رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تفجر أجهزة اتصال لا سلكية تابعة لحزب الله فى موجة ثانية من الهجوم

شهد الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله تصعيدًا جديدًا فى الآونة الأخيرة، حيث نفذت القوات الإسرائيلية موجة ثانية من الهجمات التى استهدفت مواقع تابعة للحزب فى جنوب لبنان. وركزت هذه الموجة الجديدة على تدمير أجهزة اتصال لاسلكية يُعتقد أنها تُستخدم من قبل حزب الله لتنسيق تحركاته العسكرية واللوجستية فى المنطقة الحدودية المتنازع عليها.

*الخلفية السياسية والعسكرية
يعد هذا الهجوم جزءًا من الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل وحزب الله، الذى يُعتبر أحد أقوى الفصائل المسلحة فى لبنان والمدعوم من إيران. بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ظل جنوب لبنان منطقة هشة أمنيًا، حيث تصاعدت التوترات بين الفينة والأخرى؛ نتيجة للمواجهات المسلحة أو الأنشطة الاستفزازية على جانبى الحدود.
وتعتبر إسرائيل أن تدمير هذه الأجهزة خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليص قدرات حزب الله فى مجال الاتصالات، الذى يُعد عنصرًا حيويًا فى تنفيذ العمليات العسكرية والتنسيق بين وحداته. وتهدف إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى إضعاف القوة العسكرية للحزب وإرسال رسالة قوية إلى قيادته بأن قدراته التقنية ليست فى مأمن.

*تفاصيل الهجوم
وفقًا لمصادر أمنية، استخدمت إسرائيل تقنيات عسكرية متقدمة لتنفيذ الهجمات، بما فى ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة. وقد تركزت الضربات على مواقع محددة تحتوى على أجهزة اتصال متطورة تابعة لحزب الله، التى تُمكنه من الحفاظ على قنوات اتصال مشفرة مع خلاياه. وقالت المصادر إن تدمير هذه الأجهزة سيؤثر بشكل كبير على قدرة الحزب على التحكم والسيطرة فى ميدان المعركة.
يُذكر أن هذه الهجمات تأتى بعد موجة أولى من العمليات استهدفت مواقع مختلفة للبنية التحتية لحزب الله، بما فى ذلك مستودعات أسلحة ومراكز تدريب. ويبدو أن إسرائيل تهدف إلى تعطيل شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب كجزء من استراتيجية أوسع لتعطيل قدراته اللوجستية.

*الردود والتداعيات
فيما لم يصدر أى تعليق رسمى من حزب الله حول الهجمات، ومن المتوقع أن يكون هناك رد من الحزب، سواء عبر التصريحات الإعلامية أو العمليات الانتقامية. ويعرف حزب الله بقدرته على الرد على الهجمات الإسرائيلية، سواء فى الساحة الإعلامية أو العسكرية.
على الصعيد الدولى، حذر بعض الدول من تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وسط مخاوف من أن يؤدى هذا التصعيد إلى مواجهة شاملة فى المنطقة. ويراقب المجتمع الدولى الوضع عن كثب، وسط دعوات لضبط النفس من الجانبين لتجنب حرب جديدة.

*التحليل الاستراتيجى
تكشف هذه الهجمات عن جانب من الحرب السيبرانية والحرب الإلكترونية التى تلعب دورًا متزايدًا فى الصراعات الحديثة. فإسرائيل، التى تتمتع بتفوق تكنولوجى كبير فى المنطقة، تسعى إلى استخدام هذا التفوق لتقويض قدرات خصومها مثل حزب الله. ومن خلال استهداف أجهزة الاتصال اللا سلكية، يمكن أن تسهم هذه العمليات فى تقليل فاعلية القيادة والسيطرة لدى الحزب، ما يصعب عليه تنفيذ عمليات عسكرية منسقة.
على المدى البعيد، يُعد تدمير البنية التحتية للاتصالات ضربة قوية لأى تنظيم يعتمد بشكل كبير على التنسيق المركزى لتنفيذ عملياته. ومع ذلك، يظل السؤال حول مدى تأثير هذه الهجمات على المدى الطويل غير واضح، خاصة أن حزب الله يُعرف بقدرته على التكيف مع الضغوط التكنولوجية والعسكرية.
مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، تظل المنطقة عرضة لتوترات أكبر قد تؤدى إلى اندلاع نزاع مسلح أوسع. تدمير أجهزة الاتصال اللا سلكية هو جزء من معركة أوسع تهدف إلى تقليص النفوذ العسكرى لحزب الله فى جنوب لبنان، ولكن تداعيات هذه العمليات قد تتجاوز الصراع العسكرى لتشمل الأبعاد السياسية والدبلوماسية فى المنطقة.

ويبقى الأمل فى أن يسود التفاهم وضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد الذى قد يكون مكلفًا لجميع الأطراف.