هل يمكن أن يسبب الإمساك الإصابة بنوبة قلبية؟ حقيقة صادمة تكشفها دراسة حديثة
توصلت دراسة دانمركية أجريت على أكثر من 900 ألف شخص من العيادات الخارجية بالمستشفيات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإمساك لديهم خطر متزايد للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ومع ذلك، لم يكن واضحا ما إذا كانت العلاقة بين الإمساك وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ستظل صحيحة بالنسبة للأشخاص الأصحاء خارج المستشفى.
ووفقا لموقع hindustantimes لم تأخذ هذه الدراسات الأسترالية والدنمركية أيضًا في الاعتبار تأثيرات الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن أن تسبب الإمساك.
ماذا عن هذه الدراسة الجديدة؟
توصلت دراسة دولية حديثة أجراها باحثون من جامعة موناش إلى وجود علاقة بين الإمساك وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب لدى عامة السكان.
وحلل باحثون البيانات من البنك الحيوي البريطاني، وهي قاعدة بيانات للمعلومات المتعلقة بالصحة من حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة.
وحدد الباحثون أكثر من 23 ألف حالة إمساك، وأخذوا في الاعتبار تأثير الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والتي قد تؤدي إلى الإمساك.
كان الأشخاص الذين يعانون من الإمساك (الذين تم تحديدهم من خلال السجلات الطبية أو عن طريق استبيان) أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من الإمساك.
وجد الباحثون ارتباطًا قويًا بين ارتفاع ضغط الدم والإمساك. كان الأفراد المصابون بارتفاع ضغط الدم والذين يعانون أيضًا من الإمساك أكثر عرضة بنسبة 34٪ للإصابة بحدث قلبي رئيسي مقارنة بأولئك الذين يعانون فقط من ارتفاع ضغط الدم.
ولم تتناول الدراسة سوى البيانات الخاصة بالأشخاص من أصول أوروبية. ومع ذلك، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الارتباط بين الإمساك والنوبات القلبية ينطبق على مجموعات سكانية أخرى.
وقد أجرت دراسة يابانية على أكثر من 45 ألف رجل وامرأة، وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتبرزون مرة كل يومين إلى ثلاثة أيام معرضون لخطر أكبر للوفاة بسبب أمراض القلب مقارنة بالأشخاص الذين يتبرزون مرة واحدة على الأقل في اليوم.
كيف يمكن للإمساك أن يسبب نوبة قلبية؟
يمكن أن يؤدي الإمساك المزمن إلى الشعور بالإجهاد عند إخراج البراز، مما قد يؤدي إلى صعوبة التنفس وارتفاع ضغط الدم.
وفي إحدى الدراسات اليابانية التي شملت عشرة أشخاص من كبار السن، كان ضغط الدم مرتفعًا قبل التبرز مباشرة واستمر في الارتفاع أثناء التبرز. واستمر هذا الارتفاع في ضغط الدم لمدة ساعة بعد ذلك، وهو نمط لم نشهده بين اليابانيين الأصغر سنًا.
وهناك نظرية تقول إن كبار السن يعانون من تصلب الأوعية الدموية بسبب تصلب الشرايين (زيادة سماكة الشرايين أو تصلبها نتيجة لتراكم اللويحات) وغير ذلك من التغيرات المرتبطة بالعمر. لذا فإن ارتفاع ضغط الدم لديهم قد يستمر لبعض الوقت بعد بذل الجهد. ولكن ضغط الدم لدى الشباب يعود بسرعة إلى طبيعته لأن أوعيتهم الدموية أكثر مرونة.
مع ارتفاع ضغط الدم، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب، ويتضاعف خطر الإصابة عندما يرتفع ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم) بشكل دائم بمقدار 20 ملم زئبق (مليمتر من الزئبق، وهو مقياس قياسي لضغط الدم).
وقد تم الإبلاغ عن أن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي مع بذل الجهد أثناء إخراج البراز يصل إلى 70 مليجرام زئبق، وهذا الارتفاع مؤقت فقط، ولكن مع بذل الجهد في حالة الإمساك المزمن، فقد يؤدي هذا إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن من ضعف في وظيفة العصب المبهم، الذي يتحكم في عدد من وظائف الجسم، بما في ذلك الهضم ومعدل ضربات القلب والتنفس.
قد يؤدي هذا الخلل الوظيفي إلى حدوث اضطرابات في معدل ضربات القلب وزيادة نشاط استجابة الهروب والقتال. وقد يؤدي هذا بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم.
وهناك مجال بحثي آخر مثير للاهتمام يتناول اختلال التوازن في بكتيريا الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك.
يمكن أن يؤدي هذا الخلل، المعروف باسم خلل التوازن الجرثومي، إلى تسرب الميكروبات والمواد الأخرى عبر حاجز الأمعاء إلى مجرى الدم وتحفيز الاستجابة المناعية. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى التهاب منخفض الدرجة في الدورة الدموية وتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
واستكشفت هذه الدراسة الأخيرة الروابط الجينية بين الإمساك وأمراض القلب، ووجد الباحثون عوامل وراثية مشتركة تكمن وراء الإمساك وأمراض القلب.
ماذا يمكننا أن نفعل حيال هذاالأمر؟
يؤثر الإمساك على حوالي 19% من سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، لذا فإن نسبة كبيرة من السكان معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب بسبب صحة أمعائهم.
ن إدارة الإمساك المزمن من خلال التغييرات الغذائية (وخاصة زيادة الألياف الغذائية)، وزيادة النشاط البدني، وضمان الترطيب الكافي واستخدام الأدوية، إذا لزم الأمر، كلها طرق مهمة للمساعدة في تحسين وظيفة الأمعاء وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب