أكاديمي جزائري يكشف التحديات الاقتصادية التي تواجه الرئيس "تبون "
قال ناصرالدين باقــي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الجزائري، إن الانتخابات التي جرت 7 سبتمبر، بدعوة من الرئيس عبدالمجيد تبون، هي في الحقيقة اقرب إلى تجديد ثقة في شخصه بعد القفزة النوعية في شتى المجالات، لا سيما المجال الاقتصادي الذي انتعش بشكل كبير في فترته الرئاسية.
أضاف باقي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الدعوة إلى انتخابات مسبقة هو تفسير ضمني للجو السائد إقليميا ودوليا في ظل التحديات الجيوسياسية المحيطة بالجزائر، بداية بمواقفها تجاه الحرب على غزة، وكذا تجدد الحرب في على حدودها في مالي بين جبهة "الأزوادط والجيش النظامي المالي، وما يحدث على حدودها مع ليبيا.
إستغلال كل الثروات المنجمية
أوضح، أن إعادة انتخاب تبون أيضا لاستكمال المشروع الاقتصادي الذي بدأ بإيقاف الاسيراد والاهتمام بإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتشجيع الشباب على الصناعات بمختلف أنواعها، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي وبعد ذلك التصدير إلى الخارجن كما أن استغلال كل الثروات المنجمية في مقدمتها منجم غار جبيلات للحديد، من شأنه أن يساعد بشكل كبير في الهدف الذي تسعى السلطة للوصول إليه والمتمثل في التصدير خارج المحروقات.
التحديات التي تواجه الجزائراقتصاديا
تابع، أنه بالنسبة للتحديات التي تواجه الجزائر اقتصاديا في الفترة المقبلة هو مواصلة العمل على إنعاش الاقتصاد الذي بات ثالث اقتصاد في أفريقيا في ظرف وجيز، والعمل على تطبيق المشاريع العملاقة التي سطرتها الدولة في إطار نظرتها لسنة 2030، والتي تسعى إلى تبني استراتيجية وطنية مبنية على أسس اقتصادية تنافسية بتأمين الاكتفاء الذاتي خاصة الأمن الغذائي عبر التوجه إلى استغلال الصحراء الكبرى، لما تتمتع به من إمكانيات كبيرة مع توفر المناخ المناسب والأراضي الخصبة والمياه الجوفية، وكل هذا يكون بتوفير مناخ الاسثمار الملائم للشركات الرائدة في المجال الزراعي، وهو ما بدأ يتضح من خلال استصلاح الأراضي لزراعة مادة القمح التي كان عائدها وفيرا هذه السنة وغطى بنسبة جد معتبرة على مصاريف الاسيراد لهذه المادة الحيوي.
أكد، أن الشراكات في مجال إنتاج الحليب واللحوم تترسخ على أرض الواقع بين الجزائر وقطر وإيطاليا في مشاريع ضخمة يُتوقع أن تدر فوائد كبيرة لسد الاحتياج الوطني ثم الانتقال بعد ذلك للتصدير، وعموما فإن التحديات القادمة للجزائر تكمل في الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية وكذا تنويع الاقتصاد خارج المحروقات.
تاثير السيول والفيضانات على اقتصاد الجزائر
اختتم باقي، بأن الفيضانات الأخيرة التي مست بعض المناطق من الجنوب الجزائري وألحقت خسائر مادية ليست الأولى فيما يخص تعامل السلطة مع هذه الكوارث، لأن الجزائر من بين الدول القليلة التي تخصص صندوقا خاصا بالكوارث الطبيعية، وبالعكس من ذلك يساهم امتلاء السدود في توفير المناخ المناسب لإنعاش القطاع الفلاحي إذا تم استغلالها بالشكل المناسب، ما يساعد في الاستراتيجية الوطنية التي تعول كثيرا على استغلال المناطق الجنوبية ومياهها الجوفية والتي تُعتبر سلة الجزائر الغذائية للسنوات القادمة.