جبهة تشكيل الوعى
فى ظل هذه الأوضاع الخطيرة التى تحيط بمصر من كل اتجاه لا بد من تشكيل جبهة وطنية لنشر الوعى بين جموع المصريين. هذه الجبهة مهمتها الرئيسية التعريف بكل التحديات والمخاطر التى تتعرض لها مصر، والتصدى لكل الحملات المغرضة التى تسعى بكل السبل إلى الاصطياد فى الماء العكر من أجل تحقيق الهدف الأساسى الذى تحدثت عنه أمس وهو إسقاط الدولة.. والمتتبع لقاءات وأحاديث الرئيس عبدالفتاح السيسى يجد أنه دائمًا ما يحذر تحذيرات شديدة وواضحة وصريحة بشأن أن مصر محاطة بدول سقطت فى بحور الفوضى والاضطراب وشبح التقسيم وخلافه. ومن هذا المنطلق يجب أن يتمتع المصريون بوعى أكثر وأكثر من أجل التصدى لهذا الخطر الفادح الذى يستهدف المجتمع بأكمله وليس مؤسسة بعينها فحسب.
وهناك أيضًا كارثة يمارسها أهل الشر، وهى استخدام الإعلام المضاد، خاصة فى الغرب، لتشويه صورة البلاد. وهنا يأتى دور الجبهة التى نقترح تأسيسها، لتقوم بالرد على المزاعم والأباطيل التى يرددها إعلام الإرهاب والشر لتشويه صورة مصر ونشر الشائعات، لبث ونشر الإحباط بين الناس، ومكافحة هذا النوع من الإرهاب تحتاج إلى هذه الجبهة الوطنية المقترحة، للرد والتصدى لكل المزاعم والأباطيل التى يتم الترويج لها. وهذه الجبهة الوطنية تخلق الوعى والدور الذى يقع على كل مواطن وكيفية تأديته دوره لاقتلاع بذور التسمم التى يبذرها أهل التآمر.
الجبهة الوطنية تعنى لمّ شمل المصريين حول مشروع يطمح إلى مؤازرة الدولة فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها البلاد، ونشر الوعى بين المغيبين الذين يمارسون أبشع المآسى فى حق الوطن والمواطن. والجبهة المقترحة لا تتبنى أو تعتنق أيديولوجيات أو انتماءات فكرية وسياسية بعينها، بل تعنى فقط بمصلحة مصر أولًا وقبل كل شىء. كل ما نعنيه هو استراتيجية وطنية شاملة يشارك فيها كل أصحاب الرؤى والأفكار، ولا يُستثنى منها أحد، للعمل إلى جوار الدور الوطنى الكبير الذى يتم حاليًا. نحن فى حاجة شديدة إلى مشاركة كل الأطراف السياسية والشعبية والنقابية ورجال الدين، من أجل وضع آليات جديدة لمحاربة أى فكر إرهابى أو تآمرى إلى جوار الإجراءات المصرية الوطنية التى تلعب دورًا بطوليًا رائعًا ولا تزال حتى الآن.
مشاركة أهل الفكر والثقافة فى التصدى للأخطار، من خلال نشر الآراء التى تدحض المزاعم والأفكار الشيطانية، باتت ضرورة مُلحّة لمساندة مؤسسات الدولة، ولا بد من مشاركة الجميع من أبناء هذا الشعب العظيم، لتفويت الفرصة على كل المتناحرين والمتربصين الذين لا هم لهم سوى إشاعة الفوضى والاضطراب بالبلاد.
وليعلم الجميع أن هناك حالة تربص من الإرهابيين وأصحاب المرجعيات الدينية الذين لا يعنيهم المشروع الوطنى للدولة المصرية، ويسعون بكل قوة إلى النيل من مؤسسات الدولة وإحباط مشروع الجمهورية الجديدة.
ولا يوجد أى وقت لرفاهية سياسية ولا أمل لمواجهة هذه الأخطار التى تحاك إلا بتجميع القوى.
ولذلك يجب خلال هذه المرحلة أن يتخلى الجميع عن التناحر والخلاف السياسى، لمواجهة الخطر الفادح والكارثى الذى يستوجب على الجميع إعلاء مصلحة الوطن فوق أى مصالح ضيقة.
أكرر أن فكرة تشكيل الجبهة التى أقترحها تنحصر فى أمر وحيد فقط هو نشر الوعى بين جموع المصريين، والوقوف صفًا واحدًا مع الدولة المصرية فى مواجهة كل هذه الأخطار والتحديات البشعة التى تتعرض لها البلاد من كل حدب وصوب، والمعروف أن هناك تربصًا ضد مصر حتى لا تقوم لها قائمة أو تتقدم أكثر من ذلك. وتلك هى الكارثة التى يجب على الجميع أن يتنبه لها خاصة منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى الآن، بعد أن خطت مصر خطوات أكثر من رائعة عندما خاضت حربين فى آنٍ واحد ضد الإرهاب حتى اقتلعت جذوره وغار إلى غير رجعة والأخرى ما زالت مستمرة فيها من أجل المزيد من التنمية التى تحققت على الأرض فى ظل هذه الفترة الوجيزة، ما يعد إعجازًا وإنجازًا.. وقد وقف أمام ذلك أعداء مصر مشدوهين يضربون كفًا بكف! ويرددون كيف تحققت كل هذه الإنجازات بهذا الشكل وبتلك السرعة؟