تفجيرات لبنان ردًا على ضرب الوحدة 8200 فى جاليلوت!
لا شك أن تفجيرات لبنان تدخل الصراع الدائر بين حزب الله ودولة العدو الإسرائيلى لمرحلة جديدة من المواجهة، وهى بالفعل مرحلة جديدة تستخدم فيها الوسائل التكنولوجية على نطاق واسع لا يفرق بين المدنين والعسكرين، كما تكشف تلك التفجيرات عن الشكل الجديد للحروب القادمة، ليس فى منطقتنا العربية فقط، وإنما فى كل مكان فى العالم، فإذا كان القتل وبث الرعب هو الهدف من استخدام الأسلحة والمتفجرات بأنواعها المختلفة، فهو هدف يتحقق بالفعل عن بعد وباستخدام الأجهزة المحمولة واللا سلكية، بعدما تحول إلى قنابل يدوية يمسك بها الضحايا بأنفسهم، ويؤدى تفجيرها للغرض نفسه الذى تقوم بها الأسلحة الثقيلة والقنابل الذكية.
بداية يجب التأكيد أن العدو الذى استباح دماء الأطفال والنساء ويقتل بدم بارد الأبرياء، لن يتوانى فى استخدام كل أنواع الأسلحة، ولا يهمه سمعته الملوثة مسبقًا بتاريخ قذر مليئ بقصص المذابح التى ارتكبها ضد الشعب العربى فى فلسطين على مدى قرابة قرن من الزمان منذ أن وطأت أقدام بنى صهيون الأرض العربية.
فلا يهم هؤلاء القتلة من يقتلون، مواطن مدنى أو رضيع أو رجل عجوز، فالقتل عندهم شهوة وهدف وعقيدة، والواقع يؤكد أنه عدو لا يفهم إلا لغة القوة وهى السبيل الوحيد لردعه وإيقافه عند حده.
لكن الحقيقة المؤكدة أن استخدام العدو ذاته لعمليات الاغتيال قديمة وتعود لعقود ولا عجب عندما نعلم أن أول حادث اغتيال استخدم فيه جهاز التليفون كان عام 1972 واستشهد فيه محمود الهمشرى، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فى فرنسا داخل شقته بالعاصمة باريس، بعد تفخيخ قاعدة الهاتف التى فجرت عند رد الهمشرى على الهاتف وفقد بعدها الهمشيرى ساقه ثم لقى الشهادة فيما بعد.
ولا تنسى الذاكرة قصة استشهاد المهندس يحيى عياش أحد قادة حماس عام 1996، وكان عياش أحد مهندسى عمليات المقاومة أثناء الانتفاضة الفلسطينية وأبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكرى لـ«حماس» وتم اغتياله عن بعد تفخيخ هاتفه المحمول بمادة خفيفة الوزن وشديدة الإنفجار لم يتجاوز وزنها الـ 50 جرامًا، طبعًا كانت الخيانة سببًا مباشرًا فى نجاح عملية الاغتيال.
حزب الله نفسه المستهدف رقم واحد من عمليات التفجير يعلم جيدا خطورة أجهزة الاتصالات المتنقلة سواء كانت البيجر أو المحمول أو اللا سلكى، وقام من أجل ذلك بأنشاء شبكات خاصة به، وسبق لزعيم الحزب الشيخ حسن نصرالله تحذير أعضائه من استخدام أجهزة المحمول، وفى تقديرى أن عملية تفجير أجهزة البيجر واللا سلكى ماهى إلا عملية انتقام قامت بها الوحدة رقم 8200 «أخطر وأهم وحدات الجيش الإسرائيلى المسئولة عن عمليات التجسس واللجان الإلكترونية الإسرائيلية»، ردًا على استهداف حزب الله لقاعدتها فى منطقة جاليلوت القريبة من تل أبيب يوم 25 أغسطس الماضى فى عملية الانتقام لاستشهاد القائد فؤاد شكر.
على الرغم من استهداف حزب الله لتمركزات الجيش الإسرائيلى صباح اليوم وناجحة فى إيقاع قتلى وجرحى أجبرت العدو على الاعتراف بها، إلا أن التوقعات بالرد السبرانى لحزب الله سوف يكون على نفس مستوى عملية التفجير، على الرغم من فارق القدرات والإمكانيات وإن اختلف الأسلوب.