أبرز الكتب التى تناولت الحمقى والمغفلين
هناك العديد من الكتب التي تناولت الحمقى والمغفلين، ومنها تلك التي تناولت تاريخها وصولا إلى أعمال اشتغلت على دراسة سيكولجية الموصومين بالحماقة والتفاهة في التقرير التالي تعرف على أبرز الكتب التي تناولت الحمقى والمغفلين.
أخبار الحمقى والمغفلين
واحد من أبرز الكتب التي تناولت التاريخ الذي يبدو منسيا ومهمشا للحمقى والمغفلين، التاريخ القديم للضحك والدهشة الناتج عن افعال هؤلا ء الموصومين بالحمق المنسي، يذهب ابن الجوزي عبر كتابه “أخبار الحمقى والمغفلين إلى توثيق وسرد ما يجري من أخبارهم”.
ويذهب “ابن الجوزي”، في كتابة “أخبار الحمقى والمغفلين” إلى تقديم تعريف مفهوم لمعنى الحمقى والمغفلين، إلى جانب سرد لصفاتهم وأسماء الحمقى، والتحذير من صحبتهم. إلى جانب توثيقه للعديد من أسماء المغفلين من القراء وصولا إلى ذكر المغلين من رواة الحديث والأمراء والولاة.
وعن الأسباب التي دفعت الجوزي لكتابة هذا الكتاب جاء على لسانه: لما شرعت في جمع "أخبار الأذكياء" وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثالا يحتذي، لأن أخبار الشجعان تعلم الشجاعة _ آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين لثلاثة أشياء:
الأول: أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قد ما وهب له مما حرموه، فحثه ذلك على الشكر.
والثاني: أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلا تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولة في الطباع، فإنها لا تكاد تقبل التغيير.
الثالث: أن يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المبخوسين حظوطا يوم القسمة، فإن النفس قد تمل من الدؤوب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو.
ويتضمن الكتاب معنى الحماقة وأنها غريزة مع اختلاف الناس فيها، كما ذكر أسماء الأحمق وصفاته والتحذير من صحبته، والأمثلة العربية التى ذكرت فى الحمقى.
ويعتمد أسلوب الكتاب على نقل الأخبار التى صدرت عن هؤلاء الحمقى مع اختلاف صنوفهم، ويصف الشيخ عبدالقادر المغربى الكتاب بقوله "إن ابن الجوزى لم يرد قط فى كتابه أن يضحكنا أو يضيع علينا وقتنا، بل أراد لنا العظة والتذكير، فلا ننحط فى أقوالنا وأعمالنا إلى انحطاط هؤلاء الحمير.
أدب الحمقى والمتحامقين في العصر العباسي
على عكس ما انشغلت به الدراسات والبحوث والأدبية بالحديث عما سمي بالدراسات والبحوث الأدبية بالحديث عما سمي بأدب القمم أو الأعلام، جاء كتاب أدب الحمقى والمتحامقين للباحث أحمد الحسين.
ويأتي الكتاب لتقصي أعلام أدب التيارات الشعبية وتحليل نصوصهم وحكاياتهم مختارًا العصر العباسي لأنه كان يحفل بكل ما هو جديد في الحياة والأدب بالنسبة للمجتمع العربي.
ويقدم في ثمانية فصول تحليلًا تاريخيًا وأدبيًا يبدأ بعرض لتاريخ الحماقة ونشوء هذه الظاهرة من العصر الجاهلي وصولًا للعباسي مشيرًا إلى أن ظهور الطبقات الثرية المتحضرة ساهم في وجود المتحامقين كأداة للتسلية والترفيه عن أبناء هذه الطبقات.
كما يميز المؤلف بين الحمق بصفته طبعًا لا إراديًا وبين التحامق كسلوك مقصود راصدًا طبيعة العلاقات بين المتحامقين وبين التي كانت تربطهم بغيرهم من الفئات المهمشة في المجتمع العباسي مبرزًا طرائقهم على الإضحاك.
وعرض الحسين في كتابه أيضًا تناول المصادر التراثية لهذه الظاهرة بهدف تحليل دوافع اهتمام بعض الأدباء كالجاحظ والثعالبي والتوحيدي في تدوين أخبار الحمقى والمتحامقين ثم وقف على أسباب نشوء هذه الفئة من الناس والتي ترجع إلى اتخاذ التحامق وسيلة للتكسب ورغد العيش وستارًا للنقد وسببًا للنجاة من الأزمات وغطاء للتحرر الفردي والتمرد على سلطة المجتمع.
ونظرًا لأهمية أبي العبر الهاشمي يخصص المؤلف له فصلًا كاملًا بصفته أحد أبرز أعلام التحامق في العصر العباسي موردًا مختارات من نصوصه متوقفًا على جوانب من حياته كما يخصص فصلًا لتحديد خصائص أدب الحمقى وسماته العامة من الشعبية والكرنفالية والمحاكاة الساخرة ودنوها من لغة العامة.
في مديح الحماقة
على عكس ما يذهب إليه ابن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين " يأتي كتاب "في مديح الحماقة"، حيث يذهب مؤلفه ديسيدرويس إرسموس إلى مديح الحماقة كفعل وممارسة وهذا ما يقره في مقدمته حول الحماقة وأهميتها في تاريخنا البشري، وكيف تم استخدامها للنقد ويضرب أنموذج كتابات الشاعر أوفيد صاحب "فن الهوى".
ويرى الكاتب أن مدح الحماقة ليس من التفاهة في شيء، وأن الحرية منحت لعقول الكل ليتعاملوا مع أخطاء البشر بذكاء، ويذهب المؤلف إلى أنه يمكن أن ترى رجل دين يسخر من المسيح وربما التاجر أيضًا خاصة ما يخص أرباحهم المتزايدة ويتهم البشر ويسخر منهم، وفي نفس الوقت يقول إنه على الإنسان أن يرى عيوبه ويصلحها فكيف هذا إذا كان هو أول من لا يرى عيوب نفسه؟!