باحث فى الفكر الإسلامى: التطرف والإلحاد يعملان على ضرب الثوابت عند الشباب
قال الدكتور بدري المداني، الباحث في الفكر الإسلامي، إن أخطر التحديّات المحدّقة بنا في هذه الأونة ظاهرة تتنامى وهي الإلحاد وظاهرة تتعقد وهي التطرّف وكلاهما يعملان على التوغّل في عقول أجيالنا قصد ضرب الثوابت والهويّة الدينية والأخلاقية وتشويه منطلقاتنا الحضارية، مضيفا أنه تغيرت أساليب نشر التطرّف العقدي والسلوكي لتبتعد عن المباشرتية باستقطاب الشباب خاصة بعيدا عن عيون المراقبة وبعيدا عن دور العبادة من مساجد وجوامع لتوظّف الإنترنت كأهمّ الأدوات لتحقيق مشروعهم كمدخل لغسل أدمغتهم واستقطابهم وتجنيدهم.
وأضاف المداين: “كذلك بالنسبة للإلحاد، فالداعون له قد هيمنوا على الساحة الرقمية وبثّوا خلالها حججهم وأفكارهم الإلحادية لتقويض إيمان البسطاء بأيديولوجيات مغرية وهدّامة، وأسباب ظاهرتي التطرّف والالحاد تقريبا مشتركة ومعلومة لكن السؤال الملحّ كيف السبيل للمعالجة؟".
حرب رقمية وشاملة وفاعلة على قوى الظلام
وتابع أن كلّ القوى الفاعلة مطالبة اليوم بالعمل وبالسرعة القصوى لتبدو أكثر إقناعا وجاذبيّة من خلال شنّها حربا رقمية وشاملة وفاعلة على قوى الظلام، والمعلوم أن الحلول عديدة وتحتاج لصدق ولجديّة وحرص على التنفيذ مع اعتماد قناعات منها أنّه لا انتصار على هذا العدوّ ما لم ننظر للزاوية التي ينظر منها العدو، ومنها ربط ماضينا بحاضرنا حتّى تكون القاطرة المنهجية لبناء فكر تنويري سليم ومنها التركيز على جماليات ثقافية وفايسبوكية بكلّ أبعادها مع امتلاك المهارت الإلكترونية التي تجعلنا نتحدّث بلغة العصر وبنفس لغة العدو ونحن على يقين من أنّ لغة التطرّف - بإعتباره العدو الأوّل - لم تعد مباشرة بدرجة أولى (تفجير وقتل) بل إلكترونيا تقتحم الحواجز وتنشر الأفكار المتطرّفة وتُسيطر على الوجدان والعقول.
وأوضح المفكر الإسلامي: “لا شكّ أنّ أوّل أبجديات التصدّي للإلحاد تصحيح المفاهيم المبثوثة من خلال قراءة جيّدة لنصوص القرآن والحديث النبوي الشريف مع تشريك أهل الاختصاص والمؤسسات الراسخة والتفكير في إنشاء مراكز عالمية وإقليمية ومحليّة لمواجهة التطرف والإلحاد فكريًا عبر الإنترنت وتكون مضامينها أساسا تصحيح المفاهيم والمصطلحات -التي هي مفاتيح المعرفة، فإذا اضطرب المصطلح اضطربت المعرفة، - عبر جُمل قصيرة مكتوبة ومقروءة من شخصيات مؤثرة وبلغة مفهومة يشترك الجميع في فهمها، إضافة إلى التواصل مع الجامعات والمدارس وتوظيف قدرات طلاّبها في المجال الإلكتروني ليكونوا فاعلين تأثيرا وتأثّرا بحكم مواهبهم وقدراتهم الخلاّقة في هذا المجال وهم حُماة ويحتاجون للحماية بتشريكهم وتحميلهم المسئولية مع زرع ثقافة الأمل والحياة وتزكيّة النفوس وتغذيّة الأرواح، بالبثّ المتواصل للأغاني والأذكار والكتب عبر قادة الرأي من جامعيين وشيوخ ومنشدين وأئمة مع حسن توظيف تكنولوجيا المعلومات”.
واختتم: “لعلّ الشغل الكبير يكمن في تكثيف إنشاء المواقع والصفحات لخلق التوازن الإنترنتى من قبل المؤسسات الدينية في البلاد الراعية للشأن الديني بنشر المحاضرات والدروس والخطب الجمعية والفتاوى المرتبطة بروح الخصوصية دون نسيان الاشتغال على بثّ روح المواطنة والوطنية إلكترونيا (مقولات، أناشيد، صور، شخصيات وطنية...) وتقويّة شعور الانتماء”.