شيطان الشرق الأوسط.. كيف أشعل نتنياهو فتيل الحرب فى المنطقة؟
على مدار 10 أشهر من الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، عمد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إشعال نيران الحرب في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، باستهداف حزب الله في لبنان والقادة الإيرانيين في سوريا والعراق وشن عمليات عسكرية وحشية في الضفة الغربية.
عدوان إسرائيلي غير مسبوق على الضفة الغربية
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن قوات الاحتلال الإسرئيلي واصلت عملياتها العسكرية الوحشية في الضفة الغربية، ما تسبب في استشهاد 5 فلسطينيين في اليوم الثاني للعدوان، ليرتفع العدد إلى 15 شهيدًا، حتى الآن، وأكثر من 30 مصابًا، ما دفع الأمم المتحدة للمطالبة بوقف التصعيد.
وزعمت قوات الاحتلال الإسرائيلية أنهم "خمسة إرهابيين اختبأوا داخل مسجد" في طولكرم، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
وتابعت الإذاعة البريطانية، أن إسرائيل بدأت عملية كبرى في الضفة الغربية، صباح أمس الأربعاء، بحجة القضاء على الجماعات المسلحة في المنطقة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل إلى وقف عمليتها على الفور، قائلا إنها "تؤجج وضعًا متفجرًا بالفعل".
وحث القوات الإسرائيلية على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام القوة المميتة فقط عندما يكون ذلك أمرًا لا مفر منه تمامًا".
وأضافت الإذاعة البريطانية، أنه في مكان آخر، في جنين، يتم إيقاف سيارات الإسعاف وتفتيشها بواسطة سيارات جيب عسكرية متوقفة حول المستشفى الحكومي بينما تواصل قوات الأمن عملياتها في مخيم اللاجئين بالمدينة.
وتابعت أنه لا توجد أخبار كثيرة واردة من المخيم في الوقت الحالي، حيث تغلق قوات الاحتلال الإسرائيلية الوصول إليه وتقطع شبكات الهاتف الفلسطينية.
ويحاول السكان والمسعفون والصحفيون قراءة الموقف داخل المخيم، من خلال الانفجارات العرضية ورشقات إطلاق النار التي سمعت منذ الليلة الماضية.
وقال أحد الأشخاص في الداخل إن الهدوء يبدو حاضرًا في الوقت الحالي، ويمكنهم سماع طائرات بدون طيار تحلق في السماء.
هذا هو اليوم الثاني من العملية التي تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنها قد تستمر لأيام في الضفة الغربية.
وفي الأيام الأخيرة، اتهم سياسيون إسرائيليون إيران بمحاولة تهريب أجهزة متفجرة بهدف مهاجمة إسرائيل.
إسرائيل تشعل نيران الحرب مع إيران
وبحسب موقع "ذا كردال" الدولي، فإنه في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنها حزب الله مؤخرا، والتي استهدفت بنجاح منشأة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وموقع عين شيمر المستخدم للمراقبة الجوية والدفاع الجوي، تواجه الدول الأخرى في محور المقاومة الإيراني الآن مجموعة من الخيارات الاستراتيجية فيما يتعلق بخطواتها التالية.
وأضاف أن السبب في اندلاع الحرب من البداية كان نتنياهو، بسبب اغتيال كل من فؤاد شكر القيادي في حزب الله وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وتابع أن إيران أكدت باستمرار، من خلال دبلوماسييها ومسئوليها رفيعي المستوى، أن الرد الانتقامي أمر لا مفر منه، والرسالة من طهران واضحة: الرد قادم، وهي مسألة وقت فقط.
وفي الوقت نفسه، يفكر اليمن أيضًا في رده على الضربات الإسرائيلية الضخمة على ميناء الحديدة الرئيسي. وقد أدى هذا الهجوم، الذي يُنظر إليه على أنه استخدام غير متناسب للقوة بهدف إلحاق الأذى بالمدنيين والبنية التحتية اليمنية، إلى تعزيز عزم صنعاء ضد دولة الاحتلال.
وتتأثر هذه الاستجابات المتوقعة من محور المقاومة بعوامل مختلفة تتجاوز اتفاقيات الردع العسكري والتوازنات الاستراتيجية القائمة، إن الهدف الأساسي لاستراتيجيتهم هو وقف الحرب الدائرة على غزة، وهو الهدف الذي أعطته كل الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية في دول المحور الأولوية منذ إطلاق عملية طوفان الأقصى قبل عام تقريبًا.
وأضاف الموقع أن الحرب التي تشنها إسرائيل في غرب آسيا والاستجابات المحتملة لكل طرف من أطراف الصراع يمكن فهمها على أفضل نحو من خلال "سلم التصعيد"، وهي أداة مفاهيمية توضح الاستعداد والقدرة على المزيد من المشاركة العسكرية.
وتابع أن المواقف الحالية لإسرائيل وإيران وحزب الله واليمن على سلم التصعيد تعكس حساباتهم الاستراتيجية وأفعالهم المحتملة، حيث يشير وضع إسرائيل المرتفع إلى قدرة محدودة على المزيد من التصعيد دون عواقب وخيمة، في حين يشير وضع إيران المنخفض إلى استراتيجية ضبط النفس، مما يبقي خياراتها مفتوحة للاشتباكات المستقبلية.
وأضاف أن استمرار إسرائيل في التصعيد دون نهاية واضحة وفهم لقيودها الخاصة، إلى جانب إحجام الولايات المتحدة المتزايد عن التدخل، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تجاوز استراتيجي وهزيمة صريحة في حرب إقليمية شاملة.