على سالم.. من التمثيل في العروض الارتجالية للمسرح الاحترافي
ولد الكاتب والمسرحي المصري علي سالم في دمياط 1936-22 سبتمبر 2015) وبدأت علاقته بالفن من بوابة التمثيل في عروض ارتجالية بدمياط في خمسينات القرن الماضي. ثم عمل بعدّة فرق صغيرة، قبل أن يعيّن في مسرح العرائس ويتولى مسؤولية فرقة المدارس ثم فرقة الفلاحين.
من التمثيل لكتابة المسرح؛ حيث قدم علي سالم أول مسرحياته والتي جاءت بعنوان "ولا العفاريت الزرق"، ثم كتب مسرحية "حدث في عزبة الورد"، ليقدمها ثلاثي أضواء المسرح جورج وسمير والضيف، بعد بروفات 9 أيام فقط.
في 1963 كتب علي سالم مسرحيته الأولى، «الناس اللي في السماء الثامنة»، حيث تم إصدارها في 1966، كانت مسرحياته اللاحقة «أثقب» من ناحية النقد السياسي، من بينها «الرجل اللي ضحك على الملائكة» (1966)، «أنت اللي قتلت الوحش - كوميديا أوديب» (1970). أما المسرحية التي اشتهر بها في أنحاء العالم العربي فهي الكوميديا «مدرسة المشاغبين» التي تروي حكاية معلمة للفلسفة تحاول تأديب صف من التلاميذ المشاغبين.
في بداية عام 1980 قدم علي سالم مسرحيته الأخيرة ذات الفصل الواحد «المتفائل» بطلها مفكر متفائل لدية حلول لكل مشاكل الإنسان ومصمم على مقابلة المسئول الكبير في غرفة انتظار ليس بها سوي مكتب فوتيه وعدد كبير من التليفونات وسكرتيرة لا تفعل شيئا سوي أن تنظر في الأوراق التي أمامها أو تنهض لتدخل حجرة المسئول الكبير لتعود بعد قليل.. يبدي المفكر استعداده لتحمل كل المشاق ليقدم حلوله؛ حسب الكاتب عبد الغني داوود في مقاله الذى جاء بعنوان "على سالم..كاتب مسرحي ضل الطريق".
ويرى "داوود"، أن أعمال علي سالم الإبداعية تميل إلي (الفانتازيا) ليكشف الواقع الذي عاشه الكاتب حيث كان الاعتماد على (الفانتازيا) لغزو الواقع المصري في تلك الفترة - مُكرسا أعمالة لقضايا الحرية والديمقراطية، وما يقابلهما من نزعات التسلط والاستبداد لدي الإنسان، وكذا قضية الإمراض الاجتماعية والأخلاقية، والإقطاع البيروقراطي، وتشخيص عيوبه بكافة أشكاله، ومحنة الإبداع الفردي، وكذلك إبراز التقسيم الطبقي الجديد في المجتمع المصري وعلاقته بالإنتاج والإبداع على مدى مسرحياته السبعة عشر.