شلل الأطفال يُهدد 640 ألف طفل.. هل يُعلق الاحتلال عملياته فى القطاع؟
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على إعلان إسرائيل عن وقف القتال في غزة، للسماح بتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، مشيرة إلى أنه إعلان مبدئي يتبع موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على أماكن مخصصة لعلاج ما يقدر بنحو 640 ألف طفل.
ونقلت الصحيفة عن منظمة الصحة العالمية، أن لديها "التزاما أوليا" بفترات توقف إنسانية في القتال في قطاع غزة للسماح بالتطعيم ضد شلل الأطفال، مع بدء التطعيمات الأولى في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
تطعيم 640 ألف طفل في غزة
تستعد الأمم المتحدة لتطعيم ما يقدر بنحو 640 ألف طفل في غزة، حيث أكدت هيئة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في 23 أغسطس، أن طفلًا واحدًا على الأقل أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع 2، وهي أول حالة من هذا القبيل في المنطقة منذ 25 عامًا.
يأتي إعلان منظمة الصحة العالمية في أعقاب مؤشرات سابقة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اقترح أنه قد يكون هناك تعليق جزئي للعمليات العسكرية في غزة للسماح بتطعيم الأطفال الصغار ضد المرض.
وقال مسئول في منظمة الصحة العالمية، إن حملة التطعيم المخطط لها ستكتمل على مراحل على مدى ثلاثة أيام في مناطق محددة، حيث سيكون هناك توقف في القتال للسماح للبرنامج بالاستمرار، مع خيار تمديد التطعيم ليوم واحد إذا لزم الأمر.
وفي بيان، نفى مكتب نتنياهو تقريرًا تليفزيونيًا إسرائيليًا يفيد بأنه سيكون هناك هدنة عامة أثناء حملة التطعيم، التي تبدأ في نهاية الأسبوع، لكنه قال إنه وافق على "تعيين أماكن محددة" في غزة.
قال البيان "تم عرض هذا على مجلس الوزراء الأمني وحظي بدعم المهنيين المعنيين".
وذكر تقرير إعلامي إسرائيلي أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، طالب بوقف العمليات عندما زار إسرائيل الأسبوع الماضي.
السبت.. أولى جولات التطعيم ضد شلل الأطفال
تبدأ الجولة الأولى من التطعيمات يوم السبت في محاولة عاجلة للسيطرة على انتشار الفيروس، بعد العثور عليه في طفل مصاب بالشلل في إحدى ساقيه في وقت سابق من هذا الشهر.
ووصلت أكثر من 25 ألف قارورة من اللقاح، وهي كافية لأكثر من مليون جرعة، إلى غزة مع المعدات اللازمة لإبقائها باردة أثناء نقلها، ولكن خبراء الصحة حذروا من أنه سيكون من المستحيل تقريباً تنفيذ حملة التطعيم بنجاح تحت القصف.
ولوقف انتشار المرض، يجب على وكالات الإغاثة الوصول إلى 90٪ من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات والذين يقدر عددهم بنحو 640 ألف طفل في غزة، هذا يشكل تحديًا بالفعل، حيث تعرض الفلسطينيون لعدد متزايد من أوامر الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى حشرهم في مساحات أكثر ضيقًا ونائية.
وأحد الاحتمالات التي اقترحها بيان نتنياهو هو أن القصف الإسرائيلي سيتوقف في مناطق مختلفة من غزة بالتتابع، للسماح للعاملين في مجال الإغاثة الذين يحملون اللقاحات بالانتقال من منطقة إلى أخرى.
شكوك حول التزام الاحتلال بفترة توقف إنسانية
قالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن عدم اليقين بشأن فترات التوقف الإنسانية وأوامر الإخلاء جعل التخطيط صعبًا للغاية.
قالت توما: "الخطط هي أساس أي عملية إنسانية ناجحة. عليك أن تعرف عدد الأشخاص الذين ستصل إليهم: أين يقعون؟ كيف ستصل إليهم؟"، "التخطيط عنصر مهم لنجاح أي عملية، ولكن في غزة التخطيط يكاد يكون معدومًا".