رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهمة إطفاء الحرائق.. مصر تقود جهود وقف الحروب والصراعات بالمنطقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حروبٌ ممتدة وصراعات متفاقمة تكتنف الحدود المصرية شرقًا في قطاع غزة وغربًا على الحدود الليبية، وجنوبًا في السودان، لتقف مصر حائط صد أمام بؤرٍ مشتعلة بالمخاطر الأمنية والاستراتيجية، دون أن تدخر جهدًا في تسويتها، ساعيةً ما أمكنها لاستعادة استقرار المنطقة.

وأكد محللون لـ"الدستور" أن مصر تعمل كل ما في وسعها لحماية أمنها القومي في مواجهة التحديات المُحيطة بها وإنهاء الأزمات، من خلال مفاوضات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتأكيد على ضرورة وحدة الدولة الليبية، وتكثيف الجهود لإنهاء الحرب في السودان.

 تحدياتٍ أمنية بالغة الخطورة

قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مصر منذ العام الماضي، وما قبله بسنوات، تواجه تحدياتٍ أمنية بالغة الخطورة، في مُقدمتها الأزمة الليبية، ثم الأزمة السودانية، ثم جاءت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، لتصبح مصر مُحاطة بالتحديات من الشرق والغرب والجنوب.

وأضاف لـ"الدستور" أن مصر تبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كل من له قدرة على المساهمة في تسوية هذه الأزمات، والتوصل إلى حلولٍ لها؛ لأن استمرار الأزمات يُنذر بتوسع نطاقها لا سيما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفيما يخص الأزمة في السودان، أوضح حسن، أن مصر عقدت قمة لدول الجوار، بالإضافة إلى عقد عدة مؤتمرات للجانب السوداني، فضلًا عن الاتصالات المكثفة، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية لتسوية النزاع؛ معربًا عن أمله في استجابة طرفيِّ الصراع في السودان لكل هذه الجهود.

وأكد حسن، أن قطاع غزة بالنسبة لمصر بوابة أمنها الشرقية، وبالتالي فإن مصر تبذل كل الجهود لوقف القتال وإدخال المساعدات التي ما زالت تتكدس على الجانب المصري في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي وعدم السماح بإدخالها.

وأوضح أن مصر ما زالت مستمرة في بذل الجهود مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ للتوصل لوقف القتال وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للأشقاء في فلسطين، مشددًا على أن مصر لا تألو جهدًا لوقف هذه الصراعات؛ لأنها تمس أمنها القومي وأمن المنطقة بأكملها.

وأشار حسن، إلى أن جميع الوفود التي تأتي إلى مصر، تُقدِّر دورها وسياستها التي تتسم بالنضج والصبر، لافتًا إلى أن الحكومة تعمل كل ما في وسعها لمعالجة هذه القضايا دون الدخول فيما تريده إسرائيل بإشعال المنطقة.

جهود مصرية لا تتوقف

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما تواجهه مصر من تحدياتٍ ومخاطرٍ مُتعلقة بالنطاقات الاستراتيجية للدولة، ليست مجرد حدود سواء كان في الاتجاه الشرقي أو الشمال أو في الجنوب أو على امتداد دول حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقي. 

وأضاف لـ"الدستور"، أن مصر تتعامل مع نطاقات استراتيجية في الملف الليبي والتأكيد على الضوابط المصرية في هذا الملف وضرورة وحدة التراب الليبي.

وأشار فهمي، إلى أن المجهودات والاتصالات المصرية كافَّة تقوم على فكرة الحفاظ على الحدود وعدم الانقسام، سواء في ليبيا من جهة، أو عدم استمرار الحرب بين "الدعم السريع" والقوات المسلحة في السودان من جهة أخرى.

وأكد أن مصر تدعو دائمًا إلى الحوار والتعاون المشترك، والحرص على تماسك وعودة الدولة الوطنية. 

وفيما يخص الحرب الإسرائيلية على غزة، قال فهمي، إن الدور المصري واضح منذ اليوم الأول للأزمة، لافتًا إلى أن التحركات المصرية على المسارات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاستخباراتية لا تتوقف على مجرد الحوار بين الأطراف المختلفة، ولكن ممارسة دور وسيط والانخراط في إدارة المفاوضات.

وشدد فهمي، على يقظة الدولة المصرية ورؤيتها الاستباقية في التعامل مع مكامن الخطورة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الدولية تُركِّز على أهمية ومحورية الدور المصري في الإقليم من خلال تقريب وجهات النظر ومحاولة استعادة الاستقرار.