الباحثة إيرينى سمير تكشف ملامح كتابها "أقنعة الختان المختلفة"
أقنعة الختان المختلفة، عنوان كتاب الباحثة إيريني سمير حكيم، والصادر مؤخرًا، علي نفقتها الشخصية، يتناول الكتاب معنى "الختان" في صورة فلسفية، في عرض بانورامي بالصور والمراجع لكل معلومة وصورة توضيحية تجعل القارئ ينتقل إلى مكان الحدث، فجاء الكتاب كفيلم وثائقي ممتع للذهن والعين ويثير الشغف المعرفي على مدار قراءته.
إيريني سمير: تعلمت برنامج تصميم الأغلفة من أجل الكتاب
أصدرت الباحثة إيريني سمير حكيم، كتابها "أقنعة الختان المختلفة"، باعتماد كلي على نفسها، من أول تحمل نفقاته كاملةً وقيامها بتصميم وتنفيذ غلافه بنفسها، حتي أنها تعلمت خصيصًا برنامج In Design لتنفذ وتخرج كل تفاصيل الكتاب الداخلية والخارجية بنفسها.
عن الكتاب وكواليسه وقصته ولماذا تحملت تكلفته علي نفقتها وغيرها قالت الباحثة إيريني سمير حكيم، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": جاءت فكرة كتاب أقنعة الختان المختلفة، بشكل عام منذ عام 2020م، حين بدأت في كتابة بحث عن الحذر من "صور الختان المختلفة"، حيث توقفت أمام معلومة "تقليد طيّ الأقدام" في الصين، وقد تأملت أبعاده وتشابهه مع "الختان"، فكلاهما يحمل نفس المنهج الفكري في جوهره، بينما يكمن الاختلاف بينهما في طريقة التطبيق وموضع التنفيذ في الجسم، وبمتابعة البحث والتحليل، وجدت تكرار لنفس التشابه مع صور أخرى لممارسات تُطبَّق على المرأة، تحمل نفس التشابه الجوهري مع "الختان التقليدي"، حتى وإن كان تنفيذها يتم في صور متناقضةَ، فهي بالرغم من اختلافات طرق تطبيقها، حسب اختلاف العصر، وتقاليد وثقافات المجتمعات، تبقى ذات رؤية منهجية واحدة.
وأوضحت "إيريني": من هنا ركزت على كشف صور "الختان" الذي يستتر خلف صورته التقليدية الشهيرة، وهي "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث"، للتنقيب في أعماق جذوره، المنتشرة فروعها المتلونة الأشكال على سطح حياتنا، دون أن ندرك مدى اتصالها الجذري بهذا الفعل، وهنا أشير إلى جوهر "الختان" بشكل عام، وهو ذاك التقليم اللئيم الذي يحدث للمرأة فكريًا وجسديًا، في صور شتَّى، ويخرج من أماكن ومصادر معتقدات متعددة، مُستهدِفًا مناطق مختلفة في جسدها، للتشذيب، فالأنثى باعتبارها كائنًا شديد التميز في تكوينه، وفي دوره وفي امتداد الحياة منه، كانت منذ البدء وحتى اليوم، محطَّ التقييد والتقليم معنويًا وفعليًا، لذا اجتهدت في أن آخذ من هذا البحث الموسَّع، سبيلًا حقيقيًا لوعي المرأة وكرامتها وحريتها، بمواجهة حقائق موثَّقة، وبعيدة عن الشعارات الزائفة، ومحدودية المعرفة الرائجة.
واختتمت: أما عن نشر الكتاب ــ أقنعة الختان المختلفة ــ على نفقتي الخاصة، فقد كان لزامًا عليَّ، بعد أن تعرض الكتاب لمحاولات طمس وتهميش أكثر بكثير من فرص الوجود، ولم تكن أماكن النشر المختلفة المطروقة، متعاونه حقًا لخروج هذا الكتاب البحثيّ للنور.