رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطيب: المطابقة بين أخلاق القرآن والرسول سر اختصاصه برسالة تختلف عن الرسالات السابقة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعًا: إنس وجن، زمانًا ومكانًا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.

وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، بحضور الرئيس السيسي، وبين فضيلته أن أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددًا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل- فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة "الرحمة" التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في أواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولًا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه "رءوف رحيم" بهم، ثم ذكرت صفة "الرحمة" مرة ثانية في قوله تعالى في أواخر سورة الأنبياء: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتًا وأفعالًا بصفة "الرحمة" حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.