خبير سيبرانى: يجب رفع مستوى الوعى بأهمية الأمن السيبرانى
شهد لبنان اليوم سلسلة من الانفجارات الغامضة التي استهدفت أجهزة البيجر اللاسلكية، ما أدى إلى إصابة مئات الأشخاص بجروح متفاوتة، وأفادت التقارير بأن الهجمات السيبرانية استهدفت أجهزة الاتصال التي يستخدمها أعضاء حزب الله، ما أدى إلى انفجارها في مناطق متعددة مثل الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب البلاد.
وفي مؤتمر صحفي، وصف وزير الإعلام اللبناني زياد ماكاري هذه الهجمات بأنها "اختراق صارخ للسيادة اللبنانية"، محملًا إسرائيل المسئولية الكاملة عن هذا العدوان، فيما أكد "حزب الله" في بيان له أن هذه الهجمات تمثل "أكبر خرق استخباراتي حتى الآن"، متوعدًا بالرد القاسي على هذا الاعتداء.
وتستمر التحقيقات لمعرفة كيفية تمكن هذه الهجمات من اختراق نظام أمني معقد كهذا، بينما تعمل الأجهزة الطبية على معالجة المصابين في مختلف المستشفيات اللبنانية.
تتنوع أجهزة البيجر من حيث الوظائف، فبعضها يُصدر إشعارات تنبيهية فقط، بينما يمكن للبعض الآخر استقبال رسائل نصية أو رقمية، وكانت هذه الأجهزة شائعة بين الأطباء والمهندسين وسائقي الشاحنات، حيث كانت تُستخدم لاستدعائهم في حالات الطوارئ.
خبير أمن سيبراني: “البيجر” نظام قديم لكن اختراقه ينذر بالخطر
للإجابة عن كيفية اختراق هذا النظام الإلكتروني، تواصلنا مع د.شاكر الجمل، خبير الأمن السيبراني، الذي حذر من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أعضاء في حزب الله، والذي أسفر عن انفجار أجهزة البيجر الخاصة بهم.
وأوضح "الجمل"، لـ"الدستور"، أن هذا الهجوم يمثل تطورًا خطيرًا في حروب الظل، حيث تم استغلال ثغرات أمنية في أجهزة البيجر، وهي أجهزة بسيطة تستخدم عادة في الاتصالات القصيرة، لتحويلها إلى أسلحة تهدد حياة المستخدمين، ويعتبر نظامًا قديمًا جدًا.
وأكد أن الهجوم يسلط الضوء على أهمية الأمن السيبراني في حماية الأفراد والمؤسسات من التهديدات الإلكترونية المتزايدة، داعيًا إلى ضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية الأمن السيبراني، وتبني أفضل الممارسات الأمنية لحماية الأجهزة والشبكات.
وأشاد بالجهود التي تبذلها مصر في مجال الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، وحصلت على مرتبة متقدمة في المؤشرات العالمية للأمن السيبراني، داعيًا إلى ضرورة التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الإلكترونية المتزايدة، وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول.
وأكد أن هذا الهجوم يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للدول والشعوب، وأنهم بحاجة إلى الاستعداد لمواجهة المزيد من الهجمات الإلكترونية المعقدة في المستقبل.