رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صَدَقَتْ الدستور.. الهدف إسقاط مصر

مانشيت جريدة الدستور، الحدود المشتعلة، والتقارير التى أوردتها فى عدد يوم الأحد الماضى تثير شجون أى مصرى يتأمل أحوال الوطن.. فتحية لكل كتيبة فريق «الدستور» وعلى رأسهم الكاتب الصحفى والإعلامى الكبير الدكتور محمد الباز على هذا الإبراز لقضية فى منتهى الخطورة وهى وقوع مصر فى بؤرة مشتعلة، ورغم ذلك تواجه الكثير من التحديات حتى لا تسقط البلاد، كما سقطت دول مجاورة. الحقيقة المرة أن مصر باتت الآن فى قلب بؤرة الصراع والاشتعال التى تحيط بها من كل حدب وصوب. 

ففى الناحية الشرقية نجد الحرب الإسرائيلية الغاشمة والإصرار الصهيو أمريكى على تصفية القضية الفلسطينية، والقيام بعمليات التهجير القسرى للفلسطينيين.. وفى الناحية الغربية نجد كارثة حقيقية وهى الفتنة الكبرى التى تشعل الأراضى الليبية، ونجد فى الجنوب الكارثة الأكبر التى تتمثل فى الاقتتال العنيف داخل الأراضى السودانية.. إضافة إلى الحرب الدائرة فى اليمن التعيس الذى لم يعد سعيدًا، كما تعودنا أن نعرفه. ثم نأتى أيضًا إلى ما يحدث فى سوريا والعراق وبالتالى باتت المنطقة كتلة ملتهبة.. وكل ذلك لا يرضى المخططات الصهيو أمريكية.. وإنما باتت العين حقيقة على مصر، فالهدف هو سقوط مصر ورغم ذلك فإن مصر تواجه الكثير من التحديات والمصاعب من أجل تفويت الفرصة تمامًا على كل مَن يريدون إسقاط البلاد.

لا أحد ينكر على الإطلاق أن مصر تعيش وسط كتلة ملتهبة من الأطماع الدولية، وليس خافيًا أيضًا أن ما يحدث من حولنا ينذر بكوارث حقيقية، فبعد سقوط ليبيا واليمن وسوريا وما يحدث فى فلسطين وأخيرًا السودان، لا بد أن نعلم جميعًا أن المصريين محاصرون بشكل بشع من كتل إرهابية خطيرة. والذين يتصورون أن الخطر قد زال عن مصر إنما هؤلاء واهمون، ولا بد للمصريين أن يكونوا على قلب رجل واحد خلف قيادتهم السياسية، وأن يعلموا جيدًا أن الحذر واجب ومطلوب فى ظل هذه الظروف البشعة من حولنا.

وكان الله فى عون الدولة المصرية التى تتعرض لتهديدات خارجية كثيرة، فهناك إصرار شديد على النيل من مصر بشكل خطير، ويوم أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أن على المصريين أن يشاركوا فى دعم تثبيت أركان الدولة، كان ذلك بمثابة رسالة واضحة وصريحة بأن هناك تهديدات كثيرة تتعرض لها الدولة، وجميع المخططات الإجرامية التى تواجهها الدولة تأتى فى إطار هذا الأمر.

إسقاط الدولة المصرية هو الهدف الأسمى الذى تسعى إليه هذه المخططات من أجل بقاء آمن لإسرائيل. وعلى كل الذين تغيب عنهم هذه الحقائق أن يفيقوا من غفوتهم، ولن ينال من مصر أحد طالما أن هناك شعبًا واعيًا ولديه فطنة سياسية وجيشًا وطنيًا يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من أمن الوطن والمواطن، ومن أجل ذلك تأتى أحاديث الرئيس «السيسى» واضحة وصريحة وموجهة تحديدًا لكل من تغيب أو تتوه عنهم هذه الحقائق، فاحذروا سقوط الدولة، لأن ذلك هو الخراب الحقيقى على الجميع بلا استثناء.

ولا يمكن أبدًا أن ينخدع المصريون فى مكر هؤلاء المتآمرين، الذين لا يزالون جميعًا يتجرعون صدمة ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو التى وجهت لطمة كبرى لهم، وهم يتربصون بالبلاد لينتهزوا أى فرصة تظهر لهم بين الحين والآخر.

تقسيم ليبيا أو تفتيت سوريا أو تجزئة اليمن والعراق أو خراب السودان لا يرضى المخطط الغربى الأمريكى، فكل هذه الدول لا تشفى غليل هؤلاء الأوباش، بل إن الهدف الرئيسى هو مصر التى تستعصى عليهم.. الهدف الأسمى هو سقوط مصر، ورغم أن هذه الدول العربية سقطت فى مستنقع التمزيق والنعرات الطائفية، فإن ذلك لا يرضى أصحاب المخططات الإجرامية، العين مفتوحة على مصر، فهى المراد الرئيسى، وجماعة الإخوان بدورها أداة ستظل بين الحين والآخر تمارس السفك وتنشر الأكاذيب فى محاولات مستميتة من أجل نشر الفوضى والاضطراب باعتبار أن ذلك هو المفتاح لسقوط مصر.

التربص قائم والخطر مستمر والأعداء يتحينون الفرصة فى الخارج والداخل. ولا بد من تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين الذين لا هم لهم سوى إسقاط الدولة، أو على الأقل زعزعة تماسكها وإضعاف قوتها فى هذه المهاترات، ومنع عودتها قوية متينة.. وهذا يقتضى من الجميع أن يفيقوا ويتخلوا عن أى فرقة أو أى فرصة لأى متربص يساعد على تحقيق هدف الغرب وأمريكا وأدواتها من جماعة الإخوان الإرهابية.