رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون: مجزرة المواصى جريمة جديدة للاحتلال للتهرب من أى صفقة

جريدة الدستور

شن جيش الاحتلال الإسرائيلى، غارات جوية استهدفت النازحين فى منطقة المواصى بخان يونس جنوبى قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من ٤٠ شهيدًا وأكثر من ٦٥ مصابًا، بجانب احتراق واختفاء أكثر من ٢٠ خيمة للنازحين جراء المجزرة الإسرائيلية.

وزعم جيش الاحتلال بأنه استهدف مركز قيادة لحركة «حماس» فى خان يونس بناء على معلومات استخباراتية، فيما نفت حركة «حماس» وجود أى عناصر لها فى منطقة المواصى، مؤكدة أن ادعاءات جيش الاحتلال بوجود عناصر من الحركة فى موقع الاستهداف كذب.

وشددت «حماس»، فى بيان لها، على أن ارتكاب الاحتلال أبشع المجازر ضد خيام النازحين فى مواصى خان يونس، هو «حرب إبادة وحشية ومجزرة مروعة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيونى، باستهدافه خيام النازحين بصواريخ ثقيلة أطلقتها طائراته الحربية، ما أسفر عن ارتقاء العشرات من الشهداء المدنيين العزل، جلّهم من الأطفال والنساء».

وشددت الحركة على أن «هذا الاستهداف الوحشى للمدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، فى منطقة كان جيش الاحتلال قد أعلن عنها آمنة؛ هو تأكيد على مضى حكومة الاحتلال النازية فى حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى، وتعمدها ارتكاب المجازر البشعة بحقه، غير مكترثة للقانون الدولى أو الإنسانى، أو القرارات الداعية لوقف العدوان، وذلك بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة فى العدوان».

وحول ذلك، قال عدد من السياسيين والخبراء الفلسطينيين إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف وقتل المدنيين فى غزة دون رادع على مرأى ومسمع من المجتمع الدولى، داعين إلى موقف دولى حاسم ضد الاحتلال، مع ممارسة ضغوط قوية عليه لإبرام صفقة تهدئة والتوصل لوقف إطلاق النار.

أيمن الرقب:  دليل على التواطؤ الأمريكى وعجز المجتمع الدولى عن تحمل مسئولياته

قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس عضو حركة «فتح»، إن استمرار الحرب الإسرائيلية والمجازر فى قطاع غزة هو نتيجة عجز المجتمع الدولى، حتى اللحظة، عن اتخاذ قرار لوقف الحرب.

وأضاف: «حتى مجلس الأمن لم يُصدر قرارًا لوقف الحرب على قطاع غزة، والجرائم ترتكب يوميًا بحق الشعب الفلسطينى، وآخرها جريمة مواصى خان يونس، التى يدعى الاحتلال أن المنطقة كان بها عناصر من حركة حماس، وهو ما لم يثبت حتى اللحظة، لكن الاحتلال يلجأ لذلك من أجل تبرير جرائمه».

وتابع: «البعض يعتبر أن ما قام به الاحتلال فى منطقة نزوح إنسانى مصنف من قبل الاحتلال، لا من قبل غيره، هو للضغط على المقاومة، خاصة بعد الإعلان أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود، لكن بالتأكيد هذه الجريمة تضاف لجرائم الاحتلال، وهى وصمة عار فى جبين كل المجتمع الدولى بشكل عام، وواشنطن بشكل خاص».

وأوضح «الرقب» أنه بجانب كل تلك الجرائم هناك عجز دولى عن اتخاذ قرار لوقف الحرب، مع انتشار تقارير تفيد بأن دولة الاحتلال والولايات المتحدة يضغطان على دولة جنوب إفريقيا لسحب دعواها من محكمة العدل الدولية.

واستطرد: «العدل الدولية تتحول لمحكمة سياسية، والدليل هو أنها لم تصدر حتى الآن قرارًا حول الإبادة الجماعية للفلسطينيين، هذا بجانب تصريحات كريم خان، المدعى العام لـ«الجنائية الدولية»، التى تحدث خلالها صراحة عن أنه تمارس عليه ضغوط لثنيه عن إصدار قرارات ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف جالانت».

وأكد أن السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين هو الصمود إلى أن يستيقظ فى لحظة ضمير العالم، ويقف فى وجه حرب الإبادة والتهجير.

وحول إمكانية إصدار الأمم المتحدة، خلال الأسبوع الجارى، مشروع قرار لإنهاء الوجود الإسرائيلى فى أرض فلسطين، قال «الرقب»: «لو حصل وحصلنا بالأغلبية على قرار يقضى بانسحاب الاحتلال من أراضينا، فللأسف تظل قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، وسيبقى مجرد قرار يدعم الحق الفلسطينى، لأنه لا توجد قوة لتنفيذه، ولدينا قرارات مجلس الأمن التى إن صدرت تواجه بالفيتو الأمريكى أو لا تملك قوة التنفيذ، لذا فكل ما يحدث هو قرارات تحفظ كمستندات لكتابة التقارير والأبحاث، لكن لا قيمة لها، للأسف الشديد».

 

عماد عمر: انتهاك فاضح للقانون الدولى الإنسانى

 

شدد الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، على أن المجزرة التى ارتكبها الاحتلال الاسرائيلى بحق النازحين فى مواصى خان يونس تضاف إلى حرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية، فى ظل موقف دولى عاجز عن إلزام إسرائيل بوقف هذه الحرب.

وأضاف «عمر»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»: «إسرائيل تستخدم فى حربها ضد الشعب الفلسطينى قنابل تزن أطنانًا من المتفجرات يتم إلقاؤها على النازحين فى المناطق الإنسانية، وهذا يخالف القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، ويعد انتهاكًا فاضحًا يضاف إلى سجل الجرائم التى يعاقب عليها القانون الدولى».

وتابع: «الحرب على غزة تقترب من العام، والاحتلال يرتكب المجازر تلو المجازر دون وجود أفق سياسى واضح لأى صفقة تهدئة، فى ظل عدم قدرة الوسطاء على إقناع الأطراف بضرورة التوصل إلى صفقة، وفى ظل تهرب نتنياهو منها، وتغيير شروط المبادرات التى عرضت على الأطراف لأكثر من مرة، خاصة مبادرة الرئيس الأمريكى جو بايدن».

واستطرد: «استمرار هذه الحرب سيزيد من حجم الكارثة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، فى ظل انعدام مقومات الحياة بكل جوانبها، خاصة فى ظل سياسة حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية التى ما زالت تعمل على تهجير الشعب الفلسطينى، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، وبناء المستوطنات فى الضفة وضمها للسيادة الإسرائيلية».

وأكمل: «نتنياهو لم يستجب لكل القرارات الدولية، وهو يضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والقرارات الصادرة عن كل المنظمات والهيئات الأممية، وما نحن بحاجة إليه هو قرار ملزم، يستند إلى الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لوقف الحرب بالقوة وإرسال قوات دولية تفصل فى الصراع بين الأطراف، مع حماية المدنيين وتأمين مقومات الحياة لهم».

 

ثائر أبوعطيوى: المجزرة استهدفت وضع مزيد من العراقيل أمام أى تهدئة 

 

اكد الكاتب والصحفى الفلسطينى ثائر نوفل أبوعطيوى، مدير مركز «العرب» للأبحاث والدراسات فى فلسطين، أن مجزرة المواصى تعد مجزرة جديدة تضاف لجرائم الإبادة الجماعية، بعد قصف طائرات الاحتلال لأكثر من ٢٠ خيمة للنازحين الفارين من الموت.

وأوضح «أبوعطيوى» أن استمرار الحرب والعدوان المتواصل للشهر الثانى عشر على التوالى، وسقوط عشرات الشهداء يوميًا، وارتكاب المجازر الجماعية البشعة بحق النازحين المدنيين المشردين من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء العزل، تعد حرب إبادة جماعية لجميع أبناء قطاع غزة.

وأضاف: «تعثر المفاوضات المتعلقة بالتسوية والوصول لصفقة تبادل الأسرى والرهائن بسبب استمرار الحجج والعراقيل التى يضعها نتنياهو فى وجه المفاوضات لعدم التوصل لاتفاق، بالتأكيد يطيل أمد الحرب إلى شهور أخرى مقبلة، وهذا بسبب عدم وجود أفق قريب يفتح المجال للوسطاء أمام الإعلان عن تقدم بالمفاوضات وإنجاز صفقة».

وتابع: «رئيس حكومة الاحتلال يريد إطالة الحرب لشهور عدة أخرى، وهذا من خلال التعديلات العديدة والتسويف والعراقيل التى يضعها فى كل مرة أمام المفاوضات، ويذهب فى ذات الوقت لاختراع الحجج الباطلة والادعاءات غير الصحيحة للتهرب من إنجاز صفقة تبادل، وهذا فى ظل عدم وجود أى ضغط أمريكى جاد وملحوظ عليه لإلزامه بإبرام الصفقة».

وأشار إلى أنه، وفى ظل الأخبار الواردة والمتلاحقة من وسائل الإعلام الإسرائيلية حول نية الاحتلال شن عملية عسكرية واسعة تستهدف «حزب الله» والمناطق الشمالية اللبنانية، فإن الحرب مستمرة على قطاع غزة، لأن تحقيق وإنجاز أى مفاوضات متعلقة بصفقة تبادل يحتاج إلى هدوء على كل الجبهات.

وشدد على أن تهديدات الاحتلال بشن عملية عسكرية واسعة ضد «حزب الله» ستفتح أبواب الحرب على عدة جبهات، وستعمل على اتساع رقعة الحرب والمواجهة، التى يمكن أن تستمر شهورًا عدة، ما سيدفع لدخول محاور إقليمية على خط المواجهة مع إسرائيل، الأمر الذى ينذر بوقوع كارثة حقيقية سوف تعانى منها المنطقة لسنوات عدة.

وأردف: «تداعيات استمرار الحرب على قطاع غزة تعنى احتمالًا كبيرًا لنشوب حرب على صعيد الجبهة الشمالية اللبنانية، وتعنى أيضًا إمكانية توسع الرقعة الجغرافية لساحة الحرب لتشمل دولًا ومحاور أخرى، ولهذا فالمطلوب وبشكل عاجل وسريع الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب والعدوان على غزة، والتوجه لطاولة المفاوضات وإبرام صفقة تبادل، لأن هذا هو الحل الوحيد لنزع فتيل الحرب ومنع اتساع رقعتها».

وشدد على ضرورة وجود ضغط حقيقى وفعلى من الإدارة الأمريكية على إسرائيل، وإلزامها بتوقيع صفقة تبادل أسرى ورهائن، تؤدى لهدنة ووقف دائم لإطلاق النار. وعن احتمالية تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، قال «أبوعطيوى»: «هو قرار مهم، لكن للأسف الشديد سيكون قرارًا شكليًا إن تم إصداره، كالقرارات السابقة للأمم المتحدة، التى لم تلتزم إسرائيل بتنفيذها، وأهمها القرار الذى يقضى بحل الدولتين وإنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

وأكمل: «القرارات الأممية بحق القضية الفلسطينية، ورغم أهميتها، تحتاج لحاضنة عالمية تتبناها وتدعمها بشكل مستمر ومتواصل، من خلال التفاعل الدبلوماسى العالمى، مع الضغط الموحد عالميًا على إسرائيل فى كل الاتجاهات، للالتزام بالقرارات الأممية وتنفيذها».