في ذكرى وفاته.. زكي نجيب محمود يكشف جناية الصحافة على الأدب
تحل اليوم ذكرى وفاة زكي نجيب محمود (1 فبراير 1905م - 8 سبتمبر 1993م)، الفيلسوف والكاتب والأكاديمي وأستاذ الفلسفة المصري، والذى دافع عّبر منجزه الأدبي والعلمي عن المنطق الوضعي، ونحو فلسفة علمية، وتجديد الفكر العربي من مدخل فلسفي ساهم بشكل كبير في تحديث الثقافة العربية.
زكي نجيب محمود يكشف جناية الصحافة على الأدب
وضع الدكتور زكي نجيب محمود أيدينا فى مقال من مقالاته التي نشرت في مجلة "الثقافة" على جناية الصحافة على الأدب العربي؛ حينما قال: "لا أظني مسرفًا في التقدير إذا زعمت أن تسعة أعشار الأدب المصرى تكتب مقالات في الصحف والمجلات؛ ولو أردت أن أفرق بين الأديب المصرى والأديب الأوربي بكلمة واحدة، قلت إن أدينا يكتب مقالة وأديبهم يكتب كتابًا، فطريقة الكتابة عندنا - في أغلب الأحيان - في أن يكتب الأديب مقالة هنا ومقالة هناك، حتى إذا ما تجمع له مما كتب مقدار يصلح أن يكون كتابًا، جمعه في كتاب واختار له اسمًا، يوهم القارئ أنه كتاب، وهو في الحق كتاب إذا كانت الوحدة فما كتب هي وحدة العلم والكاتب، أما إن جعلت وحدة الكتاب موضوعه فليس هو الكتاب إلا على سبيل المجاز، والمجاز هنا أساسه أن مجموعة الأوراق قد ضمها غلاف".
أغلب مؤلفات طه حسين والعقاد والحكيم والمازني هي فى الأصل مقالات
وتابع الدكتور زكي نجيب محمود قائلًا، هذه حقيقة واقعة، وليس بالشاق المدير في المسير عليك أن تتبين صدقها باستعراض ما أنتجه الأدباء: طه حسين، أحمد أمين، العقاد، المازني، توفيق الحكيم، وغيرهم لتعلم أن الكثرة الغالية مما يخرجون للناس من كتب، هي مجموعات من مقالات أو فصول.. حتى المسرحية، هذا اللون الأدبي الذي كان يمكن أن يفلت وينجو، لم تلبث أن طواها الاتجاه العلم، فإذا هي في الأعم الأغلب مسرحية ذات فصل واحد ؛ وكذلك القصة عندنا في معظم الأحيان هي القصة القصيرة التي ننشر في الصحيفة على دفعة واحدة.
واستطرد: وقد يكون تحليل هذه الظاهرة في أدبنا، هو أن أدبينا قصير النفس، إذا قيس إلى الأديب الأوربي صاحب النفس الطويل ؛ ثم قد يكون هذا النفس القصير فطرة فينا، ورثناها عن آبائنا مع حمرة اللون وسواد الشعر وكثافة الشفاء؛ فالأديب العربي منذ أقدم عصوره فما يقال - معروف بالتركيز والإنجاز، فتكفيه الحكمة الواحدة أو الفصل القصير، حين لا يكتفي الأديب الأوربي لحال فكرة واحدة، وتخلق لها الأشخاص خلفًا ليلبسوها وبمثارها في أفعال وأقوال".
مؤلفات زكي نجيب محمود فى الفلسفة والأدب
للدكتور زكي نجيب محمود العديد من المؤلفات في الفلسفة والمنطق؛ من أبرزها:"نظرية المعرفة، المنطق الوضعي، خرافة الميتافيزيقا (الطبعة الأولى) ثم أعيد تسميته في الطبعات اللاحقة إلى موقف من الميتافيزيقا، نحو فلسفة علمية، حياة الفكر في العالم الجديد، كما له عدد من المؤلفات في الفكر من أبرزها: قشور ولباب، تجديد الفكر العربي، المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري، ثقافتنا في مواجهة العصر"؛ وغيرها من المؤلفات.