نيويوك تايمز: إسرائيل تتبع خطة خطيرة تؤدى لحرب برية جامحة مع حزب الله
رأت صحيفة نيويورك تايمز أن الصراع في لبنان والحرب في غزة في الوقت الحالي عالقان في حالة من الغموض، في ظل اتباع إسرائيل خطة خطيرة قد ينتج عنها حرب برية جامحة مع حزب الله.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير تحليلي لها مساء الجمعة، إن الهجمات الإسرائيلية على جماعة حزب الله اللبنانية التي وصفتها بـ"الميليشيا" هذا الأسبوع، تشكل تصعيدًا كبيرًا في الحرب التي استمرت 11 شهرًا بين الجانبين.
وأضافت: "أنه لمدة عام تقريبًا، خاضت إسرائيل وحزب الله صراعًا منخفض المستوى، معظمه على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، الذي اكتسب قوة تدريجية دون أن ينفجر أبدًا في حرب شاملة".
وتابعت: "الآن، تحاول إسرائيل اتباع خطة أكثر خطورة. لقد زادت بشكل ملحوظ من شدة هجماتها في محاولة لإجبار حزب الله على التراجع، في حين رفعت فرص النتيجة المعاكسة: رد أكثر عدوانية من حزب الله يتحول إلى حرب برية جامحة".
وأشارت نيويورك تايمز إلى تخريب إسرائيل أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله، قائلة: "لقد فجرت مئات، إن لم يكن الآلاف، منها في هجوم إلكتروني واسع النطاق".
وقصفت طائراتها المقاتلة جنوب لبنان بكثافة نادرة، وفي يوم الجمعة بعد الظهر، ضربت الطائرات الإسرائيلية بيروت، عاصمة لبنان، للمرة الأولى منذ يوليو، ما أسفر عن مقتل قائد عسكري كبير في حزب الله"، وفقًا لمسئولين إسرائيليين، وانهيار مبنيين، وفقًا لمسئولين لبنانيين.
وأردفت: "ومع ذلك، وعلى الرغم من التصعيد، بدا أن التوازن الأساسي بين الجانبين ظل دون تغيير حتى ظهر يوم الجمعة، على الأقل في الوقت الراهن".
ونوهت بأنه لم تكن تحركات إسرائيل كافية لتوجيه ضربة حاسمة، إذ أذلت حزب الله ونشرت الرعب في المجتمع اللبناني، ولكنها فشلت حتى الآن في إجبار الميليشيا على تغيير مسارها، على حد قولها.
واعتبرت شن حزب الله المزيد من الضربات قصيرة المدى على شمال إسرائيل، الجمعة، بعد ساعات من تعهد زعيمها حسن نصر الله بمواصلة حملتها حتى تنهي إسرائيل صراعها الموازي في غزة، بدت وكأنها هجمات متبادلة من النوع الذي تم تنفيذه منذ 11 شهرًا.
كما اعتبرت "نيويورك تايمز" أن تعهد حزب الله برد محدد على هجمات إسرائيل على أجهزة النداء واللاسلكي، التي أسفرت عن مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة الآلاف في وقت لم تحدد إسرائيل إطارًا زمنيًا للانتقام، يشير إلى أن الجماعة اللبنانية المسلحة مع وجود العديد من عناصرها في المستشفى "لا تزال تحصي خسائرها".
وقال زعماء إسرائيل إن الصراع دخل مرحلة جديدة، حيث وعد وزير الدفاع يوآف جالانت الخميس بأن حزب الله سوف يدفع ثمنًا متزايدًا مع مرور الوقت. لكنه توقف عن التعهد بغزو بري لجنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نقل فرقة من المظليين إلى شمال إسرائيل ولكن لا يبدو أنه على وشك القيام بمناورة برية كبرى، حتى مع تصعيد سلاح الجو وأجهزة الاستخبارات لهجماتها.
كلا الصراعين بعيدان كل البعد عن الحل العسكرى
وفي هذا الإطار، استبعدت نيويورك تايمز أن يهدأ الصراع بين إسرائيل وحزب الله دون هدنة في غزة، مشيرة إلى توقف المفاوضات الرامية إلى تلك الهدنة وسط خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس.
وقالت: "ويبدو أن كلا الصراعين بعيدان كل البعد عن الحل العسكري أيضًا، حيث على الرغم من كل تحركاتها الجديدة، لا تزال إسرائيل تبدو على بعد عدة خطوات من توجيه ضربة عسكرية حاسمة في لبنان، كما فشلت في تحقيق ذلك في غزة، على الرغم من إلحاق الهزيمة بقوات حماس هناك، ولا تزال المجموعة تحتجز العشرات من المحتجزين في جيوب غزة التي تسيطر عليها، ما يمنع إسرائيل من إعلان النصر".