حرب التهديدات السيبرانية.. خبراء لـ"الدستور": 6 ملايين مستخدم لـ بيجر حول العالم
رجح خبراء أمن المعلومات وشبكات الاتصالات أن ما حدث في أجهزة بيجر في لبنان أمس سببه اختراق أمني ومعلوماتي واحتمالية زرع كبسولة متفجرة داخل الأجهزة ما أدى إلى استهداف مستخدميها بالتفجير في نفس الوقت.
وأوضح الخبراء أن عدد مستخدمي بيجر يصلون لـ6 ملايين مستخدم حول العالم، موضحين أن هذه الأجهزة قديمة وانتهى استخدامها وتعمل في شبكات مغلقة وفي المناطق النائية والبعيدة والتي يصعب فيها وجود شبكات لاسلكية أخري.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الهجمات تُعتبر جزءًا من حروب الجيل الخامس، حيث يتم استخدام التكنولوجيا في هجمات تستهدف الأفراد أو الجماعات بطرق جديدة وغير تقليدية.
استهدفته إسرائيل في لبنان.. ما هو جهاز بيجر؟
وقال محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن جهاز بيجر يعتمد على الاتصالات التقليدية القديمة وانتهى استخدامه منذ عقود، موضحًا أنه يتيح استخدام الاتصالات اللاسلكي أو الاتصال الديجيتال.
وأشار الحارثي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن هذه الأجهزة تتيح لمستخدميها إرسال واستلام رسائل ولشعارات بين الأجهزة وبعضها مشيرًا إلى أن هذا الجهاز يستخدم في المناطق البعيدة والنائية والتي تكون خارج تغطية شبكات الاتصالات العادية لتسهيل التعامل بين المستخدمين بطرق قديمة.
وأوضح أن عدد مستخدمي أجهزة بيجر يصل إلى ٦ ملايين مستخدم بحسب بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات ويتم استخدامه في اتصالات مغلقة بين المستخدمين.
كيف نفذت إسرائيل هجوم بيجر بلبنان؟
وقال الحارثي إنه من تحليل الفيديوهات تظهر أن الانفجارات التي حدثت ليست انفجار بطارية محدود، حيث إن انفجار البطارية لا يحدث هذا الكم من هذه التفجيرات، متوقعًا احتمالية زرع كبسولة صغيرة داخل الأجهزة تحتوي على متفجرات كانت السبب في هذه الحادثة ما يؤكد وجود اختراق أمني معلوماتي لهذه المجموعات.
وألمح إلى أن زرع أي كبسولات متفجرة داخل الأجهزة أمر قائم كنوع من حروب الجيل الخامس وجرت التفجيرات عن بعد باستهداف هذه الأجهزة في نفس الوقت.
وتابع: بيجر جهاز اتصال لاسلكي صغير يستخدم منذ عقود كأداة للتواصل السريع، حيث يتيح إرسال واستقبال إشارات قصيرة. عادة ما يستخدم في المرافق الطبية والشركات لتوفير استدعاء سريع وفعال للعاملين. ورغم تراجع استخدامه بسبب انتشار الهواتف المحمولة، إلا أنه لا يزال يستخدم في بعض الأماكن، حيث يعتبره البعض جهازًا آمنًا وغير مراقب.
صبحي: بيجر جهاز اتصال تقليدي غير محمي بالطرق الحديثة
واشار المهندس عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات إلى أن بيجر كجهاز غير محمي بالطرق الحديثة يجعله عرضة للهجمات أو التلاعب، خاصة في بيئات النزاع.
وأوضح خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الهجمات على أجهزة بيجر تشمل اختراقات رقمية أو تلاعبات في الاتصالات اللاسلكية، متوقعًا أن تكون التفجيرات نتيجة استهداف متعمد، عبر زراعة متفجرات في الأجهزة قبل توزيعها، ما يعكس خطة مدبرة.
وأضاف أنه من الضروري وجود عمليات تجسس وخيانة من داخل أعضاء حزب الله، مشيرًا إلى أن استخدام بيجر كان يهدف إلى تقليل مخاطر التجسس، حيث كان الأعضاء يتجنبون الهواتف المحمولة. ومع ذلك، تبرز المخاوف من الاختراقات الأخرى، مثل زرع المتفجرات. على الرغم من إمكانية زرع متفجرات في الهواتف المحمولة، فإن الهواتف الحديثة تمتلك تدابير أمان تجعل ذلك أكثر تعقيدًا. ولذلك، يجب التأكد من مصدر الجهاز وفحصها بشكل دوري لضمان الأمان.
وقال الدكتور حمدي الليثي خبير الاتصالات إن الحادث يظهر أهمية تعزيز الأمان السيبراني، مشيرًا إلى أن التهديدات السيبرانية تتزايد أهميتها خلال الفترة الحالية، ما يستدعي من المؤسسات الحكومية والخاصة التعاون لتعزيز الإجراءات الأمنية منبهًا إلى أهمية تدريب العاملين في المرافق الحيوية على كيفية التعرف على المخاطر والتعامل معها.
وأكد الليثي على ضرورة تطوير استراتيجيات أمنية متقدمة لمواجهة التهديدات المستقبلية، مشددًا على أهمية الاستثمار في البنية التحتية للأمن السيبراني.
وقال المهندس هشام العلايلي رئيس الجهاز القومي للاتصالات السابق، إنه مع تطور الجرائم الإلكترونية تتطلب تطوير تشريعات أمن المعلومات وتطويرها بما يتناسب مع التغيرات التكنولوجية.
وأشار إلى أن التعاون الدولي في تبادل المعلومات حول التهديدات يعد جزءًا أساسيًا من تعزيز الأمن السيبراني، موضحًا على أهمية التدريب والتوعية اللتين تعدان من العوامل الأساسية في حماية الأنظمة من الهجمات.
