«سيتا»: زيارة السيسى لتركيا "نقطة تحول مهمة" فى مسيرة العلاقات
قال مركز الدراسات الاقتصادية والتجارية التركي (سيتا) الأربعاء، إن إحياء العلاقات بين تركيا ومصر يتشكّل من خلال نهج التعاون البناء.
وبعد زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في 14 فبراير الماضي، تعتبر زيارة السيسي إلى أنقرة نقطة تحول مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين.
التعاون ولاعبان أساسيان مؤثران في القضايا الإقليمية
وأضاف التقرير أن مصر وتركيا تتعاونان وهما لاعبان مؤثران في القضايا الإقليمية في مجموعة واسعة من المجالات، من التعاون الاقتصادي إلى الأمن الإقليمي.
ونقل التقرير عن العديد من الخبراء أنه من المعروف أن المجازر المستمرة في غزة وعملية وقف إطلاق النار ستتم مناقشتها خلال اللقاء بين أردوغان والسيسي.
وأضافوا أنه من المعروف للجميع أن المواضيع ذات الأولوية في اللقاء بين الرئيس أردوغان ونظيره السيسي ستشمل الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والخطوات الواجب اتخاذها لوضع حد لها.
ورغم أن زيارة السيسي إلى تركيا هي محاولة لزيادة وتعزيز العلاقات بين البلدين، إلا أن لها أيضًا معنى خاصًا نظرًا لاحتمال وجود مبادرات جديدة بشأن غزة.
لذلك، سيكون من المناسب الإشارة إلى أن الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية تراقب اللقاء بين الزعيمين والبيانات التي سيتم الإدلاء بها بعد ذلك.
ومنذ 7 أكتوبر، لعبت مصر دورًا مهمًا مع قطر في إنهاء عدوان دولة الاحتلال على غزة وضمان وقف إطلاق النار بين الطرفين ورغم أن محور القاهرة الدوحة لم يتمكن من اتخاذ قرارات رادعة ضد إدارة تل أبيب بسبب هيمنة واشنطن على العملية، إلا أن تحركاته في العملية أظهرت أنه لا يمكن تحقيق تقدم كبير في غزة، وبشكلٍ أعم، الملف الفلسطيني من دون مصر.
لهذا السبب فإن تحديد إطار مشترك بين مصر وتركيا، والتي تعد من الدول التي تتخذ أوضح موقف ضد الإبادة الجماعية في النظام العالمي، وعمل الدولتين معًا سيفتح الباب لتحقيق مكاسب مهمة فيما يتعلق بغزة على المدى الطويل، إن لم يكن على المدى القصير.
وتابع الخبراء أنه يمكن اعتبار زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا بمثابة المرحلة الأخيرة من عملية التطبيع الدبلوماسي الجارية بين البلدين.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة على صعيد التطورات الإقليمية والعلاقات بين البلدين، وفي بيئة يُلاحظ فيها عدم فعالية الجهات الفاعلة العالمية، وخاصة في الأزمات في غزة والسودان وليبيا والقرن الأفريقي، من المهم أن يتم تنفيذ مبادرات الحل في مناطق الأزمات هذه من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية.
ما هى القضايا الإفريقية التي تبرز فيها فرص التعاون بين تركيا ومصر؟
تستمر العلاقات بين أنقرة والقاهرة في التحسن بعد التطبيع. ومن المرجح أن تتم مناقشة العلاقات الثنائية وكافة القضايا الإقليمية بالتفصيل خلال زيارة الرئيس المصري السيسي إلى تركيا.
كما سيتم خلال هذه الزيارة مناقشة التعاون المحتمل في مختلف الملفات، خاصة التطورات في منطقة القرن الإفريقي. وفي هذا السياق، تعد مصر أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لتركيا في القارة الإفريقية، ولاعبًا إقليميًا مهمًا، خاصة في شمال وشرق إفريقيا. وفي هذا السياق، من الممكن التعاون بين تركيا ومصر في العديد من الملفات. ويبرز أحد هذه الملفات كالصومال. لأن الصومال بلد تربطه بتركيا علاقات استراتيجية.
ولتركيا ومصر نفس وجهات النظر بشأن سلامة أراضي الصومال واستقراره. من ناحية أخرى، فإن تقاسم مصر وإثيوبيا لسد النهضة ومياه النيل، فضلًا عن سعي إثيوبيا للوصول إلى البحر عبر البحر الأحمر، يسبب توترات بين البلدين. وهناك أيضًا مخاوف من أن تؤدي هذه التوترات بين البلدين إلى مواجهة في الصومال