاصة بعد زيارة مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، لبكين مؤخرًا، واجتماعه بالرئيس شي جين بينج.
وفي نيويورك، سيلتقي بايدن، أيضا، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ويستضيف قمة "التحالف العالمي لمواجهة تهديدات المخدرات الاصطناعية"، وهي الجهود التي أطلقتها الولايات المتحدة العام الماضي، حسبما قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين الأسبوع الماضي.
وقال جيفري فيلتمان، المسئول السابق في الأمم المتحدة وسفير الولايات المتحدة السابق في لبنان، إن الجميع سيتحدث في الأمم المتحدة عن غزة والشرق الأوسط والخوف من التصعيد وأوكرانيا.
ووفق الصحيفة، تعتمد استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط على تأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، وهو الاتفاق الذي يعترف كبار المسئولين الأمريكيين بأنه بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، فقد كان الأمل هو أن يمهد وقف إطلاق النار الطريق أمام صفقة دبلوماسية بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود الشمالية لإسرائيل.
بايدن يفشل فى مواجهة إسرائيل
فيما أعرب الحلفاء والخبراء عن أسفهم لأن إدارة بايدن لا يبدو أن لديها خطة بديلة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط خارج جهود وقف إطلاق النار، فقد تعهد "حزب الله" بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل طالما استمرت الحرب في غزة، ما أدى إلى إضعاف الآمال في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في الأفق.
وقالت الصحيفة إنه في إشارة محتملة إلى اعتقاد المسئولين الأمريكيين بأنه ليس بوسعهم فعل الكثير لإقناع إسرائيل بتغيير مسارها، اختار بعض كبار المسئولين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، عدم السفر إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لمحاولة تهدئة التوترات.
وقال إيفو دالدر، الذي كان سفيرًا لحلف شمال الأطلسي في عهد الرئيس باراك أوباما، إن هدفهم الأول كان منع التصعيد، لكن الإسرائيليين يفعلون ذلك مجددا في لبنان، مضيفا: "إنها صفعة كبيرة في وجه دبلوماسيتهم".