رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات البحر الأسود.. ما استراتيجية روسيا خلف الهجوم على سفن الحبوب الأوكرانية؟

سفن في البحر الأسود
سفن في البحر الأسود

هاجم صاروخ روسي، أمس الخميس، سفينة شحن في البحر الأسود كانت تنقل حبوبًا أوكرانية إلى مصر، حيث وقع الهجوم بعد وقت قصير من مغادرة السفينة للمياه الإقليمية الأوكرانية، بحسب تقارير غربية. 

ليست هذه هي الحادثة الأولى التي تستهدف سفن شحن الحبوب، فقد هاجمت القوات الروسية السفن التي تنقل القمح إلى أنحاء العالم مرات عديدة، وهو ما تم وصفه على نطاق واسع بأنه أعمال تستهدف المجتمع الدولي، وتعرض الأمن الغذائي للدول التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية للخطر.

تعطيل سلاسل إمدادات الغذاء

بحسب تقارير غربية، هاجمت روسيا المواقع المدنية ومتطوعي الصليب الأحمر، بجانب تعطيل سلاسل إمدادات الغذاء العالمية. على سبيل المثال، قامت السلطات الروسية مؤخرًا بتصدير القمح من الموانئ الأوكرانية المحتلة في فيودوسيا وسيفاستوبول إلى دول في الشرق الأوسط، ووصفته بأنه ملك لها.

بينما أوضحت الحكومة الأوكرانية ملكية هذه الحبوب، وأوضحت لدول في المنطقة أن تلك الحبوب مسروقة من الأراضي الأوكرانية، في الأسواق الدولية كشكل من أشكال النفوذ السياسي.

أوضح المراقبون أن هذه الهجمات هي جزء من استراتيجية روسيا لخلق أزمات إنسانية. فعبر مهاجمة السفن التي تحمل الغذاء وتعطيل سلاسل التوريد، يهدف الكرملين إلى تعزيز نفوذه الدولي من خلال التلاعب بأسواق الغذاء.

من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى استجابة عالمية لأفعال روسيا، قائلًا: "نتوقع رد فعل من العالم". لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل سلبيًا بينما تتصرف دولة واحدة مثل الإرهابيين، وتستهدف البنية التحتية المدنية وتهدد الأمن الغذائي العالمي.

إن هذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها روسيا عدوانا على أوكرانيا. فمنذ بداية الغزو الكامل لأوكرانيا، استهدفت القوات الروسية عمدا الموانئ ومرافق تخزين الحبوب وطرق النقل، مما أدى إلى عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية. وفي العام الماضي، أدت الهجمات على محطات الحبوب في أوديسا وميكولايف إلى تدمير البنية الأساسية الحيوية اللازمة لإمدادات الغذاء الدولية. وتسببت هذه الإجراءات في ارتفاع حاد في أسعار الحبوب وعرضت ملايين الأرواح للخطر في جميع أنحاء العالم.

ومن المتوقع أنه إذا استمرت الهجمات، فقد تؤدي إلى نقص أكبر في الغذاء في مناطق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا، كما قد يدفع المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لحماية إمدادات الغذاء العالمية.