بعد تفجيرات أخرى خلال 24 ساعة بلبنان.. ما الفرق بين "البيجر" و"الووكي توكي"؟
مع تزايد التعقيد في تقنيات الاتصال اليوم، يمكن أن يبدو الحديث عن الأجهزة القديمة مثل "البيجر" و"الووكي توكي" وكأنه استرجاع لحقبة زمنية مضت، ولكن ومع التطورات الأخيرة في لبنان أعادت هذين الجهازين إلى الواجهة، ليس في سياق الاستخدام العادي، بل كجزء من صراع أمني يتجدد بأشكال غير متوقعة.
إذ أنه بعد سلسلة من التفجيرات التي استهدفت أجهزة البيجر، عادت الأنظار لتتجه نحو الووكي توكي كأداة اتصال مركزية في الميدان، بعد التفجيرات التي حدثت اليوم في لبنان مستهدفة هذه الأجهزة.
في هذا التقرير، نستعرض الفروقات بين هذين الجهازين على مستوى التقنية، الاستخدام، ومدى تأثيرهما في سياق الصراعات الراهنة، وخاصة بعد الحوادث الأخيرة التي هزت العديد من المناطق اللبنانية.
تعد أجهزة ووكي توكي أيكوم (icom v82) هي واحدة من أبرز الأجهزة اللاسلكية التي تُستخدم في العديد من المجالات وذلك بسبب ميزاتها الفريدة، مثل الاتصالات السريعة والفعّالة.
أما الفرق بين أجهزة البيجر وأجهزة الووكي توكي يتمثل في أن البيجر هو جهاز صغير يُستخدم لتلقي الرسائل النصية القصيرة أو الإشعارات، ويعمل البيجر على نظام إرسال من محطة مركزية إلى المستخدم، لذا فهو جهاز استقبال أحادي الاتجاه، أي أنه لا يمكن الرد أو التفاعل من خلاله.
بينما الووكي توكي فهو جهاز لاسلكي يُستخدم لإجراء محادثات صوتية في اتجاهين، إذ يمكن للمستخدمين التحدث والاستماع في نفس الوقت عبر قناة معينة، مما يتيح التواصل الفوري بين شخصين أو أكثر.
الوظائف
ومن حيث الفروق في وظائف كلًا منهما يظهر في أن البيجر بشكل رئيسي لتنبيه المستخدم أو إرسال رسائل قصيرة مثل التعليمات أو التنبيهات في حالة الطوارئ، وكان قد تم استخدامه بكثرة في الثمانينيات والتسعينيات من قبل المهنيين في المجال الطبي، مثل الأطباء والممرضين.
أما الووكي توكي فهو يُستخدم في الاتصالات الفورية والمباشرة بين الأشخاص عبر مسافات قصيرة أو متوسطة، وغالبًا ما يُستخدم من قبل القوات الأمنية، رجال الإطفاء، فرق الإنقاذ، والمرافق الأخرى التي تتطلب اتصالًا سريعًا وفوريًا.
تقنية الاتصال
بينما عن الفرق في تقنية الاتصال في كلا منهم يظهر في اعتماد البيجر على إشارات الراديو من المحطة المركزية إلى الجهاز المحمول حيث يعمل على شبكة لاسلكية واسعة النطاق، وغالبًا ما يتصل بشبكات الهواتف التقليدية.
بينما الووكي توكي فهو يعتمد على الترددات الراديوية القصيرة التي تتيح الاتصال ثنائي الاتجاه. يتواصل المستخدمون عبر نفس التردد، ويمكن أن تتغير الترددات أو القنوات حسب الحاجة.
مدى التغطية
والبيجر يعتمد على تغطية شبكة الاتصالات، ويمكن أن يعمل على مسافات واسعة جدًا تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات، ولكن يجب أن يكون الجهاز ضمن نطاق تغطية المحطة المركزية.
أما الووكي توكي فهو يعتمد على مدى الإرسال المحدود للترددات الراديوية، تختلف المسافة التي يمكن أن يغطيها الووكي توكي بناءً على قوة الجهاز والعوائق المادية مثل المباني والتضاريس، ومنه بعض الأجهزة التي يمكن أن تغطي مدى يصل إلى عدة كيلومترات.
التطبيقات الرئيسية
ومن حيث الاستخدام يتميز البيجر بالبساطة وقلة التعقيد لذا فهو عادة ما يستخدم في الحالات الطارئة أو في بيئات العمل التي تتطلب إبلاغ المستخدمين بإشعارات سريعة.
بينما الووكي توكي يُستخدم بشكل رئيسي في بيئات العمل التي تتطلب اتصالات مباشرة وفورية، ومن أشهر الاستخدامات فرق الإنقاذ، رجال الإطفاء، الشرطة، أو حتى في المغامرات الخارجية والرياضات مثل التخييم والتزلج.
مستوى الأمان:
يعتبر البيجر آمنًا إلى حد ما، وذلك نظرًا لعدم قدرته على إرسال أي بيانات أو معلومات حساسة، ومع ذلك، يمكن أن تكون الرسائل التي تُرسل إليه عرضة للقرصنة إذا لم تكن مشفرة كما حدث في الوقائع الأخيرة.
أما الووكي توكي يعتبر أكثر عرضة للتداخل أو الاستماع غير المصرح به، إلا إذا كانت الأجهزة تستخدم قنوات أو ترددات مشفرة.
الحجم
وعن الفرق بين كلا منهم في الحجم نجد أن البيجر صغير الحجم، يمكن وضعه في الجيب بسهولة، كما أنه يعمل لفترات طويلة نظرًا لاستهلاكه القليل للطاقة، وغالبًا ما يستخدم بطاريات صغيرة.
أما الووكي توكي فهو يأتي بأحجام متنوعة، وغالبًا ما يكون أكبر من البيجر، إذ يعتمد على بطاريات أكبر، مما يجعله قادرًا على العمل لساعات طويلة، خاصة في البيئات الخارجية أو العمليات الميدانية.
القدرة على الاتصال الجماعي
وبالمقارنة بينهم في القدرة على الاتصال الجماعي نجد أن البيجر لا يمكنه التواصل مع عدة أطراف في وقت واحد،اذ أن كل رسالة تُرسل بشكل فردي إلى كل جهاز.
وذلك على عكس الووكي توكي الذي يتميز بإمكانية الاتصال الجماعي، إذ يمكن للمستخدمين الذين يشتركون في نفس التردد التواصل مع بعضهم البعض في وقت واحد.
التاريخ والتطور
وإذا بحثنا في تاريخ وتطور كلًا منهما نجد أن البيجر قد تم تطويره لأول مرة في الأربعينيات من القرن العشرين، وكان يُستخدم بكثرة في العقود التالية حتى بدأت الهواتف المحمولة في السيطرة على السوق ومع تطور الهواتف الذكية، تقلص استخدام البيجر بشكل كبير.
بينما الووكي توكي فقد تم تطويره خلال الحرب العالمية الثانية لأغراض عسكرية، ثم تطور ليصبح أداة أساسية في مختلف القطاعات، ولا يزال يُستخدم حتى الآن بسبب بساطته وكفاءته في توفير الاتصالات السريعة.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام، ظهر اليوم الأربعاء، بحدوث انفجارات جديدة في مواقع لبنانية لأجهزة اتصال لاسلكية على غرار أجهزة “بيجر”، وذلك بعد يوم من وقوع هجمات واسعة عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية “بيجر” والتي استهدفت الآلاف من عناصر حزب الله.
وكانت الأجهزة التي جرى تفجيرها على غرار “بيجر” هي أجهزة "الووكي توكي أيكوم".