رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الشعب السودانى للبرهان وحميدتى: خلولى الوطن

منذ أيام أوصت بعثة تقصى الحقائق فى السودان، المُشكلة من الأمم المتحدة، بوقف دخول الأسلحة إلى السودان بعد ارتكاب طرفى النزاع هناك جرائم ومجازر فى حق السودانيين، وأوصت البعثة بإرسال قوة حفظ سلام من الأمم المتحدة لحماية المدنيين. 
خطورة هذه التوصيات أنها تساوى بين الجيش السودانى بقيادة البرهان، وبين قوات «الدعم السريع» بقيادة حميدتى، والأخطر هو الدعوة لإرسال قوات من الأمم المتحدة لحماية المدنيين، وهو نفس السيناريو الذى استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر ممول للأمم المتحدة، من قبل فى العراق وليبيا وغيرهما من الدول التى تحولت إلى فوضى وتمزقت بفعل النزاعات وعدم حسم الصراعات.
وهو سيناريو خطير يطيل أمد الحرب، ويوصل الدول إلى الفشل والفوضى. 
الشعب السودانى هو الخاسر بطبيعة الحال بعد أن تحول نصفه إلى لاجئين، والنصف الآخر يموت تحت نيران النزاع على السلطة بين الطرفين. 
ولماذا تتم مساواة الجيش السودانى الشرعى، الذى يدافع عن كرامته وعن الشعب، بقوات «الدعم السريع» المتمردة، والتى انتفضت لمحاربة الجيش فقط من أجل تقاسم السلطة، 
الحقيقة أن الخطأ الذى حدث فى السودان سببه عدم التوافق على خريطة طريق بعد الإطاحة بالبشير، وإطالة المدة الانتقالية إلى سنوات، وهذه الإطالة للأسف توافق عليها جميع الأطراف بالسودان، ومع مرور الوقت حدث الشقاق والنزاع على تقاسم السلطة. 
ومع كل ما حدث فإن الشعب السودانى يصرخ برائعة لطفى بوشناق «خدوا المناصب والمكاسب بس خلولى الوطن». 
السودان يحتاج إلى فرض تسوية من داخله بعيدًا عن سيناريوهات التدخل الخارجى بحجة حماية المدنيين. 
نعم هناك أطراف خارجية تلعب فى الملف السودانى ولا تريد لهذا البلد أن يستقر، ولكن فى وجود مصر وحرصها على وحدة السودان وسلامة شعبه أعتقد أن أى تدخل خارجى لن ينجح، وإن كان هذا التدخل حتى الآن استطاع إطالة أمد الحرب وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية إطالتها أكثر بحجة حماية المدنيين.
الحقيقة أن الحل يبقى فى يد البرهان وحميدتى، وعليهما إدراك أن مصلحة الجميع هى الجلوس على طاولة المفاوضات والتوافق على حل سياسى يفضى إلى انتخابات تحت رقابة دولية تنتهى باختيار الشعب السودانى ممثليه فى الرئاسة والبرلمان، لكى تعود الحياة إلى شكلها الطبيعى كما كانت قبل تلك الحرب الغبية التى دمرت شعبًا مسالمًا وحرمته من وطنه وخيراته.