التحدى الكبير.. إعادة إعمار غزة تُكلف 19 مليار دولار و15 عامًا
تفيد تقارير الأمم المتحدة بأن إعادة إعمار غزة بعد الصراع بين إسرائيل وحماس ستتطلب مليارات الدولارات، لإصلاح الأضرار الهائلة التي خلفتها الحرب.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الذي اقترب من دخوله الشهر الثاني عشر عن استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني، وإصابة حوالي 95 ألفًا آخرين، فضلًا عن الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وفقًا للسلطات المعنية.
التكلفة العامة لإعادة الإعمار تتخطى 19 مليار دولار
وفي أحدث تقرير للأمم المتحدة، حذرت من أن إزالة 40 مليون طن من الأنقاض قد يستغرق 15 عامًا، ويكلف ما يصل إلى 600 مليون دولار، وعلاوة على ذلك، فإن الحطام خطير، وقد يحتوي على الأسبستوس وبقايا بشرية، فيما قدرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو أن 10 آلاف جثة مفقودة تحت الأنقاض، وفقًا لـ"رويترز".
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، تقدر أضرار البنية التحتية بنحو 18.5 مليار دولار، ما يؤثر على المنازل والتجارة والخدمات الأساسية، فضلًا عن تعطل غالبية إنتاج المياه في غزة، وأكثر من نصف أراضيها الزراعية غير صالحة للاستخدام، كما أن الدمار واسع النطاق للمدارس والجامعات والمباني الدينية يزيد من تعقيد الطريق إلى التعافي.
تستغرق سنوات لإعادة بنائها.. انهيار تام للبنية التحتية التعليمية والصحية
على مدى الأشهر الـ11 الماضية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة وشنت هجمات ممنهجة على المؤسسات التعليمية من خلال قصف وتدمير المدارس والجامعات وغيرها من المرافق، فضلًا عن قتل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والأكاديميين، وكل ذلك أدى لانهيار العملية التعليمية تمامًا مع حرمان مئات الآلاف من الطلاب من التعليم للعام الثاني على التوالي، حيث بدأ العام الدراسي الجديد 2024/ 2025 في فلسطين يوم 9 سبتمبر الجاري.
وفي تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان نشر هذا الأسبوع، فإن البنية التحتية للنظام التعليمي لم تسلم من التدمير الجزئي أو الكامل، حيث استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر 274 مبنى مدرسيًا، ما تسبب في أضرار وتدمير 85.8% من المدارس؛ وما لا يقل عن 72.5% من المدارس تحتاج إما إلى إعادة بناء كاملة أو أعمال تأهيل كبرى لتكون صالحة للعمل، ومن الجدير بالذكر أن الأونروا تدير حوالي 29% من المدارس.
بالإضافة إلى ذلك، تم استهداف 12 جامعة في غزة، إما بالقصف أو التفجير، وبالتالي تدميرها بالكامل أو تحويل بعضها إلى قواعد عسكرية ومراكز استجواب واعتقال.
وأكد المركز أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية التعليمية سوف تستغرق سنوات للتعافي بعد انتهاء الحرب، مما يفرض تحديات كبيرة على جميع الجبهات.
كما انهار نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة وهو في حالة سقوط حر على وقع الضربات الإسرائيلية، حيث لا تعمل سوى 10 مستشفيات من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، حسب تصريحات سابقة لمدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس.
369 ألف وحدة سكنية دمرت بالكامل وجزئيًا إلى جانب مئات من المنشآت العامة والخاصة
وأنتجت الهجمات الحربية للاحتلال كميات هائلة من ركام المنازل والمنشآت المدمرة، بعد ارتفاع عدد الوحدات السكنية المدمرة كليًا إلى نحو 79 ألف وحدة، وأكثر من 25 ألف مبنى دمّر بشكل كلي، فيما تضرر حوالي 290 ألفًا من الوحدات السكنية جزئيًا، إلى جانب الأضرار التي لحقت بمباني المنشآت العامة والخاصة، وفق مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وأحصى تقرير صادر عن مكتب الإعلام الحكومي في القطاع، تدمير 200 منشأة حكومية و610 مساجد، وثلاث كنائس، حتى أغسطس الماضي.
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في مايو، ستستغرق إعادة بناء منازل غزة المحطمة حتى عام 2040 على الأقل ولكنها قد تستمر لعقود عديدة.
حجم أضرار البنية التحتية
وقال أوكسفام، في تقرير صدر مؤخرًا، إن مدينة غزة فقدت كل قدرتها على إنتاج المياه تقريبًا، حيث تضررت أو دمرت 88% من آبار المياه و100% من محطات تحلية المياه.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية لتحليل منظمة الأغذية والزراعة، تضرر ما يقرب من 70% من الأراضي الزراعية في جميع أنحاء قطاع غزة، والتي تعد حيوية لإطعام سكان المنطقة الجائعين الذين مزقتهم الحرب، وتدهورت أحوالهم بسبب الصراع.
وكشفت البيانات عن ارتفاع في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضروات في الجيب الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع.
واستهدفت قوات الاحتلال قطاع المياه، وبحسب تقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد دمرت ما نسبته 70% من البنية التحتية للمياه، مقدرًا طول شبكات المياه المدمرة كليًا أو جزئيًا بحوالي 180 ألف متر طولي، كما أخرجت عن الخدمة حوالي (203) بئر مياه جوفية، من ما مجموعه 319 بئرًا في قطاع غزة، بسبب التدمير كليًا أو جزئيًا أو بسبب عدم إمكانية الوصول إليها وتشغيلها، فضلًا عن تدمير حوالي (33) خزانًا للمياه، من إجمالي (50) خزانًا رئيسيًا في القطاع، بالإضافة إلى تدمير أكثر من (500) نقطة ومحبس.
كما تم تدمير شبكات الصرف الصحي، ومحطات المعالجة ومحطات الضخ والشبكات في مختلف المناطق؛ ووفقًا للتقرير فقد تم تدمير حوالي 80- 100 كم طولي من أنابيب تصريف مياه الصرف الصحي كليًا أو جزئيًا، وتدمر محطات المعالجة المركزية الخمس في القطاع، وحوالي (45) مضخة دمرت كليًا أو جزئيًا، بالإضافة إلى أكثر من (5) آلاف متر طولي من شبكات تصريف مياه الأمطار والمياه السطحية إلى جانب القنوات والمناهل وغيرها.