«الاختيار» كمان وكمان!
كلما شاهدت مسلسل «الاختيار»، أو رجعت للأحداث، يزداد يقينى بأن الحرب التى خاضتها الجماعات الإرهابية الإسلامية والإخوانية ضد الجيش المصرى وضد بعض الجيوش العربية، كانت حربًا بالإنابة عمن صنع تلك الجماعات، ومولها، ووفر لها السلاح والعتاد والدعم الإعلامى.
هى كانت حربًا بالوكالة وبالتوجيه، خاضتها مجموعة من الخونة والجهلة والأغبياء والمغيبين ممن أصابهم الحول العقلى والحمق السياسى والانحراف الدينى.
بحثت فى أسماء تلك المنظمات، فاكتشفت أنها جميعًا مرتبطة بعناوين لا علاقة لها بما فعلت، بدايتها الجهاد، وجهادهم كله كان إرهابًا ضد المسالمين من عرب ومسلمين ومسيحيين من أبناء جلدتهم ودينهم، وممن وصفهم الله بالآمنين الذين حرّم الله قتلهم، ومن قتلهم فكأنما قتل الناس جميعًا.
وجدت لهم عناوين من عينة «نصرة القدس، وتحرير بيت المقدس»، ولم نر لهم أى أمارة، لا على نصرة القدس ولا تحريرها، فكل إرهابهم كان ضدنا، بقتل الأبرياء من أصحاب الأرض وليس بقتل من احتلوها.
عام تقريبًا من المذابح يرتكبها العدو الحقيقى لهذه الأمة بهمجية ووحشية وندالة لم يتفوق عليهم أحد من قبل، ولم نسمع من تلك الجماعات أى مراجعة ولا تراجع ولا اعتذار عما فعلوا وأجرموا.
فلم يراجعوا أنفسهم فيما اعتقدوا أنه نصرة لدين الله ولتحرير بيت المقدس، لم يحاولوا التفكير ولو مرة واحدة فى تحديد عدوهم وعدو دينهم الحقيقى، الغباء والجهل والسيطرة على عقولهم- إذا كان عندهم عقول أصلًا- باتتت واضحة وجلية.
من غبائهم أنهم لم يحاولوا حتى إصدار ولو بيان واحد يعلنون فيه عن تحويل دفة إرهابهم ضد من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويهدم البيوت ويدمر ويفسد فى الأرض أمام العالم وأمامهم.
من يتذكر ما قاموا به طوال عقد من الزمان أو أكثر قبل هزيمتهم فى مصر وسوريا وليبيا، سوف يتأكد أنهم مجرد عملاء استعبدتهم ووظفتهم «الصهيونية» لتنفيذ مخططهم بإضعاف الدول المحيطة بالكيان المحتل لا أكثر ولا أقل وفشلوا فى النهاية.
على الجانب الآخر وطوال السنوات الماضية، لم نسمع لهذا الكيان الغاصب أن احتج أو رصد أو منع أى عملية تهريب سلاح، لأنه سلاح موجه ضد مصر وجنود مصر، أصيب العدو بالخرس والعمى طوال تلك الحرب التى خاضها جيش مصر العظيم ضد الإرهاب فى سيناء، فلم نسمع له تصريحًا عن الأنفاق ولا السلاح، ولا تمويل تلك الجماعات وتهريبهم من كل الجنسيات داخل سيناء.
خضنا الحرب بمفردنا، كانت فرضًا على جيشنا وجنودنا وقادتنا للحفاظ على أرضنا وترابنا والنصر لنا حتمى كما كل مرة.
فى النهاية، نؤكد أننا لم نطلب من العدو مساعدة ولا يشرفنا ذلك ولسنا فى حاجة لهم، أيضًا لم نطالب الجماعات الإرهابية والإخوانية بتحويل دفة قتالهم ضد أعدائنا، فلن يجرؤا ولن يفعلوا، ولكن هو إثبات حالة لتعرف الأجيال المتعاقبة من عدوهم الحقيقى ومن كان يحاربهم ومن قتل آباءهم وإخوانهم، ولتعرف أيضًا لمن كان النصر فى النهاية، فالاختيار خيارنا من البداية لا بديل عنه.
نصر الله فلسطين، وتحيا مصر ويحيا جيشها العظيم.