رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأزقة إلى المسرح.. كيف تشكلت موهبة سيد درويش؟

سيد درويش
سيد درويش

تمر اليوم ذكرى الرحيل الأولى بعد المائة للفنان سيد درويش، حيث رحل عن عالمنا في 1923، وهو اسم لامع في عالم الموسيقى، حيث يعتبر صاحب الفضل في تجديد الموسيقى، كما أنه اهتم بالفن أكثر من اهتمامه بنفسه، فأخذ يرتقي بالموسيقى شيئًا فشيئًا حتى أصبحت منتشرة في كل مكان.

 

يعتبر سيد درويش صاحب الفضل الأول في إدخال الغناء البوليفوني لمصر للمرة الأولى، من خلال أوبريت العشرة الطيبة وشهر زاد والباروكة، فهو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية.

معلومات عن سيد درويش 

ولد سيد درويش في الإسكندرية في 17 مارس 1892، بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري. التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905، ثم عمل في الغناء في المقاهي. سافر إلى الشام في نهاية عام 1908، وعاد عام 1912 وبدأت موهبته الفنية.

سافر سيد درويش إلى القاهرة وبزغ نجمه وقتها، فقام بالتلحين لكل الفرق المسرحية أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، وكوّن ثنائية فنية مع بديع خيري أنتجت العديد من أفضل الأغاني التراثية الخالدة.

أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية

تزوج سيد درويش وهو في السادسة عشرة من العمر، وصار مسئولًا عن عائلة، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفّق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرًا إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908.

عاد إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914، حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.

سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرًا

في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرًا، فقام بالتلحين لكل الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى قوم يا مصري.

رغم أن الشيخ سيد درويش رحل عن عمر يناهز الـ31 عاما، إلا أنه ترك منجزًا فنيًا كبيرًا، والعشرات من الأدوار وأربعين موشحًا ومائة طقطوقة و30 رواية مسرحية وأوبريت.