رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مرمى نيران متسولى التيك توك

فى البداية كنت أعتقد أن البرامج الحديثة والمتصدرة المشهد للتسلية والترفيه، وأن نشر فيديو لطيف لأشخاص أو للعائلة هو بمثابة ذكريات حلوة ومناسبات رائعة، وأن تجميع الصور على إحدى الأغانى الخاصة بالمناسبات، نوع من التواصل المجتمعى.
توالى من بعد ذلك ظهور نوع من الحروب من خلال بعض البرامج والتطبيقات جعلتنى اكتشفت أشياء أخرى.
لاحظت على التيك توك وجود مجموعة اسمها «الكتيبة» ومجموعة أخرى اسمها «777». وهى أسماء نعلم جيدًا أنها إشارة إلى إحدى فرق الجيش القوية. وهو نوع من الاستغلال والاحتيال، خاصة عندما نرى المحتوى بما فيه من أقذر الألفاظ والانحطاط فى بث مباشر على التطبيق. كما تابعت خلال الأيام الماضية ما حدث من تلاسن بين بعض الأعضاء، وصل إلى تحرير بلاغات كاذبة يضيع فيها جهد ووقت الأجهزة الأمنية، تأتى على حساب البلاغات الحقيقية التى تحتاج لتلك الجهود لمنع حدوث جرائم حقيقية أو تتبع متهمين.
الغريب أن بعض وسائل الإعلام المرئى لبير السلم، بدأ يتعامل مع متصدرى تلك التطبيقات على أنهم نجوم المجتمع الجدد، وضيوف الفضائيات؛ لدرجة أن صدقوا أنفسهم، وبدأوا يتكلمون عن رحلات كفاحهم حتى وصولهم لتلك المكانة المرموقة فى المجتمع.
المبكى والمضحك، أن بعضهم بدأ بفتح اللايف للكلام المباشر مع الناس بعد أن وصلت شهرتهم إلى تلقيهم عروضًا للتمثيل ولتقديم برامج تليفزيونية وإذاعية. وهو ما يرفضونه لأنه سيؤثر على دخلهم المادى من المتابعين بالملايين بعد أن وجدوا لهم مظلة اجتماعية من خلال شراء السيارات الفارهة وفتح محلات البراندات وسلاسل السوبرماركت وشركات للتطوير العقارى. ويكفى أن نجد من استخدم اسم «777» ليضعه على يافطة كافيه بالتجمع، ومن تتحدث عن أن تكلفة تجهيز الكافيه الخاص بها تجاوز الـ50 مليون جنيه.

وكان بعضهم أكثر جرأة، حيث اقتحم عالم التمثيل ليتحول من بلوجر أو يوتيوبر إلى ممثل وفنان. وأزمة نقابة المهن التمثيلية مع أحد كبار منتجى سينما الشباك ليست ببعيدة بعد أن حاول أن يكون البوابة الذهبية لهم لدخول عالم سينما الشباك. ولا نزال ننتظر قرارات نقابة المهن التمثيلية لحسم تلك المشكلة التى تفاقمت منذ عدة أشهر بين فنانة وفنان؛ وصلت لرفع قضايا متبادلة.
إنها صور من البلطجة الرقمية والتسول الديجيتال لجنى ملايين الجنيهات بلا أى مصدر واضح للحصول عليها أو حتى لصرفها. وما يحدث على التيك توك هو مؤشر خطير جدًا جدًا.. فى حركة غير طبيعية للأموال التى يمكن أن تستخدم فى أعمال مشبوهة إرهابية أو تجارة ممنوعة مما سيكون لها تهديد مباشر على أمننا القومى ومستقبل أطفالنا؛ باعتبارهم أكثر المتفاعلين مع تلك التطبيقات.

نقطة ومن أول الصبر 
لا بد من التحرى الدقيق عن كل ما سبق، وتجريم من يخالف القانون وعقابه.. فلا يمكن أن يكون متسولو التيك توك هم القدوة والمثل لأطفالنا، حتى لا تتحول التكنولوجيا إلى نقمة ووسيلة للانحراف.