في ذكراها..
"134 عامًا على ميلاد "سيدة الغموض".. أسرار أجاثا كريستى
"أجاثا كريستي سيدة ريفية بكل ما في الكلمة من معنى، ليس لأنها ولدت وترعرعت في توركاي، المنتجع الصيفي جنوب بريطانيا، بل لأن مظهرها وعاداتها كانت مطابقة لحياة وعادات الحقبة التي عاشتها تماما، ولم تمر في حياتها بأحداث دراماتيكية أو تسعى وراء المغامرة"، هكذا قالت جانيت مورجان، في كتاب السيرة الذاتية للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، التي ولدت في مثل هذا اليوم منذ 134 عاما، وعرفت برواياتها البوليسية، التي بلغ عددها 66 رواية و14 مجموعة قصصية قصيرة.
طفولة أجاثا كريستى
ولدت أجاثا كريستي في مقاطعة ديفونشير عام 1890، من أب أمريكي وأم إنجليزية، فضلت أن تظل إنجليزية الجنسية والوطن، عاشت في بلدة توركاي معظم طفولتها، تقول عن نفسها: إنني قضيت طفولة سعيدة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خلوا من أعباء الدروس والاستذكار، فانفسح لي الوقت لكي أتجول في حديقة بيتنا الواسعة وأسيح مع الخيال ما شاء لي الهوى، وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى الكتابة والتأليف، فقد كانت سيدة ذات فتنة، ساحرة الشخصية، قوية التأثير، وكانت تعتقد اعتقادا راسخا أن أطفالها قادرون على كل شيء.
تلقت أجاثا كريستي تعليمها في البيت مثل فتيات كثيرات من العوائل الموسرة وحسب التقليد آنذاك، ثم التحقت بمدرسة في باريس، وجمعت بين تعلم الموسيقى والتدريب عليها وبين زيارة المتاحف والمعارض الكثيرة في فرنسا، ولم تعجب بأساطين الرسم الزيتي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتلك مسألة تنم عن غرابة وخروج على المألوف في مثل هذه الحالات.
زواج أجاثا كريستى
وحسب مجلة "الآداب الأجنبية"، بعددها رقم 121 الصادر بتاريخ 1 يناير 2005، فإن أجاثا كريستي عادت إلى إنجلترا وكانت في العشرينات من عمرها، تقدم لها عدد من الخاطبين الأثرياء والفقراء.. رفضتهم جميعا، حتى كان زواجها الأول من العسكري البريطاني آرتشي كريستي عام 1914، ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، ولكن زواجها منه فشل بسبب افتقادها الصحبة المشتركة أو الرفقة الزوجية، وتلك قيمة أساسية في حياتها ظلت تؤكد عليها حتى بعد زواجها الثاني.
وفي عام 1930 تزوجت أجاثا كريستي من ماكس مالوان، عالم الآثار المعروف، بعد أن التقت به في إحدى سفراتها إلى العراق، وكان عمرها يومذاك 39 عاما، بينما كان عمره 26 سنة، وقد أتاح لها زواجها هذا أن تزور معظم البلاد، فتجولت في بلاد العراق والشام ومصر وبلاد فارس وغيرها، ووفر لها هذا التجوال فرصا ممتازة لكتابة أجمل رواياتها وقصصها المليئة بالأسرار، المفعمة بالغموض، المعتمدة ليس على مواقع الحدث في بلاد الشرق الساحرة فقط، وإنما على خيال الكاتبة الجامح، وأيضا لغتها المتدفقة السيالة وقدرتها الفريدة على ابتكار الشخصيات الغامضة والمثيرة وتحريكها عبر الرواية باتجاهات مختلفة تذهل القارئ.