رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكركرية" تضع الصوفية فى مأزق.. عضو بلجنة الفتوى يكشف الوجه الآخر للدخلاء على التصوف

الطريقة الكركرية
الطريقة الكركرية

بعد الجدل الذي أثير في الأيام الأخيرة حول الشيخ صلاح الدين التيجاني نتيجة الاتهامات التي وجهت إليه من قبل فتاة تدعى "خديجة" بالتحرش بها، طغى على السطح الحديث عن الطرق الصوفية في مصر، لتنتشر فيديوهات غريبة على وسائل التواصل الاجتماعي لطرق صوفية أخرى، تدلل على وجود بعض الممارسات الغريبة لمن يدعون انتماءهم للصوفية، ربما لم يكن يعلم عنها الكثيرون شيئًا لولا وقوع حادثة التيجاني.

الكركرية.. ملابس ملونة تثير السخرية

أبرز هذه الفيديوهات التي انتشرت بالتوازي مع التحقيق في واقعة تحرش الشيخ صلاح التيجاني، فيديو لعدد من أتباع طريقة صوفية تدعى الطريقة الكركرية، ظهروا يرتدون ملابس غريبة ملونة عبارة عن جلباب من القماش الملون الموصول ببعضه بعدد من الألوان حتى وصفها البعض بأنها ملابس تشبه ملابس "المُهرج" في السيرك، وارتدوا على رأسهم عمامات خضراء، كما توسطهم شيخ الطريقة، الذي يلتفون حوله وظهر وهو يقودهم في تأدية حركات غريبة في المسجد.


والطريقة الكركرية هي إحدى الطرق الصوفية التي تأسست في منطقة كركر بالمغرب في أوائل القرن العشرين، على يد الشيخ محمد بن عبدالكريم الكركري، وكان الشيخ الكركري متأثرًا بعدد من المشايخ الصوفيين، واعتمدت على تعاليم التوحيد وركزت على التوجه نحو الله عبر الذكر والطاعة.

تعقد هذه الطريقة ما يسمى بجلسات الذكر الخاصة بأعضائها في الزوايا والأماكن المخصصة، حيث يجتمعون للقيام بالأذكار والتأمل، وتُنظم احتفالات كبرى فيها بمناسبات دينية مثل المولد النبوي إذ يتجمع الأعضاء في أجواء من الفرح والتواصل الروحي.

وتعليقًا على ما ظهر في الفيديو الخاص بأتباع الطريقة الكركرية من حركات وملابس غريبة أدوا بها الذكر في حلقات ذكرهم، قال الدكتور محمد عبدالعزيز النجار عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن معنى الصوفية العام والشامل يدل على الصفاء والنقاء، موضحًا أنه إذا نظرنا إلى حقيقة الصوفية لوجدناها تعبر عن سنة رسول الله، فهي تأمر الناس بالعبادة وتحثهم على الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير إلى آخره من هذه العبادات التي تقربنا من الله عز وجل.

اختراقات بعض الدخلاء على الصوفية

وتابع أن ما يحدث من الاختراقات والمغالاة من بعض الدخلاء من بعض المنتسبين لهذه الطرق بما يخالف هدي النبي وأصحابه وصحيح القرآن والسنة يستدعي وقفة وبحث، وكشف لحقيقة التصوف، والفرق بين معناه الحقيقي والمعنى الخاطئ الذي ينسبه البعض إليه لكي لا ينخدع الناس في مظاهر ليست من الإسلام في شئ.

وأشار إلى أن الكاذبين الذين يدعون وجود كرامات لهم باسم الصوفية، فإن الطرق الصوفية نفسها منهم براء، بل وتحاربهم وتقف لهم بالمرصاد وتكشف حقيقة ادعائهم أمام الناس حتى لا يفتن بهم أحد، لافتًا إلى أنه كان ولايزال لدينا في مصر أئمة كثر من كبار العلماء ممن ينتمون إلى الطرق الصوفية، مثل الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود، وغيره من كبار العلماء الأفاضل.

وأكد عبد العزيز في حديثه لـ"الدستور" أن طريقة الاحتفالات بالمناسبات الدينية كما ظهرت في الفيديو الذي تم تداوله عن الطريقة الكركرية مؤخرًا وارتداء هذه الملابس كما ظهر عليها أعضاؤها لم يرد على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

يذكر أنه كانت قد انتشرت الطريقة الكركرية إلى عدة دول غير دولة المغرب حيث بلد نشأتها، إذ وجد فرع لها في مصر، حيث توجد زوايا كركرية في عدة مناطق، وتُمارَس فيها طقوس الذكر، وكان قد زار شيخ هذه الطريقة الشيخ محمد فوزي الكركري مصر منذ عامين في زيارة دعوية استغرقت أسبوعين، وضع خلالها حجر الأساس لتدشين الطريقة الكركرية بمصر، كما زار  شيخ هذه الطريقة الكركرية مسجد الإمام الحسين، وضريحه، وتم تنظيم عدة احتفالات ومجالس الذكر فور قدوم “الكركري” إلى مصر.

وفي تونس، تحظى هذه الطريقة بشعبية في بعض المناطق، حيث ينظم الأعضاء جلسات ذكر واحتفالات دينية، كما تمثل في الجزائر الطريقة الكركرية جزءًا من المشهد الصوفي، ولها زوايا ونشاطات متنوعة.

بل وفي أوروبا انتشرت هذه الطريقة أيضًا في بلدان مثل فرنسا وألمانيا، حيث يقيم أعضاء الجالية المسلمة الفعاليات الروحية، كما أنه في الولايات المتحدة ظهر اهتمام متزايد بالطريقة الكركرية في المجتمعات الإسلامية، إذ تنظم جلسات ذكر وندوات حول الفكر الصوفي.