رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب شريف شعبان: "رحلة إلى الشرق القديم" استغرق 15 عامًا لجمع مادته

شريف شعبان
شريف شعبان

“رحلة إلى الشرق القديم: مصر وجيرانها في 3 آلاف عام”، عنوان أحدث إبداعات الكاتب والباحث في الآثار، الدكتور شريف شعبان، والصادر قبل يومين عن الرواق للنشر.

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، كشف شريف شعبان عن تفاصيل كتابه الجديد، وأبرز موضوعاته، قائلا: رحلة طويلة خاضتها البشرية عبر عدة محطات مفصلية في منطقة الشرق القديم، تلك البقعة المحورية من العالم التي كانت مركزًا لحضارات عظمى كان لها تأثيرها العميق في الفكر الإنساني بالعالم كله. فتبدأ الرحلة بالطوفان العظيم والجدال الدائر حوله ما بين التاريخ والكتب المقدسة، ثم بزوغ وازدهار الحضارات القديمة مثل حضارة مصر القديمة وحضارة بلاد الرافدين السومرية والبابلية والآشورية والإمبراطورية الفارسية، ثم هبوطها مع أحداث عجلة الزمن لتحل الحضارة محل الأخرى.

حيث تتناول تفاصيل الحضارة المصرية القديمة حيث صعودها وازدهارها ثم تدهورها وعلاقتها بلاد الشام وقصة بني إسرائيل وارتحالهم من البداية وحتى الشتات، ومعها حضارة بلاد النهرين وتطور الكتابة المسمارية والأدب السومري، وسطوع الإمبراطورية آشورية ومن بعدها البابلية وتناول بالتفصيل السحر في بابل وتأثيره العقائدي.

 

غلاف الكتاب

وتابع “شعبان”: كما تستعرض قوى الحضارة الفارسية من حيث فكر زرادشت وعقيدة النار وتوسع الدولة الفارسية الأخمينية ومن بعدها الساسانية. ثم تنتقل شمس الحضارة للسطوع من الغرب ما بين الإغريق وورثتهم من الرومان ليطل العالم بصدام من نوع جديد بين الشرق والغرب، وانقسام الدولة الرومانية ما بين غربية لاتينية وبيزنطية شرقية، نهاية إلى الجزيرة العربية وانتشار اليهودية والمسيحية وتصارع القوى العظمى بها وهم الفرس والروم حتى ظهور دعوة الإسلام ومعها ينتهي العصر القديم وتبدأ العصور الوسطى. وتتجلى أهمية تاريخ الشرق لاستقباله ذروة الفكر الإنساني متمثلًا في الفلسفة وسن القوانين ورحلة الإيمان بالعقائد الوضعية ثم الرسالات السماوية وهو كان له أثره في وجدان العالم وفكره.

وواصل: لذلك جاء هذا العمل الموسوعي وهو الأول والأكبر من نوعه بالمكتبة العربية لسرد قصة تاريخ الشرق القديم منذ الألف الرابع قبل الميلاد وعبر رحلة تمتد نحو ثلاثة آلاف عام وأكثر بالقلم والصورة والخرائط المفصلة على مساحة أكثر من 500 صفحة والاستعانة بما يزيد على 600 مرجع ومصدر عربي وأجنبي، وعمل قائمة لجميع ملوك الحضارات والممالك القديمة، لتعرف الأجيال القادمة أهمية تلك الأرض وما مر عليها من حضارات عظمى، وبذرة صراعات المنطقة التي نعيشها حتى اليوم.

واستطرد: استغرق وقت كتابة هذا الكتاب نحو عام ونصف العام، بينما جمعت المادة العلمية لها خلال أكثر من 15 عامًا سواء من مكتبات متخصصة أو مكتبات المعاهد الثقافية أو من خلال الكتب المطروحة على الإنترنت. وقد استلهمت فكرة الكتاب من خلال اطلاعي على موسوعة المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت الشهيرة "قصة الحضارة" بمجلداتها العديدة وموسوعة "مختصر دراسة للتاريخ" للإنجليزي أرنولد توينبي، ورأيت أن المكتبة العربية ينقصها عمل عربي أصيل يتناول تاريخ الشرق الأدنى، وأردت أن أخلد اسمي بجوار هؤلاء العمالقة بعمل فريد من نوعه لا يستطيع عمله سوى مؤسسات لا أفراد.

وقد أردت أن ينقسم الكتاب إلى عدة مجلدات، إلا أنه إشفاقًا على القارئ المصري والعربي من حيث سعر الكتاب وحجمه تم ضغط العمل إلى مجلد واحد مكثف. وقد كان لي الحظ الوافر بأن أكون المراجع التاريخي للعمل الوثائقي "أم الدنيا" الموسم الثاني من إنتاج شبكة watch it، وهو ما زاد من حماسي في إتمام هذا الكتاب لما له من معلومات وأحداث وشخصيات تعد تماشيًا لما هو معروض بالمسلسل وهو ما يجعل المعلومة موثقة بشكل مرئي ومكتوب. ورغبة مني في ضبط كل فصل من فصول الكتاب، قمت بإرسال كل جزء يخص حضارة معينة إلى صديق متخصص كي يراجعها ويتأكد من سلامة المعلومات، كي أقدم للقارئ عملا موسوعيا يبقى عشرات السنين.