صحفيون وخبراء إنجليز لـ«الدستور»: نتوقع استمرار صلاح مع ليفربول رغم الإغراءات
مستقبل MO.. أين يذهب محمد صلاح؟
مستقبل محمد صلاح، قائد منتخب مصر ونجم فريق ليفربول الإنجليزى، أصبح الشغل الشاغل للمشهد الرياضى فى إنجلترا وفى مصر، بعدما صرح بتصريحات قلبت موازين الأمور بقوله إن هذا الموسم هو الأخير له مع «ليفربول» وإدارة النادى الإنجليزى لم تعرض عليه بعد تجديد عقده، رغم تبقى أشهر قليلة على دخوله الفترة الحرة التى يحق له فيها التوقيع لأى نادٍ.
وفى هذا الإطار، تواصلت «الدستور» مع عدد من الصحفيين والخبراء الرياضيين من قلب الحدث بإنجلترا، وهم: بول مكارثى، الرئيس التنفيذى لرابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية، وأليسون بيندار، مراسلة «سكاى سبورتس»، وجييرى كوكس، الصحفى فى «ديلى ميل» البريطانية، وجوف شريفز، مراسل «فوكس سبورت»، للحديث عن مستقبل «صلاح» وموقف إدارة ليفربول من تجديد عقد النجم المصرى خلال الأشهر القليلة المقبلة.
البداية كانت مع بول مكارثى، الذى تحدث بشكل مستفيض عن منظور إدارة نادى ليفربول، كما يراه الرئيس التنفيذى لرابطة كتاب كرة القدم الإنجليزية، الذى يعرف صلاح من قبل بعد أن سلمه جائزة الرابطة مرتين فى بداية مشواره مع «الريدز»، وتأكيده أن اللاعب سيبقى لمدة موسمين على الأقل مع الفريق.
وقال مكارثى لـ«الدستور»: «فى الموسم الحالى، ليفربول بدأ فى تبنى سياسة جديدة فيما يتعلق بتشكيل الفريق وتخطيطه للمستقبل، مع وصول مدير جديد للتعاقدات إلى النادى، وجاء هذا التغيير مع رؤية محدثة تستهدف بناء فريق شاب، يعتمد على عناصر تمتلك الحيوية والقدرة على التطوير على مدار السنوات المقبلة، وهذه الاستراتيجية قد تكون مختلفة عما كان يتبعه ليفربول فى السنوات السابقة، التى اعتمدت بشكل كبير على النجوم الحاليين، الذين حققوا إنجازات كبيرة».
وأضاف: «محمد صلاح وصل الآن إلى الثلاثينات من عمره، وكما هو معروف فى عالم كرة القدم، فهذه هى الفترة التى يبدأ فيها اللاعبون بالتفكير فى عقودهم الأخيرة، سواء من ناحية طول مدة العقد أو الرواتب التى يحصلون عليها، وهو بلا شك سيطالب بعقد جديد، قد يمتد لعامين أو ثلاثة، ومع راتبه الحالى الذى يصل إلى حوالى ٣٥٠ ألف جنيه إسترلينى أسبوعيًا، ومن وجهة نظر النادى قد يكون هذا الراتب الضخم والالتزام بعقد طويل الأمد لا يتماشى مع التوجه الحالى، الذى يركز على الشباب والاستثمار فى لاعبين أصغر سنًا».
وتابع: «المعضلة الكبرى بالنسبة لليفربول مع صلاح تأتى لأنه، رغم تقدمه فى العمر، أثبت مرارًا وتكرارًا أنه ما زال فى قمة مستواه، وبعد فترة راحة جيدة فى الصيف عاد بشكل قوى مع بداية الموسم، وبدا كأنه يريد أن يثبت شيئًا ما، وسجل ثلاثة أهداف، وقدم ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه فى عدد قليل من المباريات، وهذا الأداء المذهل جعل جماهير ليفربول ترفع أصواتها قائلة: (لا يمكننا أن نخسره، صلاح ما زال لاعبًا لا غنى عنه للفريق)».
وأوضح «مكارثى» أن الضغط الجماهيرى يمثل عاملًا كبيرًا فى قرار النادى، لكن فى نفس الوقت، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن ليفربول يعمل ضمن ميزانية محددة ولديه رؤية مستقبلية، ولكن، من ناحية أخرى، فإن صلاح الآن فى موقف قوى جدًا هو يعرف جيدًا قيمته للنادى والجماهير، ويعلم أن النادى بحاجة ماسة للحفاظ عليه لضمان المنافسة على البطولات.
وأكمل: «لو كنت مكان محمد صلاح فقد أفكر بجدية فى عدم التوقيع على الفور، صلاح فى أقوى موقف له منذ فترة طويلة، ويمكنه استخدام هذا الضغط لصالحه للحصول على أفضل عقد ممكن، سواء من حيث المدة أو الشروط المالية، وأعتقد أنه سيوقع على عقد لمدة عامين على الأقل».
أما أليسون بيندر، مراسلة شبكة «سكاى سبورتس» البريطانية، فتحدثت لـ«الدستور» عن أهمية صلاح للدورى الإنجليزى، مشيرة إلى أنها تعتقد أن اللاعب قد يفكر، مثله مثل بقية نجوم العالم، فى أموال الدورى السعودى.
وقالت: «عرفت صلاح منذ فترة طويلة، لأننى كنت فى تشيلسى عندما انضم لأول مرة إلى الفريق، وللأسف، نحن فى تشيلسى كنا نواجه دائمًا مشكلة وجود العديد من اللاعبين الرائعين الذين ينتهى أمرهم بالرحيل، وأنا سعيدة جدًا لأنه وجد طريقه إلى ليفربول، فقد كان النادى المثالى بالنسبة له، وقد ازدهر هناك وأصبح لاعبًا رائعًا للغاية».
وأضافت: «أتوقع أن يستمر صلاح فى النجاح واللعب لليفربول، لأنك ترى لاعبًا يبتسم وهو سعيد بالمشاركة فى كل لقاء مع الفريق، وهذا يدل على عدم وجود مشاكل، ويبدو أنه يستمتع بما يفعله، وعلاقته مع المدير الفنى السابق يورجن كلوب كانت مناسبة جدًا، وسيكون من المثير أن نرى كيف ستسير الأمور مع أرنى سلوت».
وتابعت: «شكل الحياة التى يعيشها صلاح وحياة عائلته أصبحت مهمة للغاية بالنسبة إليه، وأعتقد أنهم أصبحوا منخرطين بشكل كبير فى هذه الحياة ولا يريدون أن يستبدلوا ذلك بأى شىء فى الفترة الحالية».
واستطردت: «سننتظر قرار صلاح من الانتقال للعب فى السعودية، وأعتقد أن هذا قرار كبير بالنسبة للاعبين، وكثير منهم باتوا يميلون إلى التفكير فى هذا الخيار، ولا أريد أن أكون متحيزة أو أطلق أحكامًا، لأننى أعتقد أن هذا القرار قد يكون هو المناسب لبعض اللاعبين».
وأتمت حديثها بالقول: «بالنسبة لى، فأنا أفضل أن أراه يستمر فى الدورى الإنجليزى الممتاز فترة طويلة، لأننا نريد أفضل اللاعبين، وأفضل الشخصيات، والدورى الإنجليزى معروف بأنه دورى شديد التنافسية».
من ناحيته، رأى جارى كوكس، الصحفى بصحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أن السعودية ما زالت تصمم على صلاح، وتسعى لأن ينهى علاقته مع ليفربول لتضمه كلاعب حر فى الصيف المقبل.
وقال كوكس لـ«الدستور»: «محمد صلاح، كما يبدو، يواصل الاستمتاع بحياته فى إنجلترا، وهذا الأمر له تأثير كبير على مستقبله مع ليفربول، نعم، بالتأكيد حياة صلاح فى إنجلترا تبدو مريحة للغاية، وهذا يظهر فى أدائه ورضاه العام. يعتقد الكثيرون أن هذه الراحة قد تؤدى إلى تجديد عقده مع ليفربول لموسم آخر على الأقل، وأن النادى يعتبره جزءًا أساسيًا من خططه المستقبلية».
وأضاف: «بالطبع الأندية السعودية تسعى بقوة لتعزيز فرقها بنجوم عالميين، وقد قدمت عروضًا مالية كبيرة لمحمد صلاح، وهذه العروض تعتبر جذابة للغاية، وقد تكون مغرية له من الناحية المالية، فالأندية السعودية تأمل فى أن تسهم هذه العروض فى جذب صلاح إلى الدورى السعودى، لكن من المؤكد أن العروض المالية الكبيرة تلعب دورًا مهمًا فى أى قرار سيتخذه، ومن ناحية أخرى، فإن رضاه عن الحياة فى إنجلترا وعلاقته الجيدة مع ليفربول قد تجعله يفكر فى البقاء».
وأكمل: «هناك عدة عوامل رئيسية لاتخاذ صلاح قراره، وأعتقد أنه سيبقى مع ناديه، أولًا بسبب مدى رضاه عن حياته المهنية والشخصية فى إنجلترا، وثانيًا بسبب علاقة صلاح مع ليفربول ومستوى الدعم الذى يتلقاه من النادى، وفى النهاية أرى أن (مو) سيبقى لموسم واحد على أقل تقدير».
الأمر نفسه أكده جوف شريفز، مراسل «فوكس سبورت»، الذى رأى أن مستوى صلاح، الذى يجعله يستطيع اللعب على أعلى مستوى فى «البريميرليج» لمدة ٣ مواسم على الأقل، هو أكبر حافز لنادى ليفربول لتجديد عقده، والحفاظ على واحد من أفضل لاعبى الدورى الإنجليزى عبر التاريخ.
وقال شريفز لـ«الدستور»: «أعتقد أن كل التكهنات حول محمد صلاح وعقده، التى استمرت عدة سنوات، جاءت حقًا لأن صلاح فى العامين أو الثلاثة الأخيرة كان متحفظًا فى الحديث عن عقده، لكنه هو من أثار هذا الموضوع، فهو من بدأ الحديث عن عقده، وتساءل عن كيف أنه لم يتحدث بعد مع الإدارة».
وأضاف: «صلاح أخذ الخطوة لأول مرة خلافًا للسنوات الماضية، وأعتقد أن الإدارة فى طريقها لتجديد عقده لمدة سنتين أو ثلاث بأقصى حد، لأن لياقته تسمح له باللعب بشكل متميز دون أن تظهر عليه علامات التراجع التى قد نراها عادةً عند لاعبين آخرين فى مثل هذا العمر».
وتابع: «رغم أن صلاح عانى من إصابة فى الصيف الماضى أبعدته عن المشاركة فى بطولة كأس الأمم الإفريقية، إلا أن سجله مع الإصابات طوال فترة وجوده فى ليفربول يعتبر ممتازًا، فهو قادر على الحفاظ على مستواه العالى على مدار الموسم دون أن يتأثر بتلك الإصابات التى قد تضر بمسيرته، وقد كان عنصرًا ثابتًا فى تشكيل ليفربول طوال السنوات الماضية، وهذا ما يعكس مدى التزامه واستعداده الجسدى والذهنى».
واسترسل: «كما أشار البعض، فهناك تغييرات فى سياسة النادى، بالإضافة إلى التغيير فى منصب المدير الفنى، وهذه التغييرات قد تؤدى إلى تحول فى طريقة إدارة الفريق والتعامل مع اللاعبين، ولكن بالنسبة لصلاح، يظل مستواه ولياقته مصدرًا للإعجاب والثقة بفضل هذا الالتزام، ومن المتوقع أن يستمر فى تقديم أفضل ما لديه بغض النظر عن التغييرات التى قد تحدث فى الفريق».
وأكمل حديثه بالقول: «صلاح لا يعتبر فقط أحد أفضل اللاعبين فى ليفربول، بل هو أيضًا نموذج يحتذى به، من حيث الاحترافية والالتزام بتطوير مستواه، وقدرته على البقاء فى قمة الأداء خلال السنوات المقبلة تعتمد على استمراره فى الحفاظ على هذه اللياقة المدهشة، التى تعد جزءًا أساسيًا من نجاحه، بالنظر إلى عمره الحالى، ويمكن القول إنه لا يزال فى فترة الذروة من مسيرته الكروية، ولا يوجد ما يشير إلى أن هذا المستوى سيشهد تراجعًا فى المستقبل القريب، ومع أخذ هذه العوامل فى الاعتبار يكون من المنطقى أن يتوقع الجمهور أن يستمر صلاح فى تقديم الأداء الرائع الذى اعتاد عليه الجميع، سواء فى ليفربول أو على الساحة الدولية».