حروب غير تقليدية بالأجهزة اللاسلكية.. حادث تفجير البيجر قلب موازين "لعبة الحرب"
خلال الساعات القليلة الماضية كان حادث انفجار أجهزة البيجر التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان محط اهتمام العالم أجمع، والتي أدت لوفاة 12 شخصًا وإصابة نحو 2800 آخرين منهم مئات الحالات في حالة حرجة.
وأرجع خبراء الأمن والتكنولوجيا كيفية ارتكاب حادث التفجير التي حمل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن هذا الحادث، إلى التكنولوجيا القديمة للبيجر التي تفتقر إلى الحماية من الهجمات السيبرانية، مما جعلها عرضة لثغرات أمنية وتصبح هدفًا سهلًا لأي جهة تحاول اختراقها.
ويُرجح أن الموساد تمكن من وضع يده على أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر"، التي استوردها حزب الله اللبناني قبل نحو 5 أشهر، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية، وزرع في كل جهاز بيجر ما يصل 20 جرامًا من مادة PETN ذات الكفاءة الانفجارية العالية، مُخبأة داخل مكون إلكتروني مزيف، والتي انفجرت بعد تسخين البطارية.
حروب غير تقليدية
وفي هذا السياق يقول محمود فرج، خبير أمن المعلومات، أن تفجير أجهزة البيجر كان وسيلة تستخدمها بعض الجماعات الإرهابية في التسعينيات وأوائل الألفية الثانية لتفجير العبوات الناسفة عن بعد. كانت الفكرة تعتمد على استغلال قدرة أجهزة البيجر على استقبال إشارات لاسلكية لتحفيز التفجير.
ويوضح فرج الآلية التي تعمل بها أجهزة البيجر بأنها كانت يتم توصيل جهاز البيجر بدائرة إلكترونية متصلة بالعبوة الناسفة، ويتم ضبط جهاز البيجر على رقم هاتف محدد، وعند الاتصال بهذا الرقم، يستقبل البيجر إشارة، والتي تعمل على إغلاق الدائرة الإلكترونية أو تحفيز عملية التفجير.
تفجير البيجر
ويؤكد فرج أن الانفجار يحدث نتيجة تلقي البيجر الإشارة المطلوبة، مما يؤدي إلى تشغيل الدائرة الكهربائية وتفجير العبوة، ملفتًا إلى أن استخدام البيجر للتفجير كان فعالًا في وقت كان فيه البيجر أداة شائعة، ولكنه أصبح أقل استخدامًا مع تطور تكنولوجيا الهواتف المحمولة وظهور تقنيات تفجير عن بُعد أكثر تقدمًا.
التصنيع المحلي يضمن استحالة الاختراق
ويشير خبير أمن المعلومات إلى أن الأجهزة الامريكية كلها مخترقة في الغالب بالتصميم. لأن نظام ال GSM فيه ان كل المكالمات تترك معلوماتها في مركز موحد - اعتقد موجود في اسرائيل. الصين لا تلتزم به في كثير من منتجاتها خاصة للاستهلاك المحلي هناك.
ويختتم خبير امن المعلومان أننا الآن في حاجة ملحة إلى تصميم وتطوير أجهزة خاصة بنا محلية الصنع كي نضمن بها زياة الأمان السيبراني وصعوبة الوصول إلى الهوية والبيانات الخاصة مما يدعم فكرة استحالة الاختراق.
مسؤولية انفجارات أجهزة البيجر
وحمّل حزب الله اللبناني دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن انفجارات أجهزة البيجر، وأكد في بيان أن الشهداء والجرحى هم عنوان الجهاد والتضحيات على طريق القدس، واصفًا إياه بالانتصار لأهالي غزة والضفة الغربية.
خرقًا أمنيًا غير مسبوق لحزب الله
ومن ناحيته قال العميد الركن جورج نادر الخبير العسكرى، إن العملية العسكرية التي راح ضحيتها 12 شخصًا كانت هدفًا عسكريًا تعنيه إسرائيل وتخطط له؛ وذلك بهدف محاولة إثارة البلبلة والزعر بين صفوف حزب الله من جهة، وبين المواطنين اللبنانيين من جهة ثانية.
ولا يشك الخبير العسكري أن العملية العسكرية التي نُفذت تعد خرقًا أمنيًا غير مسبوق لحزب الله، وضربة قوية لها مرجعًا ذلكم إلى أن هذه الأجهزة تم توزيعها حديثًا على عناصر حزب الله كبديل للهواتف المحمولة التى قد تتعرض للمراقبة والاختراق منذ أشهر.
وشهد لبنان عشرات الانفجارات المتزامنة في بيروت وضواحيها وأماكن أخرى وحتى في سوريا، تسببت في أكثر من 4000 إصابة بينهم 200 في حالة خطيرة ووفاة 11 منهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات وآخرين بينهم أبناء قادة، فيما عرف باسم انفجارات أجهزة البيجر.