رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شياطين الإخوان والصهيونية الأمريكية

ظهر مؤخرًا بعض الأصوات الإخوانية التى يقودها التنظيم الدولى للإخوان للمناداة بأمور كارثية مستغلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة. هذه الأصوات لا يمكن المرور عليها دون تركيز وفحص، ولا يمكن تجاوزها على الإطلاق. فالإخوان جماعة إرهابية فاشستية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبلها المصريون مرة أخرى. وستظل هى العدو اللدود الذى يريد انهيار مصر ويعمل لصالح الصهيونية الأمريكية.

مصر تمر حاليًا بظرف خطير أكثر حدة مما حدث بعد ثورة «٣٠ يونيو»، فالمؤامرات التى تتعرض لها البلاد على أشدها من التنظيم الدولى. والذين يتصورون أن الأمور باتت وردية فهم واهمون، لأن الأخطار ما زالت قائمة وأشد، فهناك مؤامرة كبرى تقوم بها دول غربية بالتعاون مع التنظيم الدولى للإخوان، بهدف إسقاط الدولة المصرية.

وما حدث فى بلدان مجاورة لم يشفِ غليل المتآمرين من الدول والتنظيم الدولى للإخوان.. المؤامرات تستهدف بالدرجة الأولى السعى بكل السبل إلى هدم كل ما هو وطنى.. فالخطة الموضوعة تستهدف كسر شوكة مصر لتسهيل مهمة إحداث الفوضى والاضطراب. ولا يخفى على أحد أن المؤامرات الغربية الأمريكية التى صنعت جماعات الإرهاب والتطرف تزعم فى العلن أنها تقاوم هذه الجماعات وهى فى ذات الوقت تقدم لها كل العون للقيام بمهمة التخريب المكلفة بها، وكلنا يعلم ماذا فعل الاحتلال الأمريكى فى العراق، فكانت أول مهمة له هى تفتيت الجيش العراقى حتى يسهل القيام بتركيز النعرة الطائفية والمذهبية وسهولة عملية التقسيم المطلوبة.

وهو ما تصر عليه المخططات الصهيونية الأمريكية فى مصر، وهذا هو الحلم المستحيل تحقيقه فى ظل وعى شعب أصيل أبى يدرك كل هذه المؤامرات الدنيئة، فالهدف الرئيسى هو إتمام عملية التقسيم من أجل ترسيم حدود وجغرافيا جديدة للأمة العربية، وقد تم تجنيد جماعة الإخوان الإرهابية من قبل فى مصر للقيام بتنفيذ المخطط الشيطانى وأحبطه الشعب المصرى فى ثورة ٣٠ يونيو.. الهدف الآن هو إسقاط مصر من أجل تنفيذ مخطط الترسيم الجديد للحدود وتحقيق حلم إسرائيل فى تكوين دولتها المزعومة من النيل للفرات!!.. وهيهات أن يحدث هذا بوعى هذه الأمة المصرية العظيمة التى دائمًا ما تكون صفًا واحدًا فى وقت الأخطار والأزمات. والخطر يجعل من المصريين أمة ذات اصطفاف واحد فى وجه المخاطر.

المخطط الشيطانى ضد مصر أحد محاوره الرئيسية هو إهانة الرموز وعدم ظهور أى رمز فى المنطقة العربية، أو بتعبير دقيق طبقًا لما ورد فى المخطط المرسوم لإسقاط مصر لا بد من فصل الرأس عن الجسم، وبمعنى آخر أدق وأوضح لا بد من ممارسة كل الضغوط وفرض الحصار الشديد على أى رمز بالأمة العربية وعلى رأسها مصر، ولأن الشعب المصرى العظيم قد قام بأعظم ثورة شهدها التاريخ، والتف حول رمز وطنى تمثل فى شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى، كانت الطامة الكبرى فى نظر أمريكا والغرب. والشعب أدرك تمامًا حجم الكارثة التى تحيط بالبلاد من قوى الشر، الذين لا تفارقهم أحلام إسقاط مصر بأى حال من الأحوال.

محور إهانة الرموز يبدأ كما قلت من القاعدة حتى الهرم، من الأسر الصغيرة مرورًا بالهيئات والمؤسسات والوزارات وينتهى عند الرمز الكبير الذى يلتف حوله الناس. الصهيونية الأمريكية تقود هذه الحرب البشعة حتى تسود الفوضى ويتهلهل المشهد، ويضيع أى استقرار، سواء كان أمنيًا أو اقتصاديًا، بل يتم الدفع بكل الوسائل الخسيسة الإجرامية فى هذا الصدد حتى تضيع كل فرص الإصلاح مما يسهل عملية الفوضى والاضطراب. والدول الغربية وأمريكا لديها عقدة أن تظل مصر دولة كبرى فى المنطقة، ولا مانع لديها أبدًا من أن تجاهر بهذه الخسة والنذالة مستخدمة أبشع وأحط الأساليب لكسر الالتفاف الشعبى، وتستخدم فى ذلك جماعة الإخوان. وهذا ليس بغريب على بريطانيا مثلًا التى تجيد المؤامرات منذ زمن طويل، عندما رأت محمد على قاد الدولة المصرية فدبرت له مع فرنسا معاهدة لندن الشهيرة التى مارست من خلالها أبشع الضغوط حتى تنكمش الدولة المصرية وتتراجع ريادتها فى المنطقة، ولم تهدأ حتى تم الاحتلال الإنجليزى للبلاد!!

وكذلك الحال تم مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما تكالبت عليه الدول الغربية وأمريكا مرتين فى ١٩٥٦ و١٩٦٧. ولم يسلم الرئيس الراحل أنور السادات من مؤامرات الغرب وأمريكا وانتهى الأمر باستشهاده عام ١٩٨١.

ولأن مصر بدأت تتبوأ مكانتها اللائقة بها عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وهناك مشروع وطنى لتأسيس مصر الجديدة يقوده الرئيس السيسى، فكانت الألاعيب والمؤامرات واضحة وظاهرة والضغوط تتزايد بشكل سخيف على رأس الدولة فى محاولات خسيسة لإحباط المشروع الوطنى، بل زادت الأمور فى إصرار شديد على نصب مؤامرات لإسقاط الدولة المصرية، ولا تزال الصهيونية الأمريكية تصر على التعامل مع مصر من وجهة نظر جماعة الإخوان وأتباعها وأشياعها ومؤيديها من الجماعات الممولة منهما!.

الذى لا يعرفه الغرب وأمريكا وأذيالهما من الإرهابيين أن المصريين لن تنكسر إرادتهم ولن تنحنى رءوسهم، وأن عقيدتهم الوطنية فى الدفاع عن الدولة والأرض المصرية ورثوها أبًا عن جد، وهى الأرض كالعرض لا تفريط فيها حتى لو تم دفنهم فى ترابها.

وكل الضغوط التى تُمارس على الدولة المصرية تزيد الشعب إصرارًا على المضى قدمًا فى تنفيذ المشروع الجديد لبناء مصر الحديثة التى يحلم بها كل مصرى، ولن تنكسر أبدًا عزيمة المصريين، ولن تسقط الدولة المصرية حتى ولو سقط المصريون جميعًا صرعى، فمصر بعد «٣٠ يونيو» جديدة ولن تعود إلى الوراء أبدًا.

لكل هذه الأمور التى أوردت جانبًا منها، فإن جميع المصريين مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وليس فقط لكل الإنجازات التى تمت على الأرض، وإنما لضرورة الاستمرار فى مهمة الإنقاذ والتصدى لكل مخابيل التنظيم الدولى للإخوان ومن يعمل لحسابهم.