الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس النبي زخريّا أبي السابق الكريم
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس النبي زخريّا أبي السابق الكريم، وكان زخريا كاهنًا من فرقة أبيّا، وزوجته اليصابات من بنات هارون. وكانت هذه عاقرًا. فتراءى له ملاك الرب جبرائيل، كما تراءى لابراهيم، اذ كان يقدّم البخور في الهيكل، وبشّره أن زوجته اليصابات ستلد له ابنًا يدعى يوحنا، وستكون مهمته أن يهيّئ للرب شعبًا مستعدًا.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال الربّ: "لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن آلِ إِسرائيل" يمكننا أن نقول ذلك بإيجاز...: لقد أُرسل إلى مَن وُعد به، "فمَواعِدُ اللهِ قد وُجِّهَت إِلى إِبراهيمَ وإلى نَسْلِه" . إنّ الوعد الذي قطعه الربّ في الزمن أُنجز في وقته، ولليهود من قبل اليهود، حسب ما كُتب: "لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود"، لهم أُرسِل يسوع المسيح المولود بالجسد في نهاية الأزمنة؛ فقد وُعدوا به منذ بداية الزمن، هو المُهيّأ مسبقًا قبل الأزمنة كلّها. مُهيّأ مسبقًا لليهود وللوثنيّين، ومولود من اليهود وحدهم بدون وسيط بالجسد، فقد قُدِّم عند ولادته حسب الجسد للذين وُعدوا به.
لكن اسم "إسرائيل" يعني "الإنسان الذي يرى الله": لذا، ينطبق هذا الاسم عن حقّ على كلّ نفسٍ مدركة. يمكننا أن نفهم من ذلك أنّ "آل إسرائيل" يشمل أيضًا الملائكة، أي الأرواح المهيّأة مسبقًا لرؤية الله... في حين أنّ هذه الخراف التسعة والتسعين... على جبل رؤية وابتهاج الرَّاعي، أي كلمة الله، تتنقّل وترقد بلا خوف في "المراعي النضيرة"، نزل الرَّاعي الصالح من لدن الآب، حين حان "وقت الرأفة" . أُرسل برأفة في الزمن، هو الموعود به منذ الأزل؛ جاء يبحث عن الخروف الضال الوحيد .
إذًا أُرسل الرَّاعي الصالح "ليبحَث عنِ الضالَّةِ ويَرُدُّ الشارِدَةَ ويَجبُرُ المَكْسورَةَ ويُقَوِّي الضَّعيفَةَ" ما كان مكسورًا وضعيفًا هو الإرادة الحرّة للإنسان. فعندما حاول الإنسان في السابق أن يرتفع عن ذاته، سقط؛ وفي غياب القوّة المطلوبة لحماية نفسه، انسحق وتحطّم، عاجزًا تمامًا عن النهوض. ورغم قيام الرّب يسوع بتقويته وبمواساته، لم يستعد حيويّته الكاملة بسبب عدم تواجده بين الخراف التسعة والتسعين في المراعي الخصيبة؛ لذا، حمله الرَّاعي بين ذراعيه: "يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيدًا"