الباز: واقعة "التيجانى" تفسد الدين وتحرض على الإلحاد لدى الشباب
قال الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، إن فكرة التدين الإنساني، ونسج علاقة الفرد بربه علاقة خاصة، إذ لا يحق لأحد التدخل أو الحكم عليه.
"مفيش حد من حقه التدخل أو الحكم على الناس في علاقتهم بربنا"
وأضاف "الباز" خلال تقديم برنامج "مش حسبة برمة" عبر إذاعة "نغم إف إم": " لو حد منتسب لطريقة صوفية ما، وعمل أي سلوك من شأنه والناس شايفة إنه لا يتناسب مع التصوف، ولكن كل واحد فينا بينسج علاقته مع ربنا، وهي علاقة خاصة جدًا، مفيش حد من حقه التدخل أو الحكم على ناس كتيرة شايفينهم وسلوكهم يقول إنهم بعاد عن ربنا".
واستشهد "الباز" بواقعة الإمام أبي حنيفة، قائلا: "كان واحد معروف عنه أنه (مقطع السمكة وديلها)، ولما مات راحوا للإمام أبي حنيفة يصلي عليه، ورفض أبي حنيفة لما بدا منه من سلوكيات، وفي نفس اليوم أتى له الرجل في المنام، ورأه يتجول في طرقات الجنة، فسأله هل دخلت الجنة؟ وكيف؟ فرد عليه الرجل الحمد لله الذي لم يجعل مفاتيح الجنة في يد أبي حنيفة".
وأكمل: "وعندما استيقط ذهب لبيته وسأله عما كان يفعله، وقيل له إنه كان يجمع الأيتام ويحنو عليهم وينفذ لهم طلباتهم ويطعمهم، وهي الحاجة الحلوة الوحيدة اللي نعرفها عنه، فقال أبو حنيفة: صدق الرجل الذي قال الحمد لله الذي لم يجعل مفاتيح الجنة في يد أبي حنيفة".
الناس في بعض الجماعات تنظر للشيخ على أنه نبي
وأوضح الدكتور محمد الباز، أن التدين ليس ظاهريا، وفكرة أنه إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، ولكن هناك قاعدة أخرى من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، مشيرًا إلى أن الأديان مرسلة لتجعل الناس تعيش في راحة بال وسعادة في حال فهمها بشكل كبير، وخاصة الأمور التي تتعلق بالدين".
وأكد أن الناس في بعض الجماعات تنظر للشيخ على أنه نبي، ولكن تعليم الدين تم استغلاله من قبل جماعات متطرفة، بيصدروا إسلاما عنيف يقصي الآخر، وهناك جهات أخرى تصدر إسلاما خرافيا، وهذا ما يدفع الشباب للإلحاد، مرددا: "واقعة صلاح الدين التيجاني من الممكن أن تدفع للإلحاد، واعتبر ما حدث إفسادا للدين".
وواصل: "الشباب فجأة انهارت أمامهم أيقونة كانوا يرون فيه صلاحا وإيمانا، عايز أقول الدين واحد ولكن الأفهام مختلفة، ومن المفترض أن يكون وسطيا بعيدا عن الجماعة التي تصدر الإسلام بصورة عنيفة أو بصورة خرافية".
وذكر أن التصوف هي الحالة التي تصفو فيها النفس مع الله، ولكن ما نراه من حالة التطرف سواء من الجماعات الإرهابية أو بعض الناس التي تفسد على الغير دينها، مرفوض، ويجب مراعاة الله في الناس، لأن الدين له سطوة، وللناس نقاط ضعف كثيرة، وهناك من يكون حولنا ولا نشك لحظة في رجاحة عقله ولكن إذ بهم يكونون منسحقين وراء تلك الأفكار الهدامة.