تقارير أمريكية: هاريس تتجاوز التوقعات وتتفوق فى مناظرة الانتخابات
اعتبر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب والمرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، أن المناظرة التى خاضها ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، كانت الأفضل له على الإطلاق.
واتهم «ترامب»، فى تصريحات أوردتها قناة «الحرة» الأمريكية، مذيعى الشبكة التليفزيونية ABC News، اللذين أدارا الحوار لمدة ٩٠ دقيقة فى مركز الدستور الوطنى فى فيلادلفيا، بالوقوف ضده، وقال إن المناظرة كانت بمثابة مواجهة من ٣ أفراد ضده؛ فى إشارة إلى هاريس ومديرى المناظرة.
وفى هذا الإطار، أكد العديد من التقارير الأمريكية أنه من السابق لأوانه الحكم إلى أى مدى ستؤثر مناظرة ترامب وهاريس على سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، إذ من الممكن أن تكون للناخبين المتأرجحين استنتاجات مختلفة بشأنها.
وأوضحت التقارير أنه باستطلاع آراء مجموعة مركزة من الناخبين فى الولايات المتأرجحة، قال أغلبهم إن هاريس كان أداؤها أفضل من المتوقع، مع التشديد على أنه من المحتمل أن يكون للمناظرة تأثير ضئيل على استطلاعات الرأى، وأنها إذا ساعدت هاريس فإنها لن تساعدها إلا لفترة وجيزة، لأن كثيرًا من الأحداث الأخرى ستؤثر على استطلاعات الرأى فى الشهرين المتبقيين تقريبًا، حتى قبل يوم واحد من الانتخابات.
وحول ذلك، قالت شبكة «سى إن إن» الأمريكية إن استطلاع الرأى، الذى أجرته مع مؤسسة «SSRS»، أظهر تفوق نائبة الرئيس الأمريكى والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على نظيرها الجمهورى دونالد ترامب، فى المناظرة.
واعتبرت الشبكة الأمريكية، المعروفة بميلها للحزب الديمقراطى، أن هاريس تفوقت على ترامب، وتجاوزت توقعات المراقبين لها ولأدائها على خشبة المسرح ضد الرئيس السابق.
وقال مراقبو المناظرة، وفقًا لـ«سى إن إن»، إن هاريس قدمت أداءً أفضل، مع الإشارة إلى أن الناخبين انقسموا بالتساوى حول المرشح الذى سيؤدى بشكل أقوى، وقال ٥٠٪ إن هاريس ستفعل ذلك، وقال ٥٠٪ إن ترامب سيفعل ذلك، لكن قال ٩٦٪ من أنصار هاريس الذين تابعوا المناظرة إن مرشحتهم كانت الأفضل، بينما أشادت أغلبية أصغر بنسبة ٦٩٪ من أنصار ترامب بتمتعه بليلة أفضل.
وأضافت الشبكة الأمريكية أن الناخبين الذين شاهدوا المناظرة غادروا بآراء جيدة عن هاريس مقارنة بانطباعاتهم قبل المناظرة، بينما غيّر القليل آراءهم عن ترامب بشكل عام، واستمرت آراؤهم حول نقاط قوة كل مرشح فى القضايا فى عكس الديناميكيات التى شوهدت فى استطلاعات الرأى الوطنية، حيث يتمتع ترامب بميزة فى الاقتصاد والهجرة وكونه القائد الأعلى، وتحظى هاريس بثقة أكبر فى قضايا الإجهاض وحماية الديمقراطية.
وتابعت الشبكة الأمريكية قائلة: «بالرغم من تفوق كل منهما فى قضايا معينة، إلا أن ردود الأفعال الإيجابية عن هاريس كانت أكبر من ترامب، حيث قال بعض الناخبين إن المناظرة منحتهم الفرصة لإعادة النظر فى فكرة تأييده». ولفتت «سى إن إن» إلى أن نتائج الاستطلاع السريع للرأى تظهر تحولًا عن رد الفعل على المناظرة الرئاسية التى تمت فى يونيو الماضى، عندما قال الناخبون الذين شاهدوا المواجهة بين الجمهورى ترامب والرئيس الأمريكى الحالى الديمقراطى جو بايدن، بنسبة ٦٧٪ مقابل ٣٣٪، إن ترامب تفوق على منافسه.
وأشارت إلى أن «مناظرة يونيو» مثلت فوزًا نادرًا فى المناظرات الرئاسية لترامب، منوهة إلى أنه فى عامى ٢٠٢٠ و٢٠١٦ رأى مراقبو المناظرة أن بايدن والمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون تفوقا عليه فى المناظرات الرئاسية، وفقًا لـ«سى إن إن».
وتابعت «تعكس نتائج الاستطلاع آراء المناظرة فقط بين الناخبين الذين تابعوا المناظرة ولا تمثل آراء جمهور الناخبين بالكامل، ففى الاستطلاع، كان من المرجح أن يكون مراقبو المناظرة أكثر ميلًا إلى الحزب الجمهورى بنحو ٦ نقاط من الديمقراطيين، ما جعل الجمهور أكثر ميلًا إلى الحزب الجمهورى بنحو ٤ نقاط مئوية من جميع الناخبين المسجلين على الصعيد الوطنى».
واستطردت «فى نهاية الليلة، أفاد مراقبو المناظرة بآراء منقسمة حول هاريس، وقال ٤٥٪ إنهم ينظرون إليها بشكل إيجابى، و٤٤٪ بشكل سلبى، وهذا تحسن مقارنة بما قبل المناظرة، عندما قال ٣٩٪ من نفس الناخبين إنهم ينظرون إليها بشكل إيجابى، وفى غضون ذلك، تغيرت آراء مراقبى المناظرة حول ترامب قليلًا، حيث صنفه ٣٩٪ بشكل إيجابى و٥١٪ بشكل سلبى بعد المناظرة، على غرار أرقامه بين نفس الناخبين قبل صعوده إلى المنصة».
وأوضحت أنه بين الناخبين الذين شاهدوا المناظرة ويعرفون أنفسهم كمستقلين سياسيًا ارتفعت شعبية هاريس إلى ٤٨٪ بعد المناظرة، مقابل ٣٠٪ فقط قبل ذلك.
فيما قال موقع «جى زيرو ميديا» السياسى الأمريكى إنه قد بدا من المناظرة- التى من المرجح أن تكون المناظرة الرئاسية الوحيدة قبل انتخابات نوفمبر- أن هاريس كانت الفائزة.
وأشار الموقع الأمريكى إلى أن المناظرة لم تكن مأساوية مثل مناظرة بايدن وترامب، وأن هاريس ارتكبت أخطاء قليلة جدًا، وكانت منضبطة، ووجهت الأسئلة نحو الموضوعات التى أرادت مناقشتها، مثل الإجهاض والاقتصاد، والديمقراطية.
ونوه إلى أنه عند سؤال ترامب عن السياسة الخارجية، قال إنه محبوب فى جميع أنحاء العالم، واستخدم مرارًا وتكرارًا اسم فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، كشاهد محترم على شخصيته.
فيما قال موقع «Vox» الأمريكى إن ترامب كان عليه أن يركز أكثر على ربط هاريس بسجل إدارة بايدن غير الشعبى فى الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية، وأن يتجنب الحديث عن قضايا الإجهاض والديمقراطية، مشيرًا إلى أن المرشح الجمهورى تهرب مرارًا من السؤال حول ما إذا كان سيستخدم حق النقض ضد حظر الإجهاض الوطنى إذا أرسله الكونجرس إلى مكتبه، وقال إن الكونجرس لن يمرر مثل هذا الحظر.
وأوضح الموقع الأمريكى أنه على الرغم من الفرص العديدة التى سنحت له، لم يقل ترامب بوضوح إنه سيستخدم حق النقض ضد مثل هذا القانون، ربما خوفًا من إثارة غضب حلفائه والمؤيدين له.
وأضاف «عندما سُئل ترامب عما إذا كان يندم على أى شىء فعله فى السادس من يناير٢٠٢١، عندما هاجم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكى، لم يأت بأى شىء جديد. والشىء الوحيد الذى اشتكى منه هو أنه فى خضم الفوضى داخل المبنى، أطلق ضابط شرطة خارج عن السيطرة النار على أحد أنصاره». ولفت إلى أن ترامب هاجم هاريس بشأن قضايا التضخم وضبط الحدود عدة مرات خلال المناظرة، فيما انتقد كلا المرشحين التجمعات الانتخابية للآخر، وقالت هاريس إن «الناس يبدأون فى مغادرة تجمعاته مبكرًا من التعب والملل»، فيما قال ترامب إن «الناس لا يذهبون إلى تجمعاتها، ومن يذهبون يجرى نقلهم ودفع الأموال لهم للحضور». ونوه الموقع الأمريكى إلى أن مؤيدى ترامب أكدوا بعد انتهاء المناظرة، وخلال حديثهم على وسائل التواصل الاجتماعى، على الشكوى من المذيعين والمنسقين، ما قد يعد إشارة إلى أن المناظرة لم تسر كما كانوا يأملون.