نائب وزير التعليم: الدولة تمارس سيادتها الوطنية على جميع المدارس
أشاد عدد من المسئولين وخبراء التربية والتعليم بالقرار الوزارى الصادر بشأن إلزام كل المدارس الدولية بتدريس مادة اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال، وتدريس مادتى اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الصفوف من الأول حتى الثالث، أو ما يعادلها، موضحين أن القرار يأتى لتعميق الهوية المصرية وتحقيق الانسجام فى المجتمع.
وقال الدكتور أيمن بهاء الدين، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن القرار يأتى استنادًا للقانون المصرى، والمادة ٢٤ من الدستور، والتى تنص على تدريس اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ الوطنى بكل مراحله كمواد أساسية فى التعليم قبل الجامعى الحكومى والخاص، مع عمل الجامعات على تدريس حقوق الإنسان والقيم والأخلاق المهنية للتخصصات العلمية المختلفة.
وأضاف: «الدولة المصرية تمارس سيادتها الوطنية، وتطبق دستورها على جميع المدارس داخل أراضيها أيًا كان نوع ترخيصها، ولا مجال لاعتراض هذه المدارس على تنفيذ القرار، لأنه حق دستورى للدولة لتعميق اللغة والهوية لدى جميع الطلاب المصريين».
فيما قال شادى زلطة، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، إن قرار دمج اللغة العربية والتاريخ ضمن مواد المجموع فى المدارس الدولية يأتى بهدف تعميق الهوية الوطنية وتعزيز دراسة اللغة العربية، وتطوير المعرفة العميقة بتاريخ البلاد، لتمكين الطلاب من دراسته بشكل أفضل.
وأضاف: «إعمالًا للمادة ٢٤ من الدستور، فإن اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ الوطنى بكل مراحله مواد أساسية فى التعليم قبل الجامعى الحكومى والخاص، أى أن المدارس الدولية ملتزمة بتدريس هذه المواد ودخولها بالمجموع».
الأمر نفسه أكده الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، بقوله إن القرار يعد قرارًا وطنيًا من الدرجة الأولى، لعدة أسباب، منها أن اللغة والتاريخ من أهم عناصر الثقافة والهوية، وأن الحفاظ عليهما والاهتمام بهما هو حفاظ على الهوية الوطنية ذاتها، وتحصين للطلاب ضد موجات التغريب والسطو على الهوية.
وأوضح: «اللغة العربية والتاريخ تربطان الطالب بجذوره، ليكون أكثر ولاء لمجتمعه، وأكثر انتماء له، وأكثر ارتباطًا بحضارته، وأكثر وعيًا بالمؤامرات التى يتعرض لها الوطن».
وتابع: «دراسة اللغة والتاريخ تساعد على تحقيق الانسجام الكامل بين أفراد المجتمع، وبناء وعى جمعى قادر على تحقيق الوحدة والتكامل بين أفراده، وهو ما ينعكس بالطبع على نمو وازدهار المجتمع نتيجة هذا التعاون والانسجام، كما أن الاهتمام بتدريس هذه المواد يحقق نوعًا من الربط والانسجام والمعارف المشتركة بين كل الأنظمة التعليمية فى الدولة، ويعد هذا أمرًا جيدًا لتقليل الفجوات بين التعليم المصرى الخالص والتعليم الدولى».
وأشار إلى أن الاهتمام بتدريس التربية الدينية من الأمور بالغة الأهمية، كون الدين يعد مصدرًا للأخلاق والسلوك الحسن، وبالتالى فإن تدريس التربية الدينية يعكس اهتمامًا بالجوانب الوجدانية والأخلاقية، ويوفر مصدرًا وأساسًا للانضباط الذاتى والأخلاقى، تتجلى آثاره فى نمط التعامل داخل وخارج المدرسة.
وأكمل: «يعكس الاهتمام بتدريس هذه المواد رؤية جديدة للوزارة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتربط بين ربط الطالب بجذوره وماضيه وحاضره وإعداده للمستقبل، كما فى تدريس مادة البرمجة أيضًا، وهو قرار يستحق الإشادة والتقدير نظرًا لانعكاساته الإيجابية على ولاء الطالب وانتمائه لوطنه وحفاظه على الهوية الثقافية والوطنية».
بدوره أشاد الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، بالقرار، موضحًا أنه إيجابى للغاية، وجاء بعد سنوات طويلة من إهمال المدارس الدولية تدريس مواد اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية والتاريخ، لحساب المقررات المختلفة باللغات الأجنبية.
وأضاف: «لا شك أن إضافة تلك المواد وجعلها جزءًا من مجموع الطالب فى السنوات الدراسية المختلفة، خاصة بالنسبة لمواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتاريخ، فضلًا عن تدريس التربية الدينية، وإن كانت خارج المجموع لأسباب تعليمية وتقييمية- سيؤدى إلى عدد من الإيجابيات، على رأسها تمكن الطالب المصرى من اللغة العربية، وهى اللغة الرسمية للدولة، وبالتالى قدرته على التواصل بكفاءة مع الآخرين فى المجتمع، وفهم ما يسود الدولة المصرية والوطن العربى من ثقافة».
وتابع: «يؤدى القرار إلى تعميق انتماء الطالب إلى وطنه، من خلال إتقانه اللغة العربية، وتخريج أجيال من الطلاب لديها مستويات مرتفعة من إتقان اللغتين العربية والأجنبية، بالإضافة إلى السماح باكتشاف الموهوبين من طلاب تلك المدارس فى المجالات المتصلة باللغة، وتيسير فهم هؤلاء الطلاب للمقررات القائمة على اللغة العربية عند التحاقهم بالجامعات». واستطرد: «يسمح ذلك أيضًا بتقليل الفجوات المعرفية والثقافية بين طلاب تلك المدارس وطلاب المدارس المصرية الأخرى، وإكساب الطالب هوية مصرية عربية أصيلة، من خلال إطلاعه على تاريخ وجغرافية مصر، واللغة العربية والتربية الدينية، لأنها المواد المسئولة عن تعميق الهوية، بالإضافة إلى وعى الطالب بالقيم والمبادئ الدينية التى تحكم السلوك والأخلاق فى المجتمع».