غزو لبنان.. أسرار استراتيجية إسرائيل في حربها المفتوحة أمام حزب الله
كشفت القناة 14 الإسرائيلية عن نية سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غزو بري للبنان خلال الفترة المقبلة، مما أثار قلق الإدارة الأمريكية، حيث إن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية واسعة، خاصة مع تصاعد التوترات مع حزب الله، الذي يمثل جزءًا من استراتيجية إسرائيل العسكرية في مواجهتها المفتوحة مع الحزب.
إسرائيل تستعد لحرب برية ضد حزب الله وتضع المنطقة على حافة الانفجار
وذكرت القناة العبرية أن إسرائيل تدرس بالفعل خيارات لحرب مفتوحة مع حزب الله، وذلك بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، التي أشارت إلى أن المحادثات الدبلوماسية مع حزب الله وصلت إلى طريق مسدود، وأن خيار القيام بعمل عسكري واسع النطاق بات أكثر احتمالية، خاصة في ظل إصرار إسرائيل على إعادة أكثر من 50 ألف مواطن تم إجلاؤهم من الشمال إلى منازلهم.
وأضافت القناة أنه رغم الحذر الذي أبدته إسرائيل حتى الآن من إعلان حرب مفتوحة، فإن الهجوم الذي وقع في قلب معقل حزب الله في حي الضاحية الجنوبية ببيروت كان بمثابة رسالة واضحة: إسرائيل لا تعتبر هذا تجاوزًا للخط الأحمر. وأكد مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن "نصر الله سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا في الضاحية الجنوبية إذا زاد من التصعيد.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" ستتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتنضم إلى القوة البحرية بقيادة "أبراهام لينكولن" الموجودة بالفعل في المنطقة.
ويخشى مسؤولون أمريكيون كبار من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض الاستقرار الإقليمي وإثارة ردود فعل من أطراف أخرى في الشرق الأوسط.
بينما أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أنه خلال الأيام الأخيرة اعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على استراتيجية ترتكز عل توجيه ضربات عسكرية مكثفة إلى معاقل حزب الله على الحدود اللبنانية، من أجل إبعاد الجماعة عن الحدود وبالتالي إعادة سكان الشمال الإسرائيلي مرة أخرى إلى مستوطناتهم.
وتابعت أنه حتى الآن ترتكز خيارات الحرب المفتوحة على العمليات العسكرية الدقيقة والضربات الخاصة، بالإضافة إلى مراجعة مستمرة للوضع الاستخباراتي.
وأوضحت أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي عقد اجتماع عاجل صباح اليوم الإثنين لمناقشة الوضع في الجبهة الشمالية، بعد إطلاق إنذار في منطقة بيسان للتحذير من اختراق سرب من المُسيرات المجال الجوي الإسرائيلي والتي أُطلقت من العراق، وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يُطلق فيها إنذار في بيسان منذ انلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، حيث كانت المرة الوحيدة التي أطلق فيها كان عن طريق الخطأ.
وأشارت إلى أنه يبدو أن إسرائيل تسعى إلى توسيع هذه العمليات الهجومية في لبنان بشكل استباقي، بغض النظر عن تحركات حزب الله، الذي صعّد هجماته خلال الأيام الأخيرة ليشمل مئات الآلاف من الإسرائيليين ضمن دائرة النيران.
وتابعت أن تصعيد الهجمات بهذا الشكل من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى مواجهة شاملة مع حزب الله، ولكن يبدو أن إسرائيل تعمل على تدمير قدرات حزب الله في البداية قبل المواجهة من خلال اغتيال قادة فرقة الرضوان بالإضافة إلى قصف منصات الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى لتقليص التهديدات المباشرة ضد المستوطنات الشمالية.