رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"معلومات الوزراء" يصدر تقريرا حول التعليم التطبيقي ودوره في توفير عمالة ماهرة

 مركز المعلومات
مركز المعلومات

أصدر  مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا حول "التعليم التطبيقي"، يبرز فيه الدور المحوري لهذا النوع من التعليم في النظام التعليمي الحديث، ويشير التقرير إلى أن التعليم التطبيقي يمثل جسرًا بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يساعد الطلاب على استيعاب المفاهيم الدراسية بشكل أعمق وأكثر فاعلية. ويأتي التعليم التطبيقي كأداة رئيسية لتزويد الطلاب بالمهارات العملية التي يحتاجونها لدخول سوق العمل المتزايد والمتطلب.

 

ووفقًا للتقرير يُعتبر هذا التعليم البديل الأمثل للتعليم النظري التقليدي، حيث يركز على تأهيل الطلاب بخبرات حقيقية تعزز جاهزيتهم لمواجهة تحديات العمل الحديثة.

 

وأشار التقرير إلى إدراك الدول المتقدمة لأهمية الجمع بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل لذلك، تسعى تلك الدول إلى إنشاء شراكات فعالة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات الأعمال، ومن خلال هذه الشراكات، يتم توفير فرص تدريب عملية للطلاب في الشركات المختلفة، ما يمنحهم فرصة لاكتساب خبرات عملية خلال فترة دراستهم. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الشراكات في تطوير المناهج الدراسية لتتوافق مع احتياجات سوق العمل المتغيرة. فعلى سبيل المثال، سجلت بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نسبة 30% من طلاب التعليم المهني الثانوي العالي في برامج تجمع بين التعليم المدرسي والعمل.

ملامح التعليم التطبيقي في مصر

في مصر، شهد التعليم التطبيقي تطورًا ملحوظًا مع إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية المتخصصة في مجالات صناعية واستثمارية متنوعة، ارتفع عدد هذه المدارس إلى 71 مدرسة بحلول عام 2023، وتسعى الدولة إلى رفع هذا العدد إلى 200 مدرسة قريبًا،  تهدف إلى تعزيز المهارات العملية للطلاب وتوطين الصناعات الكبرى في مصر، ما يفتح أمام الشباب المصري فرصًا كبيرة في سوق العمل،  وتعتمد مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مصر على نموذج اتفاق ثلاثي بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والقطاع الخاص، وشركاء أجانب لضمان جودة التعليم والتدريب.

يعتبر "التعليم التطبيقي" أحد الأنظمة التعليمية التي تسعى إلى إشراك الطلاب في التطبيق العملي المباشر للمهارات والنظريات المكتسبة. في هذا النهج، يتم تطبيق المعرفة النظرية التي يتم تدريسها في الفصول الدراسية على مواقف واقعية أو مشروعات إبداعية، مما يعزز من الفهم الأكاديمي ويؤهل الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل.

وأوضح التقرير، أن الحاجة إلى هذا النوع من التعليم برزت مع تحديات رئيسية في التوظيف، حيث يعاني الشباب من عدم التجهيز الكافي لسوق العمل المتغير. ووفقًا للأبحاث، هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل أصحاب العمل يترددون في توظيف الشباب، وهي نقص المهارات (42%)، وغياب الخبرة (36%)، وانخفاض مستوى الثقة (34%).

واستعرض التقرير عددًا من الفوائد الرئيسية التي يقدمها التعليم التطبيقي، ومنها:

تحفيز الشباب وزيادة تفاعلهم مع العملية التعليمية.

بناء مهارات قابلة للتطبيق في سوق العمل.

تحسين نتائج التعليم الأكاديمي من خلال التجارب العملية.

إعداد قوة عاملة أكثر إنتاجية وفاعلية.

انخفاض تكلفة التطبيق مقارنة بالأساليب التعليمية التقليدية.

التجارب الدولية البارزة في التعليم التطبيقي

تضمن التقرير استعراضًا لأبرز التجارب الدولية التي حققت نجاحات كبيرة في مجال التعليم التطبيقي:

الولايات المتحدة الأمريكية: تحتل المركز الأول عالميًا في مؤشر المهارات المهنية والتقنية لعام 2023. يُعد التعليم القائم على العمل (WBL) جزءًا رئيسيًا من التعليم المهني والتقني في الولايات المتحدة، حيث تربط بين الفصول الدراسية والتدريب العملي في الشركات، مما يجهز الطلاب لسوق العمل الواقعي.

ألمانيا الاتحادية: تتميز بنظام التعليم المزدوج الذي يدمج بين التعليم النظري والتدريب العملي في بيئة العمل. تحتل ألمانيا مكانة رائدة في هذا المجال، وتأتي في المركز السادس عالميًا في مؤشر المهارات المهنية والتقنية لعام 2023.

اليابان: تولي اليابان اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة تعليمية ذات طابع شخصي وتفاعلي، وتخصص حصصًا تدريبية موسعة تصل إلى 600 ساعة خلال برامج دراسية تستمر لمدة أربع سنوات. يتيح هذا التدريب للطلاب اكتساب خبرات حقيقية من بيئة العمل.

تناول التقرير أيضًا تجربة مصر في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والتي بدأت في عام 2018 بعدد 3 مدارس فقط، ووصلت إلى 71 مدرسة بحلول عام 2023، وتخطط الدولة لزيادة هذا العدد إلى 200 مدرسة قريبًا. تعتمد هذه المدارس على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتطوير المناهج الدراسية وتوفير فرص تدريب عملي للطلاب.

تتميز مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مصر بعدة مزايا للطلاب، منها:

الحصول على شهادة مصرية معتمدة دوليًا.

التدريب العملي في مصانع وشركات الشركاء الصناعيين أثناء فترة الدراسة.

فرص التعيين في هذه الشركات بعد التخرج.

مكافآت مالية أثناء فترة التدريب العملي.

التعليم التطبيقي: ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية

اختتم التقرير بالإشارة إلى أن التعليم التطبيقي يمثل نقطة وصل حيوية بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي، مما يعزز من قدرة الطلاب على النجاح في حياتهم المهنية. وبفضل الشراكة بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل، تتزايد فرص الطلاب في النجاح والتميز، مما يجعل التعليم التطبيقي استثمارًا جوهريًا في مستقبل الأجيال القادمة وتحقيق التنمية الاقتصادية.

واختتم التقرير، أن هذا النوع من التعليم ليس مجرد وسيلة لتأهيل الطلاب لسوق العمل، بل هو استثمار طويل الأجل يسهم في إعداد جيل من المبتكرين والمتخصصين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل وتعزيز التنافسية الاقتصادية لمصر على الساحة الدولية.